قمة «السيسى» و«آل خليفة»: تشكيل مجلس استراتيجى بين مصر والبحرين.. وتوقيع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال استقباله الملك حمد بن عيسى «صورة أرشيفية»
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، مساء أمس، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البحرين، الذى وصل إلى مصر، فى زيارة رسمية لمدة يومين، فى إطار تعزيز العلاقات الثنائية، حيث يُعد ثالث زعيم خليجى يزور مصر خلال الشهر الحالى.
وجرت مراسم الاستقبال الرسمية بين الزعيمين فى قصر الاتحادية، حيث استعرض «السيسى» و«آل خليفة» حرس الشرف، وعزف السلامان الوطنيان للبلدين، ثم عقدا جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة موسّعة، بحضور وفدى البلدين، حيث تناولت القمة المصرية - البحرينية، ملفات القضية السورية، وهضبة الجولان، والإعلان الإسرائيلى الأخير بضمها رسمياً إلى إسرائيل، فضلاً عن اليمن وليبيا، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، وملف التعاون الاقتصادى والعسكرى، والاستثمارات البحرينية فى مصر، خصوصاً فى محور قناة السويس، وتشكيل المجلس الاستراتيجى المصرى - البحرينى.
الرئيسان يعقدان مباحثات حول القضايا العربية وتحديات المنطقة.. و40 شخصية بحرينية يمثلون كبرى الشركات يبحثون فرص الاستثمار بمصر
وحتى مثول الجريدة للطبع، كان من المنتظر أن يشهد الرئيسان توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثنائى فى مجالات عدة، منها الزراعة والصحة والإعلام وتدريب الكوادر الدبلوماسية والملاحة البحرية، وتنظيم المعارض والمؤتمرات والسياحة والاستثمار والثقافة، وضخ استثمارات بحرينية فى مشروع الـ«1.5 مليون فدان»، واتفاقيات فى مجالى الطاقة والإسكان، إلى جانب ضخ استثمارات بحرينية فى عدد آخر من المشروعات.
ويزور الملك، اليوم، الأزهر الشريف والكاتدرائية المرقسية، حيث يلتقى الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثانى.
ويصطحب «آل خليفة» فى زيارته إلى مصر، وفداً من رجال الأعمال البحرينيين، يضم نحو 40 شخصية يمثلون كبرى الشركات البحرينية، التى تعمل فى قطاعات الزراعة، والسياحة، والأدوية، والإنشاءات، والصناعة، وسوف يبحث الوفد الفرص الاستثمارية المتاحة بالسوق المصرية.
وأكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أن مصر تقف دائماً بجوار البحرين، لدعم وحدتها واستقرارها، إزاء أى محاولة للانتقاص من هذه الوحدة، مشيراً إلى أن أعمال اللجنة المشتركة وضعت أرضية كبيرة فى الكثير من المجالات، وذلك من خلال عدد من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية لتعزيز التعاون والعلاقات بين البلدين، مضيفاً: «نرى فى هذه اللجنة دعامة أساسية للتعاون، وللتواصل المستمر على مستوى القيادتين والوزراء، أهمية كبيرة، مما يعكس الرغبة المشاركة فى تدعيم العلاقات». وأضاف «شكرى»، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره البحرينى خالد آل خليفة، أمس، إن مباحثاتهما تناولت مجمل العلاقات بين البلدين والمشاغل والقضايا العربية، وأهمية تعزيز الأمن القومى العربى، والتعاون بين البلدين لتحقيق هذا الغرض، إضافة إلى الأوضاع المضطربة فى العراق وسوريا واليمن والتدخّلات داخل إقليمنا العربى، وهو أمر نرفضه تماماً، وأن التعاون بين الدول العربية هو الوسيلة لمواجهتها.
وفى ما يخص العلاقات مع إيران، قال الوزير، إن العلاقات منقطعة وندعو باستمرار لأن تتخذ إيران سياسات إزاء مصر والحيز العربى ودول الخليج، تتسم بالاحترام المتبادل والاعتراف بسيادة الدول واستقرارها والامتناع عن أى شكل من أشكال التدخّل فى الشئون الداخلية، وعدم التأثير على الأمن العربى، وأنه من الضرورى عليها أن تنتهج تلك السياسات لنلمس أى تغير لتحسن العلاقات، كما أن التضامن العربى هو الحامى لمصلحة الشعوب العربية ومواجهة تحديات المنطقة.
وأشار «شكرى» إلى أن الإرهاب ظاهرة تُهدد المنطقة، ويجب مواجهتها أمنياً وسياسياً، والوقوف ضد كل المنظمات الإرهابية بغض النظر عن مسمياتها، ومواجهة الأيديولوجية المتطرفة ولإيجاد وسائل لوقف التمويل، موضحاً أن هناك تنسيقاً مشتركاً مع البحرين لمواجهة هذه الظاهرة، خصوصاً أن الدولتين تعانيان من هذه الأزمة.
وأكد «آل خليفة»، أن بلاده تشكر مصر دائماً على مواقفها تجاهها، قائلاً: «نشكر مصر على موقفها الدائم والصلب على ما تقوم به تجاه صيانة الأمن القومى العربى، الذى يُعد الركيزة الأساسية فى المنطقة، للحفاظ عليها من الإرهاب الذى يُهدد استقرارها، وصد أى نوع من التدخّل فى شئونها»، مشيراً إلى أن تناول الوضع فى كل من ليبيا وسوريا واليمن، وما يتعرّض له العراق من وجود إرهابى بسبب ضعف كيان الدولة يعد من أمور الأمن القومى.
وأكد وزير الخارجية البحرينى، أن العلاقات مع إيران تتمثل فى أنها جار للبحرين، مشيراً إلى أنه ليس لدى بلاده مشكلة معها، لكن «طهران» هى التى لها مشكلة مع المملكة والكثير من الدول بسياستهم، موضحاً: «متى أوقفت إيران هذه السياسة، وحرصت على بناء علاقات قائمة على حُسن الجوار، فذلك سيُقابل بخطوات مماثلة، لكن سنظل حريصين على أننا لن نسمح لإيران أو لغيرها بأن يمسوا الأمن القومى العربى».
وأضاف «آل خليفة»: «إذا نظرنا إلى الصورة حول سبب تزايد الإرهاب فإنه واضح، بغرض إضعاف الدول، وهى التى فتحت الساحة لتكون مسرحاً للمنظمات الدولية، فضلاً عن الإرهاب المدعوم من الدول، الذى ينفذ ما يطمح إليه، وكلما قويت الدولة وثبت مجتمعها بمختلف ،المستويات كلما صغرت الساحة للإرهابيين، وهو التنسيق الدائم للمحافظة على الدولة»، مشيراً إلى أنه ليست هناك مقارنة بين الصراع العربى - الإسرائيلى والخلاف مع إيران، لافتاً إلى أن فلسطين دولة اُغتصبت أرضها وطرد شعبها من أراضيه، وأن الطرح العربى واضح تجاهه، منوهاً بأن الوضع مع إيران خطير، لأنه يرتدى عباءة مذهبية بشكل غير مباشر، وهو خطير ويُهدد الأمة الإسلامية بشكل كبير، وهذا الشىء لا يعطينا فرصة للتعامل مع التحديات الكبيرة للأمن القومى، ولن نسمح بإضعاف الموقف العربى، ولا نطمع فى التغيير داخل إيران.
وفى ما يخص الجسر البرى بين مصر والسعودية المقرر إقامته، أشاد وزير الخارجية البحرينى بالجسر بين البلدين، قائلاً: «إنه أكبر المشروعات الاستراتيجية، وسوف يُسهّل حركة التجارة بين أهم منطقتى الخليج من ناحية، ومصر التى بها قناة السويس من ناحية أخرى، كما أنه سيُسهل الانتقال بين البلدين ويفتح مجالاً واسعاً للمشروعات».