«قليوب المركزى»: 40 ملاحظة على التنفيذ تحول دون التسليم
«قليوب المركزى»: 40 ملاحظة على التنفيذ تحول دون التسليم
مخلفات داخل مستشفى قليوب المركزى
فى شهر مايو من العام الماضى، صرح وكيل وزارة الصحة بمحافظة القليوبية الدكتور محمد لاشين، بأنه جارٍ الانتهاء من أعمال إنشاء وتطوير مستشفى قليوب المركزى، حتى يتم استلامه وتشغيله الشهر المقبل بتكلفة إجمالية 80 مليون جنيه، ما يعنى أن العمل فى المستشفى كان من المفترض أن يبدأ فى يونيو الماضى، وهذا ما لم يحدث.
المستشفى الذى يرجع بداية العمل على إنشائه إلى عام 2005، انتهت شركة «وادى النيل» للمقاولات، من تنفيذه قبل سنوات، لكن العمل لم يبدأ فى المستشفى حتى الآن.
المستشفى المركزى الواقع على مدخل مدينة قليوب، ظل العمل به على مدار سنوات دون تشغيل، والإعلان أكثر من مرة عن افتتاحه، وحصلت «الوطن» على صورة من تقرير اللجنة المشكلة من الإدارة المركزية للأمانة العامة بوزارة الصحة بشأن الاستلام المبدئى للمستشفى برئاسة الدكتور ممدوح الجزار، مدير المستشفى، التى أشارت فى تقريرها الذى اعتمدته فى أغسطس الماضى، إلى وجود ملاحظات تعوق استلام المشروع وتشغيله والاستفادة منه.
تقرير الإدارة المركزية: المبنى بلا مكاتب إدارية.. و«محفوظ»: الأجهزة ليس لها قطع غيار.. و «زكريا»: عرضت المشكلة على «عدوى» وقال: «كله هيبقى تمام»
تضمن التقرير أكثر من 40 ملاحظة على الأعمال داخل مبنى المستشفى وخارجه، كان من بينها تركيب اللوحات الخاصة بوحدة A.H.U الخاصة بغرف العناية المركزة، واستكمال توصيل «Humidifier» الخاص بغرف العمليات، وعمل غرفة تفتيش لتجميع الزيوت وتنظيفها، ومعالجة التالف من خرسانة الموقع العام مع ملء الفواصل الخرسانية.
وقال جمال محفوظ، النائب عن دائرة «قليوب»، إن المبنى الخاص بالمستشفى به خطأ كبير وهو عدم احتوائه على مكاتب إدارية للمستشفى، وأضاف: «المبنى الذى تكلف ما يقرب من 85 مليون جنيه، به العديد من الأخطاء التى وعدت الشركة منذ أيام أثناء زيارة المحافظ المفاجئة للمستشفى، أنه سيعاد العمل لمعالجتها».
أكد «محفوظ» أن هناك خطأ آخر يمثل الأكثر خطورة بين أخطاء عمليات الصيانة والإنشاء، وأوضح أن كل الأجهزة الطبية التى يجب تركيبها فى المستشفى يرجع تاريخها إلى عام 2005، قائلاً: «الأجهزة الطبية الخاصة بالمستشفى قديمة وتكلفت 30 مليون جنيه، ممكن تشغيلها لكن فى حالة وجود عطل بها، مش هيكون لها قطع غيار، ودى مسألة يجب النظر فيها قبل تشغيل المستشفى»، وأشار إلى وجود واقعة فساد وإهدار للمال العام فى بناء المستشفى يجب التحقيق فيها.
..وشروخ بأسقف الغرف
يرى المهندس نور زكريا، عضو نقابة المهندسين بالقليوبية وأحد أبناء مدينة قليوب، أنه لم يلاحظ فى محاضر الاستلام الابتدائى للمشروع أى إشارة من إشارات الخصومات على الأعمال التى لم ينته منها، إضافة إلى وجود تسريبات شديدة فى أجزاء أعمال السباكة، ما يعنى أن هناك ضعفاً فى عملية تأسيس المبنى.
يوضح «نور» أنه بالمعاينة اتضح وجود «تسريب» مياه فى أجزاء من الحوائط داخل الغرف الخاصة بالمرضى، إضافة إلى وجود بعض الأجزاء المنكسرة فى الأرضيات، وأوضح، أن السبب وراء هذه الأخطاء فى مبنى استمر بناؤه أكثر من 10 سنوات، يرجع إلى عدم الرقابة والمتابعة من المسئولين المحليين فى المحافظة، فيروى «نور» أنه فى شهر يوليو 2014، أثناء افتتاح ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة، جمعه لقاء برئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب ووزير الصحة السابق الدكتور عادل عدوى، وأنه عرض مشكلة المستشفى على وزير الصحة الذى قال له وقتها: «كله هيكون كويس، تعالَ خدلك صورة».
الأهالى التى تشتكى ضعف الخدمة الصحية بالمدينة، فى انتظار افتتاح المستشفى منذ سنوات، حتى يقدم خدمة صحية شاملة للمواطنين، ويقول فريد فايز، إنه فقد أحد أصدقائه فى مستشفى قليوب العام الذى كان يحتاج وقتها إلى عملية استئصال للطحال وتدخل جراحى لوقف النزيف الداخلى نتيجة حادثة طريق، ولكن للأسف ضعف الإمكانيات داخل المستشفى لا يسمح بإجراء الأشعة المقطعية أو عمليات متطورة داخل المستشفى ما اضطرهم إلى الانتقال لمستشفى قصر العينى قائلاً: «واحنا فى الطريق للقصر العينى صاحبى مات».
يوضح الرجل الخمسينى أن الأهالى فى انتظار افتتاح المستشفى الذى طال انتظاره، أملاً فى أن يحدث تغييراً فى المنظومة الصحية داخل المدينة، خاصة فى ظل وجود منظومة متأخرة فى المؤسسة العلاجية بقليوب، قائلاً: «لما شفنا المستشفى الجديد بيتبنى قلنا أخيراً مش هنتوجع تانى فى حد بنحبه وهنعالج الناس فى مكان جديد ونضيف، لكن سنين بتمر ومفيش نتيجة».