13 طفلاً اتحرموا من التعليم.. فاحترفوا مهنة «النجارة»
13 طفلاً اتحرموا من التعليم.. فاحترفوا مهنة «النجارة»
«تقاوى» وزملاؤه أثناء العمل داخل الورشة
ذاقوا مرارة الفقر والحرمان من الطفولة والحياة الكريمة والتعليم، اكتسبوا فقط حرفة النجارة التى جعلت العطاء لديهم بلا حدود، لذا كان قرارهم تنفيذ كافة أعمال النجارة فى المدرسة الخيرية بنجع عون.
التعليم «ورقة وقلم».. وممكن يبقى «منشار وشاكوش»
بين «نشارة الخشب»، التى كست أرضية إحدى الورش البسيطة يجلس 13 صبياً تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 13 عاماً لأكثر من 9 ساعات يومياً، منهمكين فى تصميم طاولات، كراسى، سلالم، أبواب، وشبابيك، جميعها ستذهب لصالح المدرسة الخيرية، ومن بينهم كان «محمود عبدالكريم» (11 عاماً) المعروف بـ«تقاوى» لقصر قامته بين زملائه فى الورشة التى التحق بها بناء على رغبة والده للمساهمة فى تحسين أوضاع أسرته «كان نفسى أتعلم، وأروح المدرسة لكن الأسطى بيقولى إن فى يوم من الأيام هبقى نجار شاطر وإن شغلى بيفيد غيرى»، رغم صغر سنه، فإنه الأمهر بين زملائه، وهو ما تشير إليه هيئته، القلم الذى يعلو أذنيه، والتعليمات التى يوجهها إلى زملائه، يكد من أجل اليومية التى تتراوح بين 15 -20 جنيهاً «بروح بالفلوس لأمى، وبتبقى فرحانة وأنا مش عاوز غير كده». مجهود الصغار الشاق كان خلفه قيادة الكبار، الأسطى «على سيد»، صاحب الورشة الذى يشعر بالفخر فى اللحظات التى يتفوق فيها «التلميذ على أستاذه»، فهو يعتبر ورشته الصغير مدرسة يتعلم فيها الطفل «صنعة» تصنع له مستقبلاً فيقول: «مش كل التعليم فى الكتب والكشاكيل، من غير الحرفيين منعرفش نعيش ولا نبنى، وكل واحد بياخد اللى مقسوم له».