طوارئ 30 يونيو: زحام فى الأسواق والمصايف.. وترقب فى البنوك
أسواق مزدحمة بمواطنين يرغبون فى شراء «خزين البيت»، وشواطئ مكتظة بمصطافين قرروا السفر قبل نهاية شهر يونيو، وأفراح تم تقديم مواعيدها، خشية من تصاعد الأحداث السياسية، بل وتحركات شعبية لسحب الأرصدة من البنوك وصرف المرتبات، خوفاً من إغلاق البنوك خلال الأيام المقبلة.. جميعها تحركات رصدتها «الوطن» بوضوح فى الشارع المصرى، وداخل كل بيت، خوفاً من السيناريوهات المطروحة لما ستؤول إليه أحوال البلاد فى 30 يونيو الجارى، المقرر أن يشهد احتجاجات شعبية واسعة ضد النظام الحالى.
«الولاد مالهُمش ذنب فى الأحداث اللى عايشينها»، قالتها إيناس أنور، سكرتيرة فى إحدى الشركات، التى سافرت لمدة أسبوع إلى مدينة الإسكندرية، قبل اندلاع مظاهرات 30 يونيو خوفاً من تصاعد الأحداث، وعدم الاستمتاع بالإجازة.
أكثر ما أدهش «إيناس» الزحام الذى وجدته على الشواطئ وفى أماكن المتنزهات، وترديد أغلب الموجودين هناك لنفس المخاوف، التى كانت دافعاً لهم لتقديم مواعيد الذهاب للمصايف هذا العام.
تداول أنباء عن غلق المحال التجارية مع اقتراب موعد 30 يونيو، كان أحد الأسباب التى دفعت ليلى محمود، ربة منزل، لشراء كل مستلزمات البيت من طعام وشراب، قبل الأحداث بفترة، وذلك خوفاً من تكرار ما حدث فى الأيام الأولى للثورة، وسرقة المحال التجارية، وصعوبة الوجود فى الشوارع لشراء حوائج البيت: «أحوال البلد غير مطمئنة، وأصحاب المحال أنفسهم يؤكدون لنا أنهم سيغلقون المحال لو حدثت أى أعمال عنف، ولن يعرضوا كل البضائع، خوفاً من السرقات».
الدكتور عبدالرءوف الضبع، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادى، يرى أن المشهد الحالى سببه أن المجتمع المصرى وُضع فى مواجهة المجهول، الذى صوره له الإعلام، ويؤكده ما يدور على الساحة السياسية، فجميعها أصابت المواطن بالهلع، وأصبح لسان حاله ماذا سيحدث فى 30 يونيو؟ خاصة أنه عاش تجربة مريرة خلال أحداث ثورة يناير، وذاق مرارة الانفلات الأمنى، التى أصبحت جزءاً من ذاكرة العقل الجمعى للمجتمع، تدفعه إلى خلق عالم مجهول ملىء بالإشاعات.
أضاف «الضبع» أن المواطن اعتاد الاعتماد على الدولة فى كل شىء، فهى من تحمى منزله، وتقضى حوائجه، لذا حين يختفى دور الدولة، كما هو الحال حالياً، يعود الإنسان لطبيعته البدائية، ويحاول توفير احتياجاته الأساسية بنفسه حتى لا يموت جوعاً.