بالصور| تجسيد شخصيات "كتاب الموتى".. وراسمها: "ذلك عمق الفراعنة"
أحد شخصيات "كتاب الموتى" المرسومة
"يا أُخت عظيم الجلال، زيّك العصري يزدان بأنوبيس، كُوني مُستعدة لاستقبال القادم إلى الغرب، حتى لا يلتًهم قلبه عمعموت الشرس، كُوني في استقباله بروحٍ طيّبة عبر حدائق غنّاء، لتستقر روحه دون عناء"، أحد نصوص "كتاب الموتى" للمصريين القدماء، ترجمها فنان مصري على لوحات مجسدة لشخصيات من لحم ودم، يُكمل مشهدها الحيوانات التي لا غنى عنها في الحياة المصرية القديمة، ليُعيد شخصيات تلك الكتابات إلى الحياة مرة أخرى.
أراد الفنان علي سعيد، مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، أن يتطرق للحضارة المصرية القديمة ليستلهم منها، رافضًا أن يتناولها بسطحية عن طريق مجرد الرموز والأشكال المعروفة والمقتولة بحثًا من قِبل مئات الفنانين، حد قوله، لكنه أحب أن يدخل في العمق ليرى كيف كانوا يفكرون.
"كتاب الموتى" كان مدخل الفنان التشكيلي إلى هذا العالم، ووجد سعيد، كما قال في حديثه لـ"الوطن"، أن الكتاب هو "النص الوحيد الطويل اللي ممكن استلهم منه أفكارهم وعقائدهم في الحياة والبعث من جديد، واكتشفت أنه لم يكن يسمى (كتاب الموتى) لدى الفراعنة ولكنه يحمل اسم (الخروج إلى النهار)، وكان يعطى الميت نصائح وحكم ويساعده في العالم الآخر"، من هنا كان اسم عمله "الخروج إلى النهار" الذي يدل على البعث من جديد.
"مجموعة وجوه الفيوم"، هي الوجوه الأكثر تأثيرًا في الحضارة المصرية، وهي وجوه الموتى الموجودة على التوابيت، واستخدمها "سعيد" بعمله إعادة بعث لها عن طريق اللوحات وكأن الميت بُعث من جديد ومارس حياته بشكل طييعي، "ممكن يلبس ملابس عصرية وياكل ويشرب، وده من واقع كلامهم في كتابهم (الخروج إلى النهار)"، حيث استلهم إحدى لوحاته مما كُتب "ثوبك المُزيًّن بمكنونك هو من سيحملك إلى الغرب السعيد أو ربما إلى الجحيم، أبديتك ستُقررها وحدك، يوم أن تُحصى السنين".
وحاول ربط بعض نصوص الكتاب باللوحات وإضافة عناصر أخرى، لتأخذ الأعمال جانبا ميتافيزيقيا إلى حدٍ ما، مُستخدمًا موادًا فنية مختلفة لصنعها "أكريليك على قماش" و"زيت على خشب"، كما أنه لم ينتهي من جميع لوحات مشروعه بعد "فيه مجموعة كبيرة من الأعمال ولسه شغال عليها".