ليلة الإنذار الأخير فى «التحرير»: عودة هتاف «ارحل يعنى امشى»
![ليلة الإنذار الأخير فى «التحرير»: عودة هتاف «ارحل يعنى امشى»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/127114_660_3415575_opt.jpg)
رغم حلول الساعات الأولى من صباح أمس (السبت)، لم يتوقف توافد المتظاهرين على ميدان التحرير، سواء القادمون عبر منافذ مترو الأنفاق، من محطة «السادات» أو الداخلون للميدان، عبر مداخله المتعدّدة، وعلى جدران المترو علّق المتظاهرون لافتات تعلن سقوط شرعية محمد مرسى، وأخرى تدعو إلى الحشد فى 30 يونيو، والألعاب النارية لم تتوقف عن إشاعة البهجة فى نفوس المتظاهرين، وهى تزهو بألوانها فى السماء.
الميدان يضم آلاف المتظاهرين، بعضهم جاء منذ الصباح الباكر، وآخرون توافدوا على مدار اليوم، مثل مصطفى على، ذى الأربعين عاماً، الذى يجول فى الميدان كل حين، يتحدث مع أشخاص ومجموعات من المتظاهرين ليتعرف على الآراء ويحاول إقناع المتظاهرين بجدوى الاعتصام فى التحرير.[FirstQuote]
يقول «مصطفى» إنه مؤمن بأن الحل فى التحرير وليس فى الذهاب إلى الاتحادية، ولا يتفق مع دعاوى الذهاب إلى الاتحادية فى 30 يونيو. ويرى أن الاتحادية يجب أن تكون تصعيداً أخيراً، مثلما حدث عقب 18 يوماً مع «مبارك»، ويأمل أن ينزل الألتراس إلى الميدان، ويقول: «رغم اختلافنا معهم، بس بصراحة بيعملوا شغل جامد وبيرعبوا النظام لما بينزلوا».
من ناحية «هارديز» تواصل المنصة إذاعة هتافات تلهب حماس الواقفين وتجعلهم يلوّحون بأعلامهم، هاتفين «ارحل يعنى امشى، ياللى ما بتفهمشى». على الأرض وفى الأيدى لافتات لجندى جيش يقبّل طفلاً، ومن أعلى الصورة مكتوب «مصر فوق الجميع»، ومن أسفلها «الجيش والشعب إيد واحدة».
تنطلق عشرات الألعاب النارية التى تضىء السماء للحظات، فتشتعل حماسة الناس قبل أن تخبو من جديد، ليرددوا: «الشعب يريد إسقاط النظام»، وفى ساحة الميدان بعض من الشباب يمر باستمارات «تمرد».
أحد هؤلاء الشباب، تامر مجدى، 36 عاماً، عضو المركز القومى لحقوق الإنسان، يشارك فى كل فعالية من أجل جمع توقيعات سحب الثقة من الرئيس، ويقول إن «تمرد هى قمة السلمية، وليست حملة تدعو إلى العنف مثلما يروّج أنصار مرسى». ويؤكد أنهم لن يتوقفوا عن جمع التوقيعات، أو الاعتصام حتى رحيل الرئيس.
فى الحادية عشرة مساءً، ينتشر فى الميدان خبر مفاده أن فلسطينياً جرى القبض عليه، «الوطن» تحرت عن الخبر، واكتشفت أن المقبوض عليه فلسطينى بالفعل، يُدعى أحمد ياسين الفرنوانى، وعمره 32 عاماً، كان بحوزته مسدس صوت، جرى القبض عليه من خلال اللجان الشعبية، بحسب تأكيد حامد البيلى عضو اللجنة الشعبية، الذى يُفتش الداخلين إلى الميدان من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض، وقال إنه بمجرد القبض عليه جرى تسلميه لنقطة شرطة المتحف المصرى، ومنه إلى قسم شرطة قصر النيل عقب تخليصه من أيدى المتظاهرين قبل أن يفتكوا به.
الباعة المتجولون موجودون كالعادة فى الميدان، فرشوا مقاعدهم فى صينية الميدان، لاستقبال المتظاهرين وتقديم الشاى والقهوة والمثلجات.[SecondQuote]
فى أقصى الصينية مجموعة من المتظاهرين، يستمعون عبر كاسيت أغنية واحدة من كلمات أحمد فؤاد نجم، ويرددها الشيخ إمام: بعنوان «بقرة حاحا». وعلى مقربة منهم يوجد مجموعة من الشباب، يشدون بألحان السمسمية، ومن حولهم رجال ونساء وأطفال، يروحون ويجيئون فى الخيام المنصوبة، والشباب رغم ساعات الصباح الأولى لأمس السبت، لا تتوقف حناجرهم عن الهتاف.