«شبرامنت» ينتظر «الأجهزة والأطباء» منذ 10 سنوات
«شبرامنت» ينتظر «الأجهزة والأطباء» منذ 10 سنوات
مستشفى شبرامنت بمحافظة الجيزة مغلق
فى أحد شوارع قرية «شبرامنت» بمحافظة الجيزة، مبنى يبدو عليه الحداثة، نوافذه الزجاجية مغلقة، معلق عليها أجهزة التبريد المغطاة بورق من الكرتون، يتكون من 3 أدوار، يشتمل على مساحة شاسعة، وعدد من الأشجار، محاطة بسور حديدى، ذلك المستشفى الذى يرجع بناؤه إلى أكثر من 15 سنة، هو أحد المستشفيات التى تم بناؤها قبل سنوات وتركت بهذه الحالة دون تشغيل، فى الوقت الذى يحتاج فيه أهالى المنطقة إلى مستشفى يقوم على رعايتهم الصحية.
داخل الباب الخلفى للمستشفى، يجلس على مقعد من الرخام، رجل يرتدى جلباباً رمادى اللون، ذو بشرة سمراء وشعر أبيض، هو الحارس على المستشفى، يدعى عبده إبراهيم، ويقول إن المستشفى الذى استمر بناؤه منذ عام 2000، حتى عام 2005، لم يعمل، قائلاً: «المستشفى وقف على كدا ومفيش جديد».
حارس المستشفى: «لو اشتغل هيخدم أكتر من مليون مواطن».. و«أبوالنمرس» أقرب مستشفى لينا
يشير الرجل الستينى بيده اليمنى، إلى مبنى قديم مكون من طابقين يحمل لافتة مكتوباً عليها «مركز صحة الأسرة بشبرامنت»، قائلاً: «مفيش هنا فى القرية غير هذا المركز، وهذا المركز يدوب يعالج شوية برد ولا أمراض خاصة بالنساء والأطفال، وطبعاً ده بيشتغل من الساعة 8 صباحاً لحد الساعة 2 ظهراً، موظفين حكومة يا بيه»، يستكمل الرجل حديثه بصوت مرتفع ويقول: «المستشفى دى لو اشتغلت هتكفى عدد كبير من الأهالى، مش بس شبرامنت، لا كمان أكثر من 10 قرى حواليها زى أبوصير، والحرانية، والزاوية ما يقرب من أكثر من 10 قرى حولها، ودول يطلعوا مش أقل من مليون نسمة».
يضيف «عبده» أن الغالبية من أهالى القرية ذات الطبقة الفقيرة، لا يمتلكون المال الذى يسهل لهم الانتقال إلى مستشفيات بعيدة، وأوضح أن أقرب مستشفى لهم هى أبوالنمرس، الذى لا يمتلك هو الآخر الإمكانيات اللازمة بصورة كبيرة لاستقبال حالات ذات ظروف صحية صعبة، قائلاً: «الغنى بيعرف يسلّك نفسه لكن الفقير مش فى جيبه 50 جنيه أجرة سيارة تنقله لمستشفى بعيدة زى الهرم، ومعظمنا هنا شغالين على مستشفى أبوالنمرس وهى وضعها مش قوى».
.. وينتظر قرار لفتحها أمام المواطنين
يقول عمر شاهين، أحد أهالى القرية، إن الهدف الأساسى من بناء المستشفى كان توفير الرعاية الصحية لأهالى القرية، الذين يعانون نقص الخدمات الصحية وعدم توافر مكان للعلاج سوى الوحدة الصغيرة الموجودة بها، وأضاف: «بعدما بدأ مشروع المستشفى فى البناء، ظن الأهالى أن هناك منفذاً جديداً للعلاج بعيداً عن المستشفيات البعيدة عنهم، لكن الأمل والحلم ذهب إلى مكان غير معلوم، الأهالى فى أشد الحاجة إلى المستشفى، خاصة قسم الطوارئ والجراحة».
يضيف الشاب الثلاثينى، أنه فى حالة تعرض أحد من الأهالى إلى إصابة خطيرة، ينقل إلى مستشفى قصر العينى أو أم المصريين، والأهالى لم يقدموا أى شكاوى، نظراً لعدم وجود أى ممثل لهم، قائلاً: «المستشفى ممكن يقدر حد من الأهالى اللى حالته ميسورة يخلصها، لكن طبعاً كل واحد بيفكر فى حاله وبس»، ويتابع: «ما ينقص المستشفى هو توفير المعدات اللازمة للتشغيل والأطباء، من الصعب أن يقام مثل هذا المبنى ويترك على حالته منذ أكثر من 10 سنوات دون أن ينظر إليه أحد من المسئولين، نحن لا نعلم السبب الحقيقى وراء عدم تشغيل المستشفى حتى الآن»، متسائلاً «هل المشكلة من الصحة ولا المقاول إللى أخدها وبينفذ؟!».
عبده إبراهيم
«الناس هنا لا حول لهم ولا قوة»، جملة قالها «عمر» قبل أن يستكمل حديثه، موضحاً أن المستشفى على مساحة تزيد على 3 آلاف متر، وبجواره مدرسة للتعليم الابتدائى، فهو يقع فى مكان حيوى بالنسبة للقرية، يمكن أن يغطى الخدمة للكثير من المواطنين ليس فقط داخل القرية بل خارجها أيضاً، قائلاً: «كل اللى إحنا محتاجينه أن المستشفى تشتغل وتساعد فى خدمة أهل البلد هنا».