«بازارات بالأقصر» تتحول إلى محلات عطارة بسبب الركود السياحى
![معاناة يومية لأصحاب البازارات السياحية بسبب الركود](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7193711721463857708.jpg)
معاناة يومية لأصحاب البازارات السياحية بسبب الركود
امتدت معاناة العاملين فى القطاع السياحى بالأقصر إلى أكثر من 5 سنوات، دون أن يشعر العاملون بتحسّن ولو بشكل نسبى، ولم تنجح عشرات المبادرات التى أطلقتها وزارة السياحة لتنشيط السياحة فى كسر حدة الركود، الأمر الذى تسبّب فى أضرار مباشرة لأصحاب البازارات والعاملين بها، الذين تتجاوز أعدادهم 1500 شخص، إثر تراكم الديوان، سواء إيجارات مستحقة أو فواتير المياه والكهرباء، مما أدى إلى إغلاق الكثير من البازارات، وتحويل نشاط بعضها إلى «محال بقالة» أو محلات لبيع العطارة.
«محمد يوسف»، عامل بأحد البازارات فى منطقة الكرنك، أكد تراجع معدلات البيع والشراء، بسبب قلة توافد السياح على المدينة. وأضاف: «منذ ثلاثة أيام لم يدخل زبون واحد إلى البازار الذى أعمل به منذ 17 عاماً، الحالة أصبحت صعبة للغاية ولا نستطيع أن نصبر أكثر من ذلك.. قبل 2010 كان دخلى يتعدى 4 آلاف جنيه شهرياً، والآن لا يصل إلى 450 جنيهاً فى أفضل الأحوال»، ولفت إلى أن الدولة لم تنجح فى النهوض بالقطاع السياحى من كبوته، رغم حالة الاستقرار بعد 30 يونيو. وأوضح قائلاً: «عاصرنا حالات ركود فى أعقاب مذبحة الأقصر وغيرها من الأحداث، ولم تكن بتلك الحدة مطلقاً، الدولة متمثلة فى وزارة السياحة فشلت تماماً فى إيجاد حلول لكسر حالة الركود، ونصبّر أنفسنا منذ 5 أعوام بأن الموسم المقبل سيكون أفضل مما قبله، لكن للأسف كلها أحلام لم تتحقق».
أصحاب المحلات يطالبون بإسقاط الديون المتراكمة.. والمحافظة تبحث تقسيط المستحقات بعد رفض «الآثار» تنفيذ قرار «الوزراء».. وبرلمانى: سأتقدم بطلب إحاطة للوزير
وأكد أنور البقرى، من أهالى الكرنك، أن أصحاب البازارات وصلوا إلى حالة صعبة وغير مسبوقة، ولم تكتف الدولة بمعاناتهم من حالة الركود التى ضربت القطاع السياحى، فهناك إخطارات تأتى لأصحاب البازارات من المحاكم يومياً بضرورة تسديد إيجارات البازارات التى تراكمت منذ عام 2011 وبلغت 300 ألف جنيه بحد أقصى، مؤكداً أن مجلس الوزراء سبق وأصدر قراراً بوقف تحصيل الديون المتراكمة على أصحاب البازارات أو أصحاب المنشآت السياحية وتخفيض القيم الإيجارية، إلا أن القرار لم يُنفّذ، رغم صدوره منذ وقت طويل. وتساءل «البقرى»: «من أين يأتى أصحاب البازارات بهذه المبالغ، وهم لا يبيعون شيئاً خلال السنوات الماضية؟ أصحاب البازارات والعاملون بها باعوا مصوغات نسائهم، وطلعوا عيالهم من المدارس علشان يقدروا ياكلوا ويشربوا ويصرفوا على بيوتهم هيجيبوا 300 ألف جنيه منين للدولة أو للبنوك؟».
وأشار إلى أن أصحاب البازارات تحدّثوا إلى المسئولين أكثر من مرة، وطالبوا بإسقاط الديون المتراكمة عليهم، أسوة بديون الفلاحين التى تم إسقاطها من بنك التنمية والائتمان الزراعى، إلا أنهم لم يستجيبوا لطلبهم، لافتاً إلى أن الدولة تنظر إلى القطاع السياحى بالأقصر نظرة مختلفة، ولا تسعى إلى مساعدة المتضرّرين وإنقاذ أسرهم من التشرّد.
ولفت على موسى، صاحب بازار، إلى أنهم قضوا أكثر من خمس سنوات فى معاناة حقيقية، إثر تحول المدينة التى كان يزورها يومياً ما يُقارب من 20 ألف سائح، إلى مدينة سياحية من الدرجة الثانية. وتابع: «يزور المدينة 1000 سائح على الأكثر، وسياح درجة ثالثة مش بينزلوا يشتروا حاجة، ولو اشتروا بيفاصلوا أكتر من المصريين».
«الإخوان ومعارضو النظام شمتانين فينا، وبيقولوا لنا حلال فيكم، حالكم وقف والدولة مش مهتمة بيكم، رغم أنكم أول ناس نزلتوا فى 30 يونيو، وانتم بتوع التفويض، وكلام زى كده كتير، إحنا نفسنا الدولة تهتم بينا، القطاع السياحى بيتدمّر، ومحدش حاسس بمعاناتنا»، بتلك العبارات ختم «موسى» حديثه، مناشداً المسئولين النظر إليهم بعين الرحمة، فى ظل اضطراب الأوضاع بالمنطقة.
من جانبه، أكد النائب محمد ياسين، عضو مجلس النواب عن دائرة القرنة بالأقصر، أنه سيتقدم بطلب إحاطة إلى وزير الآثار الدكتور خالد العنانى، حول أزمة أصحاب البازارات السياحية، وبعد رفض «الآثار» تنفيذ قرار رئيس الوزراء بخفض الإيجارات الشهرية المستحقة عليهم، بسبب الأزمة التى تعانى منها البلاد منذ 5 سنوات. وطالب «ياسين» بتخفيض الإيجارات على البازارات المملوكة لوزارة الآثار، أسوة بالمحافظة، فى إطار حرص الدولة على تخفيف الأعباء عن العاملين بالقطاع السياحى، الذى يعانى من تراجع نسبة توافد السياح المقبلين إلى مصر، خصوصاً قطاع السياحة الثقافية فى الأقصر وأسوان