سباك متنقل ينتظر الفرج فى «مكالمة تليفون»
جمال
على جدران محال الأدوات الصحية بشارع المأمون فى الجيزة، يترك رقم هاتفه المحمول ربما يجد زبوناً، لا توجد مشكلة صحية إلا واستطاع عم «جمال» حلها رغم أن يده «اللى تتلف فى حرير» لا يوجد بها إلا 4 أصابع والإصبع المفقود كان بسبب حادث قديم لم يقدر عواقبه وقتها، لكنه كلما تقدم فى العمر بدأ يشعر بأن رزقه فى خطر لأن شعوره بالعجز يزداد يوماً بعد يوم.
لأكثر من 40 عاماً لم يستطع جمال عبدالهادى، 58 عاماً، أن يمتلك محلاً خاصاً يطبع على لوحته الدعائية اسمه، ويتوارثه الأبناء والأحفاد، وبات «سباك متنقل» ينتظر الفرج فى «مكالمة تليفون»، ورغم ذلك لم يتذمر، فأخطاؤه فى الماضى ضريبة يدفع ثمنها حالياً: «أنا لما قلت يا شغل وأنا لسه عندى 16 سنة اشتغلت فى مطبعة والمكنة طيرت صباعى، ساعتها قلت أحسن ما كان دراعى راح»، لم يظن «جمال» حينها أن قطع إصبع من يده اليمنى الذى لم يعفه من أداء الخدمة العسكرية سيجعله يرفض العديد من الطلبيات أو يشكو بسبب آلامه المتكررة التى تجعله لا يتقن عمله جيداً: «الدكاترة قالولى منقدرش نعملك حاجة انت كل ما تكبر فى السن إيديك هتنمل ومش هتحركها زى زمان.. ورزق ولادى بيروح قدام عينى ومقدرش أتكلم وأحياناً بروح أعيد على الشغل بدون مقابل ويبقى اليوم واليومية اضربوا».