للساحرة المستديرة أتباع ومريدون فى كل دول العالم ومن بينها مصر بالتأكيد، غير أن البعض من جمهورها يتعامل مع فريقه أو الفريق الآخر معاملة «مرات الأب» مع ابن زوجها أو «زوج الأم» مع ابن زوجته أى «بغير منطق»، خاصة إذا لم تتحقق النتيجة التى ينتظرها من المباراة.. وهو ما جرى بعد مباراة «القمة 112» بين فريقى «الأهلى والزمالك» مساء يوم السبت الماضى.
ففى القاهرة خرجت بعض من جماهير «القلعة الحمراء» بعد المباراة لتحاصر ناديها تعبيراً عن عدم رضائها عن «مارتن يول» المدير الفنى للفريق بسبب التعادل -نتيجة ما يراه البعض- من أن سوء اختياراته لأعضاء الفريق هى التى أدت لذلك فى إطار تفوق «خبرتهم الكروية» عن خبرة المدير الفنى، باعتبار أن جميعهم مدربون أفضل منه وليسوا مجرد مشجعين.
وفى السويس أقدم عدد من مريدى «القلعة البيضاء» على إحراق «علم النادى الأهلى» احتجاجاً على تعادله مع فريقهم كما لو كان مطلوباً من النادى الأهلى أن يخسر المباراة إرضاء لجماهير الزمالك وهو منطق «مغلوط» تماماً ويتنافى مع الروح الرياضية التى يجب أن تحتضن أى مباراة يحتمل أن تنتهى إما بالتعادل أو المكسب لأى منهما وخسارة الثانى باعتبار أنها نتيجة تعبر عن مجهود كليهما على أرض الملعب.
وعلى الرغم من أن النتيجة النهائية للمباراة كانت محسومة مسبقاً قبل بدء المباراة التى خلت مدرجات الاستاد الذى استضافها من جماهير المشجعين إلا أن ما جرى بعدها يطيح بأمل الجماهير فى العودة مرة أخرى إلى هذه المدرجات على الأقل فى المستقبل القريب، إذ لا أحد يستطيع أن يتنبأ بممارسات هذه الجماهير حال ما لم تكن نتيجة المباراة محسومة مسبقاً «كانت مجرد إكمال شكلى لإنهاء الدورى» فى ضوء ما تحمله «عريضة اتهاماتها من سوابق أعمال شغب»، وعلى الرغم من تلك النهاية الدرامية لما شهدته كل من القاهرة والسويس إلا أن مساء ذلك اليوم قبل بدء المباراة كانت جميعها شواهد تؤكد أن حدثاً مهماً سيقع الليلة، أسر بكاملها -ربما يجهل معظم أفرادها قواعد ما سيشاهدونه- عادت لتتجمع من جديد بعد أن فرقت تطبيقات «الموبايل» أفرادها رغم أن أربعة جدران تضمهم جميعاً، حالة من الرضاء الكامل تجتاح أصحاب المقاهى والكافيهات احتفالاً بتكدس الزبائن فيها وبالتالى انتعاش اقتصادهم، الشوارع خلت من المارة تقريباً وتخلت عن «تصلب شرايينها المزمن» بسبب تكدس السيارات فيها، وباختصار فإن هذه «الشواهد» قد أنعشت أمل المواطنين ممن هجروا مشاهدة المباريات منذ وقت اعتزال نجمى الكرة «الراحلين صالح سليم وعبده نصحى».. أو هؤلاء ومن بينهم الكاتب الذين توقفت معلوماتهم عن هذه الرياضة عند حقيقة أن كرة القدم «مستديرة وليست مربعة»، فى أن تكون هناك مباراة بين الفريقين كل يوم!
ما جرى على نجيل المستطيل الأخضر لـ«استاد الجيش» فى السويس ولم يستهلك سوى 90 دقيقة من عمر الزمن كان تعبيراً عن المستوى الفنى الحقيقى للفريقين ولم ولن يغيره هتاف ضد مدرب أو إحراق علم ناد منافس.
أما ما جرى بعد المباراه فهو أمر يتنافى تماماً مع حقيقة أن ملعب كرة القدم هو المكان الوحيد الذى يجرى فيه كل شىء فى شفافية كاملة، باعتبار أن الجميع يلتزم بقواعد اللعبة وأن الكل يرى ما يدور أمامه دون انتظار بيان أو تصريح يحكى ما لم يره أحد، وأن النتيجة تظهر على الفور دون خوف من أن تمتد إليها أياد بالتعديل أو التغيير!!