خبراء مياه: تصريح «الوزير» يضر بمصالح مصر.. والخزان «غير متجدد»

09:39 م | الاثنين 18 يناير 2016

أكد عدد من خبراء المياه، لـ«الوطن»، أن مياه الخزان النوبى غير متجددة، وتكفى لاستصلاح بعض المناطق فى الصحراء الغربية، وأكدوا أن تصريحات وزير الرى حول أنها تكفى 100 عام مجرد تصريحات افتراضية غير خاضعة للتقييم العلمى، موضحين أن تلك التصريحات هدفها التشجيع على الاستثمار فى استصلاح الأراضى فى الصحراء الغربية لكنها تضر بمصالح مصر فى مفاوضات سد النهضة، لكون المياه الجوفية ليست بديلاً عن قطرة واحدة من مياه النيل. {left_qoute_1}

وقال الدكتور أحمد فوزى دياب، الخبير المائى بالأمم المتحدة وأستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، إن كمية المياه الفعلية فى الخزان النوبى، تكفى لاستصلاح بعض المناطق فى الصحراء الغربية، وتكفى بالفعل لمائة عام، ولكن للاستخدام فى مشروعات الاستصلاح وليست كفيلة لتعويض قطرة مياه واحدة من نهر النيل، ولا يمكن أن تستخدم كبديل لمياه الشرب المقبلة من إثيوبيا. وأضاف «فوزى» أن مياه الخزان النوبى مياه أحفورية غير متجددة، اكتشفت عيون لها فى بعض مناطق الصحراء الغربية، وهناك بعض المناطق الأخرى قيد الاكتشاف، والحديث عن أنها بديل عن مياه نهر النيل أمر فيه مغالطات كبيرة، وهى تكفى بالكاد لزراعة واستصلاح بعض مناطق الصحراء الغربية وليست كلها.

وتابع «فوزى» أن طرح هذا الموضوع يضر بمفاوضات سد النهضة، مؤكداً أن الوزير خرج بذلك التصريح للتشجيع على الاستثمار فى استصلاح أراضى الصحراء الغربية، ولكن فى حقيقة الأمر أنه جانبه الصواب، لأنه يضر بمصالح مصر فى أزمة سد النهضة. بينما يقول الدكتور مغاورى شحاتة، الخبير الدولى فى دراسات المياه ورئيس جامعة المنوفية الأسبق، إن مشروع الخزان قديم جداً، وتقوم الزرعة فى صحراء الواحات عليه منذ زمن بعيد، ويضخ مياهاً للواحات وتجرى عليه الآن الكثير من الدراسات، ويعد مستقبل التنمية فى الصحراء الغربية، خاصة منطقة شرق العوينات والفرافرة. وأضاف «شحاتة» أن مشروع الخزان النوبى تحت التقييم ومحل النشاط الحالى للدراسات العلمية حول المياه الجوفية فى مصر، مشيراً إلى أن مياه الخزان سمكها مناسب ومياهه عذبة، ولكن يحتاج لتقييم استغلاله، وعن مسألة كفاية الخزان كمصدر للمياه لمدة 100 عام، قال إنها مجرد افتراضات لتقدير الحسابات الكمية للمياه الجوفية، ولكن التقدير العلمى لم يحدد بعد. وتابع أن الإفراط فى تقدير حجم المياه الجوفية فى الصحراء الغربية يضر مصر أكثر مما يفيدها فى مفاوضات سد النهضة، مؤكداً أنه لا يوجد بديل عن مياه نهر النيل.

من جانبه قال الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تصريح وزير الرى يعد نوعاً من الترويض السياسى لقلق الناس فى الشارع من أزمة بناء سد النهضة الإثيوبى، وتابع «رسلان»: «من الواضح أن ما ذكره وزير الرى غير صحيح لأن الخزان النوبى قديم وشىء معروف إلا إذا استجد شىء»، لافتاً إلى أن الأمور كلها تدار بتصريحات غير مسئولة.

وحول تأثير ما صرح به وزير الرى على أزمة سد النهضة قال «رسلان» إنه لن يكون له أثر مباشر لأن تقريباً مفاوضات سد النهضة هى عبارة عن «حركة فى المكان» ولا يوجد بها شأن يمكن أن نتحدث عنه لأن إثيوبيا مستمرة فى البناء وجميع التحركات والاجتماعات لم تسفر عن شىء على الإطلاق ولو كانت أسفرت عن شىء فليقولوه لنا.