قتال عنيف في العاصمة السورية رغم إعلان الهدنة
![صورة أرشيفية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/6329897031455531260.jpg)
صورة أرشيفية
دار قتال عنيف بالعاصمة السورية بين قوات النظام وجماعة معارضة اليوم، في أخطر اشتباكات منذ سريان الهدنة المبرمة بوساطة أمريكية - روسية منذ أربعة أيام، والتي جلبت هدوءا نسبيا إلى البلد الذي دمرته الحرب.
يأتي ذلك القتال فيما أفادت جماعة مراقبة معارضة أن قوات روسية انتشرت على طول طريق رئيسي مؤدي إلى أحياء محاصرة في مدينة حلب شمال البلاد، في إشارة إلى احتمال وصول قوافل مساعدات في وقت لاحق من اليوم.
القتال والقصف في أحياء بريف دمشق هي الأعنف منذ أسابيع، وفق نشطاء وسكان، ما أثار قلقا بشأن الهدنة الهشة التي ربما بدأت في الانهيار.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية السورية "سانا" أن قوات معارضة قصفت مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في حي القابون شرقي دمشق، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص.
وأضافت "سانا" أن القصف ينتهك الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ الاثنين الماضي.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في بريطانيا، اليوم، أن القتال تركز في حي جوبر القريب من القابون، حيث كان لمقاتلي المعارضة تواجد لسنوات.
وقال الناشط المعارض مازن الشامي، والذي يعمل على مقربة من دمشق، إن قوات حكومية حاولت اقتحام جوبر ولكن مقاتلي المعارضة تصدوا لها.
وأوضح الشامي أن مقاتلي تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، والذين لم تشملهم الهدنة، ليس لهم وجود في المنطقة، وقال عبر سكايب "هذه أحد أخطر الانتهاكات لوقف إطلاق النار".
واتهمت "سانا" مقاتلي المعارضة بشن الهجوم، ما دفع قوات النظام إلى الرد.
تعد الهدنة متماسكة رغم بعض الخروقات في مناطق مختلفة، فيما أورد المرصد السوري أمس أنباء عن أول ثلاث وفيات منذ بدء سريان الهدنة.
وقال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو تستخدم نفوذها على الحكومة السورية للتأكد من صمود وقف إطلاق النار المستمر وتريد من الولايات المتحدة القيام بالمثل فيما يتعلق بجماعات المعارضة.
خارج حلب، استبدلت القوات الروسية بقوات سورية كانت متمركزة بطول طريق الكاستيلو، وهو طريق رئيسي يتوجه نحو أحياء تسيطر عليها المعارضة في المدينة، حسبما قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري، ويتوقع دخول المساعدات للشطر الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب لاحقا اليوم، حسبما أوضح.
وأنكرت أحد أقوى جماعات المعارضة في محافظة حلب أن الحكومة انسحبت من طريق الكاستيلو. وقالت جماعة "نور الدين زنكي"، في بيان، إن مواقع مراقبتها في المنطقة أكدت أن قوات الحكومة مازالت متواجدة على الطريق.
أما الناشط بهاء الحلبي، ومقيم في حلب، فقد أنكر أيضا انسحاب قوات الحكومة، مضيفا أن الأوضاع الإنسانية في أحياء شرقي أكبر مدن سوريا تتدهور.
وأشار الحلبي إلى أن "الأوضاع الإنسانية صعبة للغاية. هناك مصابون وآخرون في حاجة إلى الغذاء."
ويعد توصيل المساعدات جزءا من الاتفاق الأمريكي- الروسي الذي فرض وقف إطلاق النار.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة إنهم في انتظار كلمة من روسيا والمقاتلين السوريين على الجانبين بأن الأمن والمراقبة في مكانهما للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية ودخولها الأماكن التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.
من جانبه، قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، ينس لاركي: "هذا هو فهمي أن مسؤولي الأمم المتحدة ينتظرون ضمانات بأن الأوضاع آمنة بما يكفي لتتحرك القوافل من تركيا إلى شرق حلب".
وقال "لاركي"، متحدثا إلى الصحفيين في جنيف، إن الشاحنات "في منطقة جمارك خاصة" على الحدود التركية.
وأوضح "لاركي" أيضا تصريحات الأمم المتحدة قبل يوم، وقال إن الأمم المتحدة لا تحتاج إذنا من الحكومة السورية لتوصيل المساعدات عبر الحدود بموجب شروط قرار مجلس الأمن منذ 2014.
وحدد أن "خطابات التسهيل" هذه أو التصاريح من الحكومة السورية مطلوبة فقط لتوصيل مساعدات داخل سوريا، وليس توصيل المساعدات من دول أخرى.
من جانبه، قال يان إيجلاند، منسق بارز للمساعدات في الأمم المتحدة، إلى سوريا، في رسالة نصية إن الأمم المتحدة في انتظار ضمانات "لترتيبات المراقبة".
وأعلن الجيش الروسي مساء أمس أن قوات الحكومة السورية بدأت الانسحاب من الطريق الكاستيلو لكنه لم يؤكد ما إذا كانت ستتمركز قوات روسية هناك بدلا منها أم لا. وقال البنتاجون إنه ليس لديه دليل على الانسحاب.
ومن شأن الانتشار الروسي على الطريق أن يمثل المشاركة الأكثر وضوحا للقوات البرية الروسية في الحرب السورية، كما يؤكد دور موسكو كوسيط كبير.
تدخلت روسيا بقواتها الجوية في سوريا للوقوف إلى جوار قوات حكومة الرئيس السوري بشار الأسد العام الماضي، ما حول دفة الحرب لصالح الأخير.
وبدوره رفض الائتلاف الوطني السوري، الجماعة المعارضة الرئيسية، ما وصفه ب"الاحتلال الروسي" للطريق وطالب بنشر قوات حفظ سلام لضمان عملية تسليم المساعدات.
وفي هذا الصدد، أعلن إعلام حزب الله اللبناني أن متظاهرين من قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في حلب بدأوا مسيرة نحو طريق الكاستيلو للمطالبة بعدم السماح بوصول المساعدات إلى شرق حلب حتى ترسل مساعدات إلى قريتين تحاصرهما قوت معارضة قرب محافظة إدلب القريبة.