صحف عالمية: على «مرسى» التخلى عن «جنون العظمة» والبحث عن التوافق
دعت صحف عالمية الرئيس محمد مرسى إلى البحث عن توافق مع قوى المعارضة، التى اعتبرت أنه فشل فى إرضائها، بعد مناورته السياسية بإلغاء الإعلان الدستورى محل الخلاف واستبداله بآخر مشابه، وطالبه بعضها بالتخلى عن جنون العظمة، وألا يتحدث بلغة «مبارك».
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن على مرسى إيجاد توافق، حيث إن ما حدث من اشتباكات عند قصر الاتحادية ليس اختلافا فى الرأى بل هو تفجر للكراهية، وانعكاس واضح لانعدام الثقة بين الأطراف المختلفة مما قد يؤدى لحرب أهلية، موضحة أن المصريين يدركون أن ثورتهم وصلت إلى نقطة تحول فى ظل خطر داهم.
ودعت الصحيفة الرئيس لتعديل المواد المثيرة للجدل فى مسودة الدستور الجديد، خصوصا المواد التى تمنع الرقابة البرلمانية على ميزانية الجيش، وأن يقر بأن دستورا، كتبته جمعية قاطعها الكثيرون وهيمن عليها الإسلاميون، لن يكون وثيقة توافقية ومعقولة لبناء دولة جديدة. كما يجب عليه التخلى عن جنون العظمة، وألا يتحدث بلغة «مبارك» المليئة بإشارات لمؤامرات خارجية و«الطابور الخامس»، بل يجب عليه إدانة العنف ودعم تحقيقات النيابة، حتى يخفف حدة الانقسامات. وأشارت الصحيفة -فى تقرير منفصل- إلى أن البيان الذى أصدره المتحدث العسكرى بشأن الأزمة الراهنة، لم يشر إلى الرئيس محمد مرسى الذى تسبب إعلانه الدستورى فى الوضع الحالى.
ووصفت صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية، إلغاء الرئيس للإعلان الدستورى، مع تأكيده على إجراء الاستفتاء فى موعده، بأنه محاولة لإرضاء معارضيه ومؤيديه، مشيرة إلى أن بعض الحركات الثورية، من حلفاء الرئيس السابقين، مثل 6 أبريل، وصفت المبادرة بأنها مناورة سياسية لخداع الناس، ودعت لمواصلة التظاهر لعرقلة الاستفتاء على الدستور، موضحة أن جبهة الإنقاذ الوطنى دعت بالفعل لمواصلة الاحتجاجات السلمية حتى تتحقق المطالب المشروعة، إضافة إلى أن المعارضة تعتبر إلغاء الإعلان الدستورى «فخا» لتمهيد الطريق لإقرار قوانين دينية وتقويض الحريات، خاصة حرية التعبير.[Quote_1]
من جانبها، استبعدت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أن يهدئ قرار الرئيس مرسى المحتجين أمام قصر الرئاسة وفى مدن أخرى، وذلك لإصراره على إجراء الاستفتاء على الدستور فى موعده. ووصفت الصحيفة التغير الكبير فى موقف مرسى بأنه «محاولة لتهدئة الأجواء الملتهبة بين مؤيديه ومعارضيه»، مشيرة إلى أنه كان قد رفض فى خطابه الأسبوع الماضى التراجع عن الإعلان الدستورى الذى يمنحه سلطات واسعة. واتخذت صحيفة «وول ستريت جورنال» نفس الموقف، مستبعدة أن يؤدى تراجع مرسى إلى تهدئة معارضيه، وقالت إن إعلان مرسى الدستورى سبب أسوأ أزمة دستورية شهدتها مصر على مدى عقود، وأضافت أن قراره الأخير يهدف لتهدئة التوتر فى الشوارع، التى شهدت مواجهات دموية الأسبوع الماضى.
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الرئيس مصمم على إجراء الاستفتاء على الدستور فى موعده، وأن مستشارى مرسى قلقون بشأن قدرة وزارة الداخلية على تأمين صناديق الاقتراع أو المؤسسات الحكومية، فى ظل الاحتجاجات العنيفة، موضحة أن قرار مرسى قد يكون إنذارا للمعارضة لإبلاغها بأن احتجاجاتها لن تعرقل الاستفتاء، معتبرة أن قرار إلغاء الإعلان الدستورى لم يقدم إلا قليلا من الأمل لإنهاء الصراع السياسى، بالنظر إلى أن قادة المعارضة استبعدوا أى محاولة للتنازل عن مواقفهم.
وفى سياق متصل، قال محلل الشئون العربية بصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، تسفى برئيل، إن تراجع الرئيس محمد مرسى عن إعلانه الدستورى يؤكد أنه يسعى جاهدا للإسراع بالانتخابات البرلمانية، مقابل تراجع قوى المعارضة عن الدعاوى القضائية التى أقامتها لحل الجمعية التأسيسية للدستور.
ورأى برئيل أن تغير موقف مرسى نابع أساسا من استمرار أعمال العنف والمظاهرات، التى تهدد بحرب أهلية، قد تعيد الجيش لإدارة شئون البلاد، وهو أكثر ما يخشاه مرسى، مشيراً إلى أن بيان القوات المسلحة ألمح للرئيس، وللمعارضة فى ذات الوقت، أنه من الأفضل عدم جر الجيش إلى صراع سياسى، وألا يدفعوه للتدخل فعليا لإدارة البلاد من جديد.
وتابع المحلل الإسرائيلى: «رغم محاولات مرسى لإثبات أنه رئيس لكل المصريين، فقد تسبب تدخل جماعة الإخوان علنيا فى إدارة الحوار الوطنى فى إرباكه، وهو ما ظهر بشدة فى مؤتمر نائب المرشد العام خيرت الشاطر، الذى كان بمثابة تأكيد للشعب على أن قيادة مصر ليست فى يد مرسى فقط».