أهالى شهداء الثورة بالشرقية بعد حكم البراءة: الدم المصرى رخيص
![أهالى شهداء الثورة بالشرقية بعد حكم البراءة: الدم المصرى رخيص](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/77682_660_2212542_opt1.jpg)
سادت حالة من الحزن الممزوج بالاستياء والغضب بين أهالى شهداء ثورة 25 يناير بالشرقية، عقب الحكم الذى أصدرته محكمة جنايات الزقازيق ببراءة جميع المتهمين بقتلهم، وهم مدير الأمن الأسبق اللواء حسين أبوشناق، و7 من مساعديه، بينما تعالت صيحات الموالين للمتهمين داخل القاعة بالتكبير والتهليل والضحك.
وقال الحاج محمود منشاوى، والد الشهيد محمد، 26 سنة: «نجلى حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، ولم يعد إلا جثة هامدة، حيث فارق الحياة متأثراً بإصابته بطلق نارى فى الرأس أثناء تصويره أحداث التظاهرات أمام قسم شرطة منيا القمح». وأشار إلى أنه عُرض عليه مبالغ مادية للتنازل عن القضية إلا إنه رفض وقال: «أحتسب ابنى شهيداً عند الله»، وأخذ يردد: «إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبى الله ونعم الوكيل».
واتفق معه فى ذلك عادل عم الطفل أمير نبيل أحمد عبدالوهاب، 14 عاماً، الذى أصيب بطلق نارى فى قدمه مما أدى إلى بترها، مشيراً إلى رشاوى مالية عُرضت عليه من أجل التنازل عن القضية إلا إنه رفض، آملاً فى أن يكون الحكم منصفاً ويأتى بحق هذا الطفل الذى بُترت قدمه، وقال: لم أجد جهة فى الدولة قبلت أن توفر لابنى ساقاً صناعية، مشيراً إلى أن إحدى الجمعيات الخيرية وبعض رجال البر هم من اشتروا الساق له حتى يستطيع ممارسة حياته. وأكد أن الحكم الصادر اليوم ببراءة المتهمين هو حكم صادم على الرغم من أنه متوقع، لامتلاك المتهمين جميع الأدلة بحوزتهم.
أما والدة الشهيد الطفل عبدالله محمد محمد على عراقى، فانخرطت فى البكاء حزناً على طفلها الأكبر الذى كان يعاونها فى العمل فى الكشك الخاص بهم والواقع على السكة الحديد بمنيا القمح وقالت: «الدم المصرى رخيص والظلم مش بيفرّق بين كبير وصغير»، وتابعت: «حق ابنى عند الله مش القانون الظالم». وأضافت أن الظلم فى البلد لن يزول ما دام الفقير ليس له سند أو عون، لافتة إلى أنها تتعرض للظلم، حيث تحاول الحكومة إزالة الكشك الخاص بها بحجة أنه تم إنشاؤه بالمخالفة. وأكدت أنها وأسرتها تعرضوا للضغط من أجل تقاضى مبالغ مادية مقابل أن تغير أقوالها من اتهام ضابط محدد بمركز شرطة منيا القمح، إلى اتهام جميع من كانوا فى المركز دون تحديد أسماء، مما يساعد على شيوع القضية، وأنها قبلت ذلك وحصلت على مبلغ 50 ألف جنيه ثم تراجعت فى إحدى جلسات المحاكمة.
قال رؤوف الهوارى، محام، والأمين العام لحزب غد الثورة بالشرقية، إنه تولى قضايا أهالى بعض الشهداء، وكان من المفترض أن تكون المحاكمات ثورية وليست اعتيادية.