بيت «فهيمة»: «يطل على النيل.. وما يطولش الميَّه»
حياة بائسة تعيشها «فهيمة» وأبناؤها الثلاثة
15 عاماً مضت من عمرها وهى تحلم بوصول المياه إلى منزلها البسيط المطل على نهر النيل، لتعيش «فهيمة» حياة مليئة بالمتناقضات، فكيف لابنة قرية «بلانة» فى أسوان التى يجرى بها النيل أن تُحرم من «كوب مياه»، وتعيش داخل منزل لا يفارقه العطش والجفاف. 350 متراً تقطعها «فهيمة عبدالحميد» بصحبة أبنائها الـ3، للحصول على المياه من أقرب مسجد، لتقوم بإعداد الطعام، أو تنظيف منزلها، نظراً إلى انقطاع المياه فى الماسورة الوحيدة التى تمد منزلها، ووفاة زوجها الذى كان يعينها على ذلك: «أنا ست على قد حالى، جوزى مات من 3 سنين، ومن يومها وأنا باشتغل على فرشة خضار علشان أصرف على عيالى، ومن يوم ما اتجوزت فى البيت مع جوزى والميه مش موجودة، رغم أننا تقريباً عايشين جوه النيل من كتر قربه مننا».
«فهيمة» يئست تماماً من وصول المياه إلى منزلها، وتكتفى بالنظر إليها فى مجرى النيل: «رحت لمعظم الجمعيات الأهلية، وشرحت لهم عن حال البيت عندى، وللأسف كلهم بيوعدونى ومحدش بينفذ، بما فى ذلك المحافظة نفسها». تأمل «فهيمة» أن تُرحم من المشى مسافات طويلة من أجل الحصول على كوب مياه نظيفة: «رجلى بتموتنى من المشى، وعيالى صغيرين ومش بيتحملوا، هنعمل إيه، حكمة ربنا». قربها من النيل لم يمنحها الماء، لكنه منحها الحسد فقط، حسب ما تقوله: «اللى يعرف إننا ساكنين جنب النيل بيحسدنا».