أستاذ ترميم الآثار: البعثات الألمانية لها تاريخ أسود فى تدمير الآثار
عبدالفتاح البنا
قال الدكتور عبدالفتاح البنا، أستاذ ترميم الآثار بجامعة القاهرة، إن طريقة استخراج تمثال «رمسيس الثانى» بمنطقة المطرية الأثرية، باستخدام «لودر» عملاق يعتبر «كارثة بكل المقاييس»، مشيراً إلى أن الأزمة بدأت بالسماح بدخول الآلة للمنطقة الأثرية مروراً برفعها للأثر دون عازل وانتهاء بتركها بتلك الطريقة. وإلى نص الحوار:
«البنا»: طريقة استخراج «تمثال رمسيس» كارثة تستوجب محاسبة المسئولين عنها
■بعض الأثريين هاجموا طريقة استخراج التمثال، فيما أكد آخرون أن تلك هى «الطريقة الوحيدة» لوجوده فى «مياه جوفية».. ما تعليقك؟
- أولاً، المياه التى استُخرج منها التمثال ليست «جوفية»، إنما «راشحة» أى تحت السطحية، ولابد من التفريق فى حديثنا بينهما، فالحديث عن وجود التمثال فى «مياه جوفية» كلام خاطئ، ثانياً: كان من الممكن سحبه ببساطة باستخدام «آلات شفط» ثم عزل التمثال ونقله بالطرق العلمية المتبعة.
■ ما تقييمك لطريقة استخراج التمثال بـ«لودر»؟
- بالتأكيد، هذا أسلوب خاطئ و«مُحرّم دولياً» استخدام أى آلة حفر ثقيلة فى استخراج الآثار، وليس ممنوعاً فقط، وأؤكد أن تعامل البعثة فى استخراجها للتمثال كان مخالفاً للقوانين والأساليب العلمية، لأن دخول مثل تلك الآلة العملاقة لمنطقة معروف أنها غنية بالآثار، وما تمثله من ضغط على آثار محتمل وجودها فى المنطقة «كارثة بكل المقاييس» تستدعى محاسبة بل ومحاكمة من سمح بذلك.
■ لكن الكشف تم تحت إشراف البعثة الألمانية العاملة فى المنطقة؟
- رغم أن أغلب القائمين على الاكتشاف متخصصون وعلماء ألمان -كما تقول وزارة الآثار- فإن تاريخ البعثات الألمانية العاملة فى مصر منذ اكتشاف «رأس نفرتيتى» هو «تاريخ أسود» نظراً لما لها من باع طويل وممتد تاريخياً فى تدمير الآثار المصرية.
■هل كان لدينا حلول أخرى لاستخراج التمثال من المياه؟
- بالتأكيد، يوجد هناك العديد من الحلول لاستخراج التمثال، وهو ما حدث من قبل حين استعانت بنا وزارة الآثار لاكتشاف ونقل تمثال «ميت رهينة»، ونصحت آنذاك بأن يستخرج التمثال على «حوامل الخشب»، حتى يمكن خروجه دون حدوث أى تلفيات، وهو ما تم بالفعل، ونقلنا التمثال بطريقة أشاد بها العالم.
■ وكيف تم وضع واستخدام «حوامل الخشب» وسط المياه والتربة الطينية لاستخراجه؟
- نعم، بكل سهولة تم استخدامها فى استخراج التمثال من الموقع، بدليل أن تمثال «سيتى» كان موجوداً فى المنطقة نفسها وتم إخراجه بـ«حوامل خشب»، ثم إن الصور وضحت أن الرأس لم يكن مغموراً فى الطين، وهناك نقط ارتكاز ونقط أعلى من الممكن تغليفها وربطها بحوامل «كتانية».
■ وزارة الآثار أعلنت أن الهجوم على طريقة استخراج «التمثال» لم يأتِ إلا من وسائل الإعلام المحلية، فى حين أنها تلقت إشادة دولية.. ما رأيك؟
- كل هذا «كذب»، ولم تتلقَّ أى إشادة، والدليل أن جميع المواقع الأجنبية لم تذكر أى شىء عن الاكتشاف، بل إن الصحف الألمانية نفسها خرجت بانتقادات للبعثة الألمانية العاملة لما فعله رئيسها.
■ولكن بعض البعثات الأجنبية العاملة بمصر أشادت بالفعل بطريقة استخراجه، وقالت إن تلك هى الوسيلة الوحيدة؟
- هذه البعثات لديها مكاسب كبيرة من وراء عدم إيضاح الحقائق للرأى العام.