4 قرى على هامش الحياة فى القليوبية: لا طرق ولا صرف ولا مدارس.. «عيشة تقرف»
4 قرى على هامش الحياة فى القليوبية: لا طرق ولا صرف ولا مدارس.. «عيشة تقرف»
أهالى عرب الشراقوة يعانون نقص الخدمات
فى شوارع بلا طرق، ولا مدارس، ولا مياه، ولا صرف صحى، ولا وحدة صحية، تسكن 9 آلاف أسرة فى قرى عرب الشراقوة، والشعارة، وعزبة عبدالحميد سويلم، وعزبة حسن ربيع، التابعة لقرية الجعافرة فى شبين القناطر بالقليوبية، دون أن يروا مسئولاً واحداً يدق أبوابهم، على مدار 50 عاماً، ولم يسأل مسئول واحد كيف تعيش تلك الأسر؟
أهالى عرب الشراقوة: الشرب من الطلمبات الحبشية.. والصرف فى «الطرنشات»
«الوطن» التقت عدداً من أهالى القرى الأربع، الذين أجابوا عن السؤال الغائب عن المسئولين، فيقول الموظف محمد سالم، 33 عاماً، أحد أبناء قرية الشراقوة: «منذ نشأة القرى الأربع، وهى تعانى تهميشاً متعمداً من جانب المسئولين، فلا أحد يسأل عنها، ولا خدمات تصلها، ولا تعرف المرافق طريق بيوتها، وعندما كانت تواجهنا مشكلة خاصة بالخدمات، كنا نساهم جميعاً فى حلها بالتبرعات، لكن مع الوقت أصبحت الأمور أكثر تعقيداً، بسبب قلة الدخل، وصعوبة المعيشة».
أما الحاج أحمد سالم أحمد، موظف على المعاش، فقال: «قرية الشراقوة لا يوجد لها مدخل أو طريق ممهد، وأقرب طريق يبعد عنا أكثر من 3 كيلومترات، مهده الأهالى بالجهود الذاتية للتسهيل على أبنائهم، وأبناء القرى المجاورة، لكننا نطالب المحافظ الجديد، الدكتور رضا فرحات، برصف وإنارة الطريق لنا، بما يخدم أبناء القرى الأربع».
وأضاف «إحدى كبائن الكهرباء الموجودة على طريق يمر عليه الكبير والصغير، فى حالة يرثى لها، فالأطفال تلعب فى كابلاتها المكشوفة، لأنها لا تعرف خطورتها، ما يجعلهم عرضة فى أى لحظة للموت نتيجة الإهمال الحكومى، خاصة أننا شكونا كثيراً دون أن يسأل فينا أحد، ولا يسمع لنا أحد، رغم أن الخطر قريب جداً من أطفالنا».
وأشار المدرس عفيفى حسن، 45 عاماً، إلى أن «المدرسة الوحيدة الموجودة فى المنطقة تخدم القرى الأربع، وهى موجودة فى قرية عرب الشعارة، التى تبعد أكثر من كيلومتر عنا، ما يعرض الأطفال لأخطار عديدة خلال رحلتهم اليومية إلى المدرسة»، موضحاً أن «كثافة التلاميذ فى فصول المدرسة تصل إلى 70 طفلاً لكل فصل».
وكشف أحد الأهالى، محمد البربرى، عن وجود وحدة صحية واحدة لخدمة القرى الأربع، لكن لا يوجد فيها ماء ولا دواء، ويعمل فيها طبيب واحد فقط، كل مهمته كتابة «روشتة العلاج»، أما صرفه فيستلزم الخروج للبحث عن صيدلية، كما أن العمل فى الوحدة الصحية يتوقف فى الواحدة ظهراً، ما يضطر الأهالى إلى اللجوء للعيادات الخاصة للأطباء فى مدينة قليوب، أو أقرب قرية توجد فيها عيادات.
أما صلاح نصار، موظف على المعاش، فقال: «نعيش مع أولادنا وأحفادنا على مياه الطلمبات الحبشية، ونعتمد على خزانات الصرف الصحى (الطرنشات)، ما يهدد حياتنا بالخطر، بسبب اختلاط الصرف بمياه الشرب، وهذا هو حالنا جميعاً، منذ أبصرت عيوننا الحياة فى قرية الشراقوة»، مضيفاً أن «هذا الوضع لا يرضى أحداً، ونطالب الحكومة بتوزيع عادل للخدمات والمرافق بالقرى على مستوى الجمهورية».
وقال عمدة قرية عرب الشعارة، عبدالغفار ربيع حسان، 70 عاماً، إن «الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أصدر قراراً بضم القرى الأربع إلى عرب الشعارة فى عام 1964، لكن لم يتم تفعيله حتى الآن»، وطالب محافظ القليوبية بالنظر فى تطبيق القرار، حتى يتسنى للقرى الأربع الحصول على الخدمات والمرافق التى تحتاجها.
من جهته، أكد سكرتير عام المحافظة، اللواء السعيد عبدالمعطى، أن «المحافظة تولى اهتماماً خاصاً بجميع القرى، وسبق لأهالى المنطقة تقديم مذكرة عاجلة إلى المحافظة بشأن مطالبهم، وسيتم دراستها فى أسرع وقت، لإدراج تلك المطالب فى خطط مشروعات الصرف الصحى ومياه الشرب وتحسين الطرق»، مشيراً إلى أنه سيتم توجيه قوافل طبية وخدمية لتلك القرى خلال الفترة المقبلة، بالتنسيق مع وزارة الصحة، وجامعة بنها.
وأضاف: «جارٍ حصر القرى الأكثر احتياجاً على مستوى المحافظة من المشروعات، على أن تكون الأولوية فى استخدامات أراضى أملاك الدولة والأوقاف لصالح المشروعات الخدمية»، موضحاً أنه «تم تشكيل لجنة لزيارة القرى الأكثر احتياجاً لتحديد متطلبات سكانها، حتى يشعروا بأن هناك من يسأل عنهم».
الأهالى يطالبون يرصف الطرق وإنارتها
4 قرى تعانى من التهميش المتعمد من المسئولين