عضو «دفاع النواب» الليبى: حزب أوباما يريد كسب مؤيدين بغاراته على ليبيا لدعم «هيلارى»
![طارق صقر الجروشى](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/5002621881470852640.jpg)
طارق صقر الجروشى
«انتهاك واضح وصريح لسيادة الدولة الليبية».. هكذا وصف طارق صقر الجروشى، عضو «لجنة الدفاع والأمن القومى» بمجلس النواب الليبى، الغارات الأمريكية التى وقعت ضد تنظيم «داعش» الإرهابى فى ليبيا، مؤكداً رفضه ورفض لجنته لتلك الغارات، ومرحباً، فى الوقت نفسه، خلال حواره مع «الوطن»، بأى جهد دولى لمساعدة ليبيا فى حربها ضد الإرهاب، «بشرط أن يكون وفق الأطر الشرعية ممثلة فى مجلس النواب وقيادة الجيش»، حسب قوله.. وإلى نص الحوار.
■ بداية، ما موقف مجلس النواب الليبى من الغارات الأمريكية ضد تنظيم «داعش» الإرهابى فى «سرت»؟
- نحن فى لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب الليبى عقدنا جلسة الأسبوع الماضى وضمت نحو 8 أعضاء من أصل 15 عضواً، اجتمعنا لبحث تلك الغارات التى تعد انتهاكاً واضحاً وصريحاً لسيادة الدولة الليبية، بما يخالف القانون الدولى، حتى لو كانت بغرض محاربة الإرهاب، كما تعلن الولايات المتحدة الأمريكية، فهى بالأساس غارات لأهداف سياسية داخلية فى أمريكا.
«الجروشى»: غارات أمريكا انتهاك لسيادة ليبيا حتى لو كانت تحارب «داعش»
■ وما الذى دار فى تلك الجلسة؟ وإلى أى شىء توصلتم؟
- قلنا إن لجنة الدفاع والأمن القومى ترحب بكل الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب فى ليبيا، على أن تكون وفق الأطر الشرعية وبرعاية «الأمم المتحدة»، وأن يكون هناك تنسيق مع الهيئات الشرعية فى ليبيا، وهى حالياً فقط مجلس النواب الليبى، كما عبرنا عن استهجاننا لمثل هذه القرارات المنفردة التى تأتى دون تنسيق مع المجلس ولا حتى مع الجيش الوطنى الليبى بقيادة الفريق أول خليفة حفتر، (الجيش الموالى للحكومة المؤقتة شرق ليبيا).
■ لكن «واشنطن» تتحرك وفق طلبات من المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق وهى الحكومة التى تحظى بالاعتراف الدولى، فما تعقيبك؟
- هذا الأمر غير دستورى، ما يسمى بـ«المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى» لم يحظ بإجماع الليبيين حتى الآن، ولم يحظ بثقة مجلس النواب الليبى، الجهة الوحيدة فى البلاد الشرعية، وقيام «واشنطن» بهذه الضربات فى وجهة نظرى نوع من الازدواجية والكيل بمكيالين.
موقف واشنطن مزدوج.. يدعم «ميليشيات الرئاسى» لتحفظ مطامعها النفطية.. ولا تساندنا فى محاربة الإرهاب.. وغاراتها تساعد فى استمرار التوتر
■ لماذا تصف الموقف الأمريكى بأنه ازدواجية؟
- الحقيقة أننا نرى الضربات الجوية الأمريكية ضد «داعش» تأتى فى إطار دعم المجلس الرئاسى الليبى ومحاولة تثبيت أركانه، لأنه يحقق مصالح الدول الغربية فى ليبيا، وليس من أجل محاربة الإرهاب، ولو كان من أجل محاربة الإرهاب فلماذا لم تقدم الولايات المتحدة الدعم للجيش الوطنى الليبى فى «بنغازى» أو غيرها من محاور القتال ضد المجموعات الإرهابية.
■ إذاً أنت لست ضد هذه الغارات من حيث المبدأ، وفى نفس الوقت ترفضها، أليس هذا تناقضاً؟
- هذا ليس تناقضاً، قلنا إننا نرحب بكل الجهود الدولية لمساعدتنا فى الحرب على الإرهاب، أى جهد أياً كان سواء بالسلاح أو بالدعم اللوجستى والمعلوماتى أو حتى فى مجالى التدريب وتقديم الاستشارات العسكرية، ونرحب كذلك بجهود مكافحة الإرهاب بحراً وجواً، ولكن بشرط أن يكون ذلك بتنسيق مع الجهات الشرعية فى ليبيا، وفى إطار احترام سيادة الدولة الليبية.
■ ألا يوجد فى الاتفاق السياسى أى بند يتيح مثل هذه الغارات دون العودة إلى مجلس النواب؟
- لا، لا يوجد، لا فى الاتفاق السياسى ولا فى الإعلان الدستورى أى جهة فى الدولة الليبية تملك هذا الحق، إلا مجلس النواب ممثلاً فى رئيسه المستشار عقيلة صالح، القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية.
نرحب بأى جهد دولى لمساعدتنا جواً وبحراً بشرط التنسيق مع الهيئات الشرعية فى ليبيا.. و«حفتر» وضع خطة «السوط الأخضر» لمواجهة الإرهابيين
■ قلت إن هذه الغارات لأغراض سياسية داخل الولايات المتحدة، فماذا تقصد؟
- أقصد أن الولايات المتحدة اقتربت من الانتخابات الرئاسية، والحزب الديمقراطى يريد أن يكتسب مزيداً من الدعم لمرشحته هيلارى كلينتون فى مواجهة مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب، من خلال القول إن الرئيس «الديمقراطى» باراك أوباما يحارب الإرهاب، هذه الغارات تأتى فى هذا السياق.
■ طلبتم فى لجنة الدفاع والأمن القومى أن يمثل السفير الأمريكى فى ليبيا أمامكم بخصوص هذه الغارات، ما تفاصيل ذلك؟
- نعم، طلبنا ذلك خلال نفس الاجتماع، وهناك بيان رسمى صادر عنا بهذا الطلب، وطالبنا الجهات المختصة فى مجلس النواب وفى وزارة الخارجية الليبية أن يتم تقديم طلب رسمى إلى السفير الأمريكى ليمثل أمامنا، للاستفسار منه حول خرق سيادتنا وعدم التنسيق معنا فى هذه الغارات.
■ وما الدلالات السياسية لهذا المطلب الذى ربما تكون الاستجابة له صعبة؟
- هذا الطلب ليشعروا أن أعلى سلطة فى دولتنا مستهجنة ومستنكرة لهذا الخرق الجوى، وليشعروا أن هناك سيادة ومشروعية يجب أن تُحترم، وأن أى تعامل يكون مع الشرعية والمشروعية وليس مع من يدعى شرعية وهو يفتقر الغطاء الشرعى والدستورى، هذا إذا كانوا يحترمون الديمقراطية التى يتشدقون بها علينا صباح مساء، حضور السفير أو مبعوث عنه مهم، لإيضاح بعض الأفكار والأمور الغائبة عنهم ولربطهم بتحمل مسئولياتهم عن الضربات.
■ هل تعتقد أن تلك الغارات ربما طالت أو تطال مدنيين بالخطأ؟
- هذا ما نخشاه، وأعتقد أنه كان هناك خطأ فى هذه الضربات، إذ إنها لم تستهدف رتلاً لتنظيم «داعش» الإرهابى، وإنما بالخطأ استهدفت رتلاً لمجموعة سلفية داعمة لحكومة فائز السراج كانت مقبلة من مدينة «سرت» نحو مدينة «مصراتة»، فى إطار المخاوف من دخول «داعش» إلى «مصراتة».
■ وماذا يعنى دخول «داعش» مدينة «مصراتة»؟
- دخول تنظيم «داعش» الإرهابى مدينة «مصراتة» والسيطرة عليها يعنى السيطرة على مخزون سلاح استراتيجى فى ليبيا، موقعه تلك المدينة، وهذا السلاح الذى يجرى تخزينه فى «مصراتة» منذ إسقاط نظام معمر القذافى فى 2011 كبير جداً ويضم أسلحة ثقيلة، وبالتالى دخول «داعش» هذه المدينة أمر فى غاية الخطورة.
■ ألا توجد مساعدات دولية لكم أنتم أيضاً فى مسألة «محاربة الإرهاب»؟
- من الواضح أن الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وأيضاً إيطاليا، لا تتحرك لمساعدة من يحارب الإرهاب، وإنما من يحقق مصالحهم المتمثلة فى السيطرة على موانى النفط ثم السيطرة على الحقول، والميليشيات الموجودة فى غرب ليبيا، التى تقف وراء المجلس الرئاسى، هى التى ستحقق لتلك الدول أغراضها، بينما يعرفون جيداً أن الجيش الوطنى الليبى لن يسمح لهم بذلك، ولن يسمح بوضع مقدرات الشعب الليبى تحت السيطرة الأجنبية.
■ لكن قوات الوفاق قالت إن الغارات تساعدها فى القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابى، ما ردك؟
- هى بالفعل تساعد، ولكن تلك الغارات الداعمة للقوات التابعة لغرب ليبيا، هدفها استمرار الصراع فى ليبيا والتوتر، فكلما تقدم الجيش الوطنى الليبى شرق ليبيا فى حربه على المجموعات الإرهابية، فى الوقت الذى تفشل فيه ميليشيات الغرب غير المدربة، يتدخل الغرب لدعمها وإعادة التوازن إليها.
■ ما آخر تطورات العمليات ضد المجموعات الإرهابية شرق ليبيا؟
- الفريق أول خليفة حفتر، القائد العام للجيش، وضع خطة لمواجهة تلك المجموعات، وقال لى إن هذه خطة «السوط الأخضر»، التى أربكت المجموعات الإرهابية.
■ وما تفاصيل تلك الخطة؟ وإلى أى مدى هى ناجحة حتى وقتنا هذا؟
- الخطة قامت على خداع المجموعات الإرهابية من خلال جمع قوات الجيش نحو «سرت» وإقامة تمركزات لهم هناك، وتهيئة الأجواء بأن الجيش مهتم فقط بحرب «داعش» فى «سرت»، وترك معركة «بنغازى» نسبياً، ثم كانت اللحظة بالعودة مرة أخرى نحو «بنغازى» ولم يكن هناك عملية نحو «سرت».
■ وما نتائج تلك الخطة؟
- الجيش حقق تقدمات كبيرة ضد المجموعات الإرهابية المتمركزة عند «بوابة القوارشة»، ولكن المشكلة التى تواجهنا هى السيارات المفخخة، والألغام التى زرعتها التنظيمات الإرهابية هناك، وفى الأيام المقبلة ستحرر منطقة «قنقودة» من تلك المجموعات الإرهابية.
■ ألا يوجد حتى الآن مساع للتنسيق مع قوات عمليات «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق فى إطار محاربة تنظيم «داعش»؟
- لا، لا يوجد شىء بهذا الخصوص حتى الآن وغير مطروح.