الطفلة "حبيبة" ضحية التعذيب في البحيرة: "عاوزة أخويا.. كريم وحشني"
الطفلة حبيبة
بصوت تملؤه الرغبة في الحياة، بعد أن تلاشت عنها مشاعر الخوف والفزع، جراء التعذيب الذي تعرضت له على يد خالتها، وبمشاعر الأخوة القوية استغاثت طفلة التعذيب "حبيبة عيد" 8 سنوات، في قرية "كوم البركة" التابعة لمركز كفرالدوار بمحافظة البحيرة، بالمسؤولين في البحيرة والمنوفية، لسرعة إعادة شقيقها الأصغر "كريم" 6 سنوات إلى حضنها: "عاوزة أشوف أخويا".
"حبيبة" التي ذاقت الأمرين جراء وقائع التعذيب التي تعرضت لها على يد خالتها "سناء.م" (48 عاما، ربة منزل) من ضرب وكي بماء النار وقص شعرها ومنعها من تناول الطعام وحبسها في دورة المياه، بحجة أنها "شقية" وفقا لما قالته المتهمة أمام النيابة العامة، بدأت تتنفس الصعداء، وهي ترقد في مستشفى كفر الدوار العام، لتلقي العلاج اللازم من آثار التعذيب والحروق في جسدها، بعد أن شعرت بالأمن والأمان، وبعد أن تخلصت من خالتها التي كانت تعذبها ليل نهار، بعد أن تُوفيت والدتها وتركها والدها و"طفش"، لتتولى خالتها رعايتها بالتعذيب.
تحدثت "حبيبة" بصوت راغب في الحياة، بعد أن تدفقت إليها الدماء من جديد، وبعد أن تأكدت أن خالتها أُلقي القبض عليها، وأنها حاليا أمام النيابة وستواجه مصيرها جراء ما اقترفته يداها بحقها، "نفسي أشوف أخويا، كريم وحشني قوى، هاتولي أخويا، انا عارفة إنه عايش وموجود في المنوفية، عاوزة أخويا ييجي يعيش معايا".
هيثم عبدالعزيز، محامي الطفلة، قال لـ"الوطن"، إن "حبيبة" تمر بحالة نفسية سيئة، بسبب غياب شقيقها الأصغر عنها، مطالبا المسؤولين في محافظتي البحيرة والمنوفية، خاصة القيادات الأمنية ومسؤولي وزارة التضامن الاجتماعي في المحافظتين، وتسريع إجراءات إعادة شقيق الطفلة إلى محافظة البحيرة، مشيرا إلى أن الطفل "كريم" موجود في إحدى دور رعاية الأيتام بمدينة شبين الكوم، لكنه لا يعلم اسمها.
ومن جانبه، تقدم علي عبدالواحد، عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، ونائب دائرة دمنهور بالبحيرة، ببيان عاجل للدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، بشأن الانتهاكات ووقائع التعذيب التي تعرضت لها الطفلة "حبيبة" بمركز كفر الدوار على يد خالتها.
وقال "عبدالواحد" إن مواد قانون العقوبات لا توجد بها مادة خاصة بتعذيب طفل قاصر من ذويه، كما أن قانون الطفل لا يحتوي على مواد خاصة بحماية الطفل من ذويه، حتى إن القانون لعام 96 تم تعديله عام 2008 وشمل على مادة الاستغلال الجنسي للأطفال فقط، ولا تحتوي نصوص مواده على أي شيء خاص بضرب الأطفال وتعذيبهم، مطالبا بإعادة النظر في قانوني الطفل والعقوبات مرة أخرى، لإصدار مواد تشريعية قوية تردع كل من يحاول المساس بأطفالنا، ويحافظ على حقوق هؤلاء الأطفال الذين ليس لديهم سند أو حماية في هذه الحياة سوى القانون.