الزواج السعيد
الزواج السعيد
حسام دياب
عندما سئل الكاتب البريطانى برناردشو عن إحدى النساء وهل هى جميلة أم لا.. قال: «دعنى أراها عندما تستيقظ من نومها صباحاً».
وعلى الرغم من شهرة برنارد شو بالسخرية إلا أنى أوافقه هذا الرأى، فليس هناك أجمل من وجه بشوش فى صباح ملىء بالتفاؤل والثقة بالله، فكل صباح هو بداية حلم وهدف جديد، ولا شىء أجمل من لحظات النقاء والهدوء وصوت العصافير الذى يخرج للأفق شيئاً فشيئاً، صباح بإشراقة الشمس ملىء بعبير الورد ونسمة البرد ودفء المشاعر وبسمة جميلة على الشفاه ونظرة أمل وتفاؤل لحياة متجددة بالسعادة.
السعادة أو المعادلة الصعبة فى الزواج من الممكن الوصول إليها واستمرارها، كل المطلوب هو التفاهم بين الزوجين وعدم التوقف عند الأشياء الصغيرة.. والكبيرة أيضاً على الأقل من أحد الطرفين، وغالباً ما يكون الرجل، وعن تجربة شخصية أتكلم وأضرب مثالاً..
هالة (زوجتى): حبيبى تحب تاكل إيه النهارده؟
أنا: أى حاجة.. إللى انتى عايزاه.. كله كويس.
وعلى الرغم من بساطة هذا المثال إلا أنه عميق المعنى وهو أنى ضربت عدة عصافير بحجر واحد، أول عصفور.. أوكلت لها اتخاذ القرار، ثانى عصفور.. اشتريت دماغى، ثالث عصفور.. أرسيت مبدأ التفاهم، إلى أن صار ابناى العزيزان فلذات أكبادى «يوسف وفيروز» هما اللذين يقرران ذلك القرار، وأصبحت «هالة» تتحسر على أيام ولّت كان لها فيها رأى، وأنا هنا أدعوكم للتأمل فى فلسفة هذا المثال -مثال الأكل- وهدفه الاسمى هو تحقيق السعادة لكل الأطراف داخل الأسرة فزوجتى خرجت من الحيرة اليومية للاختيار والأطفال يتم تدريبهم على اتخاذ القرار وأنا والحمد لله مش فارق معايا الأكل، المهم هو تحقيق السعادة. أعتقد أنى قدرت أقنعكم بسهولة توفير مناخ من الاستقرار داخل الأسرة وتحقيق السعادة الزوجية بهذا المثال البسيط، وبالقياس على ما سبق يمكن تطبيق هذا المنهج الإيجابى فى التعامل فى أكثر من موضع كاختيار الملابس مثلاً أو اختيار مكان قضاء الإجازات، والكثير من الأمور التى لا تحتاج وجهتى نظر، يتبقى شىء وحيد يثبت أننا لسنا أصحاب قرار باستثناء زوجتى العزيزة وهو مذاكرة الأبناء، هنا تكمن قوة الشخصية وديكتاتورية اتخاذ القرار، وتتحول زوجتى من حمل وديع إلى أسد جائع ينقض على فريسته، ويصطدم بحوائط البيت زئيرها، وفى هذا الوقت العصيب أطبق مبدأ «امشى من وشى الساعة دى»، هذا من منطلق حرصى على توفير الهدوء وتحقيق السعادة.
أعتقد أننى نجحت فى إثبات أن تحقيق السعادة الزوجية لا يتطلب أكثر من معرفة كل فرد داخل الأسرة لقدراته وقدرات الآخر، يتبقى شىء مهم يجب علىّ الاعتراف به صراحة وهو أن زوجتى هى الإنسانة التى تسكن نفسى برؤيتها، ويرضى قلبى بوجودها، فهى تملأ علينا بيتنا ودنيانا نشاطاً وفرحاً وسروراً.