«الوطن» تنشر نص التحقيقات مع المتهم الرئيسى فى قضية خلية مدينة نصر
حصلت «الوطن» على نص التحقيقات مع المتهم محمد جمال، أحد المتهمين الرئيسيين فى قضية خلية مدينة نصر الإرهابية المتهم فيها 28 متهماً بينهم شخص لقى مصرعه أثناء مداهمة قوات الأمن لأحد مقرات تخزين السلاح للتنظيم فى منطقة مدينة نصر بعد تبادل لإطلاق النار بين الجانبين أدى لانفجار عبوة ناسفة فيه توفى على إثرها فى الحال.
فى هذه الجلسة الرئيسية للتحقيق مع المتهم محمد جمال، الذى كان آخر المتهمين الذين أُلقى القبض عليهم، أقر بأنه تعرّف على كريم البديوى الذى لقى مصرعه فى المعتقل، بالإضافة إلى طارق أبوالعزم، أحد المتهمين فى القضية خلال فترة وجودهم فى المعتقل فى الفترة بين 2006 وحتى 2009، وأنه سافر إلى ليبيا وقابل بعض القادة هناك واتفق معهم على مساعدتهم وضرورة مساندة المجاهدين هناك وفى قطاع غزة، وأقام معسكراً هناك لتدريب المجاهدين من وادى النيل فى مصر بشرط ألا يكون بينهم أى مهاجر أو مجاهد من سيناء لأن سيناء أرض رباط فى مواجهة مع العدو الصهيونى ولا يجوز الهجرة منها للجهاد فى الخارج.[Image_3]
وأكد المتهم محمد جمال أيضاً فى التحقيقات أنه اتفق مع المتهم كريم البديوى على تهريب الصواريخ بعيدة المدى التى تصل إلى العمق الإسرائيلى والأسلحة اللوجيستية إلى المجاهدين فى فلسطين وأن مهمته هو وكريم كانت التنسيق ونقل الأسلحة فقط بينما الدعم المالى والأسلحة كانت تأتى من إمارة شمال مالى الإسلامية فى ليبيا، كما أن المعسكر الذى أقامه فى ليبيا كان لتدريب المجاهدين لصد أى عدوان من حلف الناتو على الإمارة الإسلامية الناشئة، وأوضح أيضاً أنهما كانا يريدان السفر إلى طالبان فى أفغانستان أو للمجاهدين فى الصومال لأنهما كانا يريدان الذهاب إلى دولة تطبق الشريعة الإسلامية ولا تتعامل مع الصليبيين والصهاينة وأنهما لم يخططا لأى أعمال عنف فى مصر على الإطلاق.
فى بداية جلسة التحقيق التى تمت فى مقر نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس استهل المحقق أسئلته للمتهم حول الاتهامات المنسوبة إليه فقال: إن الأعمال الجهادية ليست فى مصر ولكن فى غزة، ولم أقم بأى أعمال تجارة أسلحة أو ذخيرة أو حتى حيازة وإنما اقتصر دورى على التنسيق فى نقل الأسلحة من ليبيا إلى غزة، وأؤكد أن هناك ازدواجية فى المعايير لهذا الأمر وفقاً للرؤية السياسية بغض النظر عن الشرع والدين، وبالنسبة لى أوضح أنه أثناء قيام الثورة الليبية كان هناك توجه سياسى لمساندة هذه الثورة والمساهمة فى إسقاط القذافى، وكانت السلطات المصرية تغض الطرف بل تسمح بالمرور الرسمى عبر الحدود للمجاهدين والأسلحة كدعم غير رسمى لهذه الثورة، وأنا شخصياً حدث معى ذلك، حيث تم السماح لى أن أعبر الحدود رغم وجودى على قوائم الممنوعين من السفر ولكن سُمح لى بعبور الحدود إلى ليبيا، وبقياس هذا الأمر على مساندتى للمجاهدين فى قطاع غزة ضد اليهود الغاصبين لأراضيهم، فبالتالى لا بد أن يكون هذا الأمر مسموحاً به ولا يكون محلاً لاتهامات جنائية فى هذه القضية ما دمت لم أقم بأى أعمال عدائية داخل مصر، وأما الجانب الشرعى والدينى فأنا بإذن الله مثاب على ما أفعل من مساندة للمستضعفين فى قطاع غزة.[Quote_1]
وبدأ المحقق فى الأسئلة التفصيلية التى جاء نص التحقيق فيها كالتالى:
س: ما طبيعة علاقتك بالمتهمين طارق أبوالعزم وكريم البديوى؟
ج: معرفة سابقة فى السجون أثناء فترة الاعتقالات.
س: كيف نشأت تلك العلاقة؟
ج: من خلال فترة السجون عام 2006، طارق اتعرفت عليه فى 2006 فى سحن العقرب، وكريم اتعرفت عليه فى 2009 فى سجن الاستقبال، ودخلنا معاً.
س: ما الفكر المعتنق لكل منكم؟
ج: كريم البديوى يعتنق الفكر السلفى الجهادى، أما طارق فيعتنق الفكر السلفى فى المقام الأول ويميل إلى الجهاد.
س: على أى شىء اتفقتم أثناء فترة اعتقالكم؟
ج: اتفقنا على السفر إلى أى دولة من الدولة التى تطبق الشريعة الإسلامية أو الدول التى بها مجاهدون، وهذا بغرض الهجرة إلى بلاد إسلامية تجاهد لتطبيق الشريعة دون موالاة للدول الصليبية أو الصهيونية.
س: وما هذه البلاد؟
ج: إحنا فكرنا فى الذهاب إلى الطالبان فى أفغانستان أو الشباب المجاهدين فى الصومال.
س: لماذا تحديداً هذان المكانان؟
ج: لأنهما فى اعتقادنا يطبقان الشريعة الإسلامية قولاً وفعلاً ولا يدخلان ضمن فريق الموالين للغرب الصليبى والصهيونى.
س: وما سندك فى هذا الاعتقاد؟
ج: من خلال الخبرات السابقة والقراءة والكتابة والمتابعة.
س: وماذا فعلتم لتنفيذ ما اتفقتم عليه؟
ج: إحنا فى البداية استخرجنا جوازات سفر ثم توجهنا إلى مجمع التحرير القسم الخاص بقوائم الممنوعين من السفر للتأكدمن وجود أسمائنا فى تلك القوائم، واعتقدنا هذا الأمر لأننا كنا خارجين من الاعتقال، وبالفعل تبين لنا صعوبة السفر رسمياً إلى أفغانستان وتقدمنا بطلبات لرفع أسمائنا إلا أنه تم رفضها.
س: وكيف كان يتم الاستعداد لسفركم إلى أفغانستان أو الصومال؟
ج: لم يكن هناك تخطيط مفصل لكيفية تنفيذ فكرة السفر، ولكن بالنسبة لى شخصياً كنت أنتوى السفر إلى اليمن فى بداية الأمر باعتبار أنى متزوج من اليمن ولى معارف هناك، ثم من اليمن إلى أى مكان آخر.[Quote_2]
س: وعلى أى شىء اتفقتم لتنفيذ فكرة السفر إلى أفغانستان أو الصومال؟
ج: اتفقت أنا وكريم على مساعدة فلسطين، وبعد فشل محاولات السفر أنا وكريم اتفقنا على ضرورة مساعدة المجاهدين خارج مصر سواء فى قطاع غزة أو فى ليبيا لأنه فى ذلك الوقت قامت الثورة الليبية واعتبرنا الإخوة المجاهدين ضد النظام المستبد يحتاجون إلى العون والمساعدة، وكريم البديوى وافقنى فى ذلك، لكن طارق أبوالعزم كان مصمماً على السفر والهجرة خارج مصر لأحد البلاد المسلمة فقام برفع قضية لتمكينه من السفر ولم يكن ضد اتفاقى أنا وكريم بخصوص دعم المجاهدين فى ليبيا أو قطاع غزة.
س: وما الخطوات التنفيذية التى قمت بها أنت والمتهم كريم البديوى «المرحوم» لتنفيذ هذا الاتفاق؟
ج: أنا توليت السفر إلى ليبيا لمقابلة الإخوة المجاهدين هناك، حيث إننى على سابق معرفة بهم وبعضهم كان معى فى أفغانستان مثل الشيخ عبدالحكيم اللحاد وأبوالمنذر السعيد للتنسيق معهم فى كيفية مساعدتهم ثم أخبر كريم بمضمون المقابلات.
س: متى سافرت إلى ليبيا؟
ج: شهر مايو ده كان أول سفر.
س: وأين كانت وجهتك تحديداً داخل ليبيا؟
ج: إلى أجدابيا.
س: ومع من تقابلت؟
ج: أنا تقابلت مع بعض قادة الثوار مثل عبدالحكيم اللحاد.
س: وكيف كان تواصلك معهم؟
ج: لم يكن هناك سابق اتصال بينى وبين الشيخ عبدالحكيم اللحاد قبل سفرى ولكن عرفت من وسائل الإعلام أنه احد أهم قادة الثوار ضد القذافى وأنه استطاع الهرب من السجن أثناء اندلاع الثورة الليبية، وبناء على ذلك أنا سافرت لمقابلته وسألت الثوار عليه لأن سفرى بالأساس كان لدعم الثورة الليبية.
س: وهل كان سفرك إلى ليبيا آنذاك بطريقة شرعية؟
ج: نعم.
س: وماذا كان مضمون لقائك بالمدعو عبدالحكيم اللحاد فى ليبيا؟
ج: إن احنا نشارك فى دعم الثورة الليبية والمساعدة وتحدثنا فى كيفية تقديم العون للإخوة المجاهدين فى قطاع غزة وهو أبدى استعداه مبدئياً لتقديم مساعدات متمثلة فى صواريخ إلى المجاهدين.
س: وما الفترة التى مكثتها أثناء زيارتك الأولى؟
ج: حوالى شهرين من مايو حتى يوليو 2011.
س: وماذا كان تصرفك إبان تلك الفترة؟
ج: المشاركة فى تدريب المجاهدين فى ليبيا على استخدام الأسلحة بالإضافة إلى المشاركة الفعلية فى الأعمال الجهادية.
س: وهل كان هناك اتصال بينك وبين كريم البديوى؟
ج: أثناء وجودى هناك لم أتواصل مع كريم البديوى لكن أنا اتصلت بيه وقابلته عقب عودتى من ليبيا.
س: وماذا كان مضمون هذا اللقاء؟
ج: أنا أخبرته أن المجاهدين فى ليبيا على استعداد لتقديم دعم يتمثل فى صواريخ وأسلحة للمجاهدين فى غزة.[Quote_3]
س: كريم قال لك إيه؟
ج: أبدى ارتياحه ورغبته فى المساعده لتنفيذ ذلك.
س: وعلى أى شىء انتهى هذا اللقاء؟
ج: اتفقت معه على أننى سأتوجه عبر الأنفاق إلى قطاع غزة لمقابلة المجاهدين هناك والتنسيق معهم لتوصيل الدعم القادم من ليبيا.
س: ومتى سافرت إلى قطاع غزة؟
ج: فى شهر أغسطس 2011.
س: وكيف سافرت إلى هناك؟
ج: عبر الأنفاق.
س: ومن ساعدك فى ذلك؟
ج: أحد الأشخاص لا أعرف اسمه، وكريم البديوى هو اللى عرفنى عليه، وتقابلت معه فى رفح المصرية فوجهنى إلى أحد الأنفاق.
س: ومع من تقابلت فى غزة؟
ج: أنا قابلت بعض قيادات فى تنظيمات الجهاد والناصر صلاح الدين والتوحيد والجهاد، وكان كريم البديوى له صلة بأحد الأشخاص هناك يدعى فواز كان ينتظرنى عند النفق وأخدنى لإجراء هذه المقابلات.
س: وما الذى أسفرت عنه لقاءاتك بأعضاء تلك التنظيمات؟
ج: هم أبدوا استعدادهم لما عرضته عليهم بشأن تقديم دعم لوجيستى إليهم من ليبيا، وأكدوا أهمية توافر السلاح النوعى المتمثل فى الصواريخ بعيدة المدى التى يمكنها أن تصل إلى العمق الإسرائيلى، وتم الاتفاق على أن كريم البديوى هو الذى سيتولى مقابلة عناصر هذه التنظيمات فى الحدود المصرية لتوصيل الدعم القادم وعقب ذلك قررت العودة إلى مصر والتقابل مع كريم.
س: وعلى ضوء مقابلاتك كافة الأطراف فى ليبيا وقطاع غزة ماذا كان اتفاقك النهائى مع كريم البديوى؟
ج: اتفقنا على اتخاذ الخطوات التنفيذية لتفعيل فكرة تقديم الدعم اللوجيستى من ليبيا إلى غزة، على أن يتولى كريم البديوى وحده مهمة مقابلة المهربين من ليبيا ونقل الدعم ومقابلة عناصر التنظيمات فى الحدود المصرية الفلسطينية.
س: وماذا بشأن التكلفة المادية لإتمام هذا الأمر؟
ج: إحنا كانت مهمتنا النقل وليس دعم الأسلحة، والدعم المادى كان يأتى من إمارة شمال مالى الإسلامية من المجاهدين فى ليبيا.
س: ما الخطوات التنفيذية التى اتُّخذت لتنفيذ هذا الاتفاق؟
ج: الخطوات دى أنا ذكرتها تفصيلاً، ووضحت أن كريم البديوى هو الذى كان يتولى تفصيلاً إتمام هذا الأمر.
س: وماذا كان دورك فى هذا الشأن تحديداً؟
ج: أنا انتهى دورى عند إنهاء المقابلات التى ذكرتها سواء فى ليبيا أو قطاع غزة، حيث قمت بالتنسيق بين الإخوة المجاهدين فى ليبيا وبين كريم البديوى وكذلك بين المجاهدين فى قطاع غزة.
س: وما الفترة الزمنية التى جرى فيها تقديم الدعم اللوجيستى من ليبيا إلى قطاع غزة؟
ج: على حد علمى البداية كانت فى أكتوبر 2011 واستمرت حتى وفاة كريم البديوى.
س: وما الأسلحة التى تمكن المتهم المتوفى كريم البديوى من نقلها إلى قطاع غزة قدوماً من ليبيا؟
ج: الطلب الأساسى فى فلسطين هو الصواريخ بعيدة المدى وهى كانت متوافرة بكثرة فى ليبيا، وقد يكون تم نقل أسلحة أخرى لكنى لست على علم بهذه التفصيلات.
س: وما معلوماتك بشأن المقرات التى أخذها كريم البديوى داخل مصرى لتخزين ما يستطيع جلبه من أسلحة وذخيرة؟
ج: لا علم لى بها ولا أعرف عنها حاجة غير من وسائل الإعلام بعد أن علمت بوفاة كريم البديوى فى مواجهة مع الشرطة.
س: وما سبب تخزين المتهم المتوفى كريم البديوى لكميات من الأسلحة والذخائر أو المفرقعات بداخل تلك المقرات؟
ج: أكيد عشان ينقلها إلى المجاهدين فى غزة.
س: وكيف يستقيم ذلك فى مقرات فى محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية؟
ج: أكيد تلك المقرات فى منطقة وسط بين المصدر فى ليبيا ومكان تهريبها إلى قطاع غزة لأن التهريب يمر بمراحل، وهذا على حد علمى.
س: وكيف يستقيم ذلك مع كون تلك المقرات داخل مناطق سكنية وبعضها مزدحم بالسكان؟
ج: أمنياً هذه المناطق أفضل لأنها لا يُشتبه فيها.
س: ذكرت سلفاً أنك أقمت معسكراً للتدريب فى ليبيا، ماذا كان الغرض من ذلك المعسكر؟
ج: قصدت من ذلك المعسكر تدريب المجاهدين من وادى النيل فى مصر إلى إمارة شمال مالى الإسلامية، والغرض كان دعم تلك الإمارة الإسلامية الحديثة ضد أى هجوم محتمل عليها من الناتو.
س: كيف تم تأسيس ذلك المعسكر؟
ج: بالتنسيق مع الشيخ محمود محمد المكى لتوفير مكان للمعسكر.
س: وهل توليت التدريب فى ذلك المعسكر؟
ج: لا، أنا اقترحت الفكرة التى لاقت قبولاً فى ليبيا ونقلت خبراتى القديمة فى مثل تلك المعسكرات.
س: ولماذا يُعتبر هذا المعسكر معداً للمجاهدين من وادى النيل فى مصر؟
ج: أنا ذكرت وادى النيل فى مصر لكى أستثنى سيناء من الهجرة للجهاد فى الخارج لأن أهل سيناء أنفسهم يعتبرون أن أرض سيناء هى أرض رباط للمواجهة مع العدو الصهيونى وبالتالى لا يجوز شرعاً تركها.[Image_2]
س: وماذا كان دورك تحديداً فى هذا الشأن؟
ج: أنا دورى كان يقتصر على التنسيق مع الإخوة المجاهدين فى ليبيا لمساعدة من يرغب فى السفر والهجرة من وادى النيل فى مصر إلى إمارة شمال مالى الإسلامية بالتدريب فى معسكر ليبيا.
س: وكيف كان يتصل علمك بهؤلاء الأشخاص المهاجرين المجاهدين؟
ج: كما ذكرت فى السابق إننى أتولى التنسيق فقط، وكريم البديوى هو اللى كان يتعرف على هؤلاء الأشخاص.