بروفايل| البلتاجى.. هواجس «الأنف والأذن»!
ذاع صيته مرشحاً لمنصب وزير الداخلية ومسئولاً عن إعادة هيكلة الجهاز الذى طالما قمع جماعته، وما هى إلا أيام معدودات حتى عاد اسمه للظهور مرة أخرى مرشحاً لرئاسة الجهاز الأمنى الأهم فى مصر «المخابرات العامة»، الأمر الذى دعا الكثيرين للتساؤل عن إمكانات ومؤهلات طبيب الأنف والأذن الذى لا تكف جماعته عن ترشيحه لكل المناصب الأمنية، ومدى صحة تلك المعلومات التى يتم تداولها عنه فتصوره على أنه «سوبر مان» تنظيم الإخوان المسلمين.
الدكتور محمد محمد إبراهيم البلتاجى، الحاصل على درجة الامتياز فى الطب من جامعة الأزهر عام 1988م، نائب مجلس الشعب وأحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، الذى التحق بها أثناء دراسته الثانوية عام 1977فى الإسكندرية، فتتلمذ على يد أقطابها «محمد عبدالمنعم وجمعة أمين ومحمد حسين عيسى»، فتعمقت معالم المشروع الإسلامى فى ذهنه، وأصبح بعدها أحد أعضائها البارزين، فتحولت تصريحاتها المشككة فى قوة الأجهزة الأمنية بجانب المناصب المرشح لشغلها، إلى حديث وسائل الإعلام المختلفة والمحللين السياسين بجانب الشارع المصرى الذى أصبح يتساءل: لماذا البلتاجى؟
روى عنه أنه كان القائد العسكرى لما يسمى بميليشيات الجماعة، التى ظهرت صورها فى جامعة الأزهر قبل 7 سنوات، وأنه الرأس المدبر لجميع التحركات المنظمة للجماعة، ما يجعله الرجل الأقوى داخل صفوفها.
ومع اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، تولى أمن الإخوان فى مختلف أنحاء مصر ومحافظاتها، فأعجب به الثوار المدنيون قبل أعضاء جماعته، خاصة بعد أن ارتدى لباس الحمائم الإصلاحيين، لكن بعد الثورة كشف عن وجه حقيقى وضعه فى مراتب المتشددين المتطرفين الكارهين للقوى الوطنية الثورية.
لم تنتهِ عملياته العسكرية عند هذا الحد، لكنها تواصلت أمام قصر الاتحادية عندما خرج ليهدد المعتصمين على أبواب القصر الرئاسى: «إذا حدث اقتحام للقصر سنضحى بدمائنا للدفاع عن الشرعية، فالملايين تنتظر الشهادة على أعتاب القصر»، ولم تمضِ سوى ساعات قليلة على تهديداته حتى بدأت تدخل فى حيز التنفيذ، وقام مع إخوانه بفض اعتصام المتظاهرين بالقوة، رغم سقوط 9 قتلى ومئات المصابين.
لا تفارقه هواجس المؤامرة، ولم يترك منبراً إعلامياً إلا وهاجم الأجهزة الأمنية من خلاله: «نمى إلى علمى معلومات عن اجتماع (رباعى الشر) الذى يهدد مشروع النهضة فى مهده»، وبعدها: «تلقيت تهديدات بالقتل.. والأجهزة الأمنية ولاؤها لمبارك».. لتخرج بعدها ميليشيات الجماعة الإلكترونية للترويج له كرجل أمنى من طراز فريد يجب أن توكل إليه مسئولية أمن مصر على الفور، وكان آخرها الأخبار التى تناقلتها مواقعهم بالدفع به رئيساً لجهاز المخابرات العامة بعد التصريحات التى أدلى بها أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، التى تسىء إلى الجهاز الوطنى باستخدامه البلطجية لإدارة شئونه.