الجنزورى وقيادات الوزارات اختاروا «الفريق».. والموظفون بين أبوالفتوح وحمدين
09:51 م | الجمعة 25 مايو 2012
![الجنزورى وقيادات الوزارات اختاروا «الفريق».. والموظفون بين أبوالفتوح وحمدين](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/3295_660_54236.jpg)
ربما يرى البعض أن وصول الفريق أحمد شفيق لجولة الإعادة فى المنافسة على منصب الرئيس مفاجأه غير متوقعة، لكن قراءة موضوعية لخريطة الأصوات الانتخابية تكشف وجود كتل محسومة لصالحه على حساب مرشحين محسوبين على الثورة، أهم تلك الكتل أصوات موظفى الدولة، التى استحوذ «شفيق» على النصيب الأكبر منها، استنادا إلى أنه «الأصلح» لإدارة شئون البلاد فى الفترة المقبلة، حسب تصورهم، حيث يرون فيه الشخصية الحازمة، صاحب «الكاريزما»، فى الوقت الذى يؤكد فيه عدد من الموظفين أنهم صوتوا لصالح حمدين صباحى لقناعتهم بأنه سيحقق أحلام الغلابة ويوفر فرص عمل للشباب.
وكشفت مصادر فى مجلس الوزراء أن الدكتور كمال الجنزورى أدلى بصوته لمصلحة «شفيق»، وكان هذا دافعا لإقدام أغلبية موظفى مجلس الوزراء على التصويت له أيضا. كما توجهت أصوات معظم العاملين بوزارة القوى العاملة والهجرة لاختيار «شفيق»، وفقا لأنه «الأقدر» من بين المرشحين على إدارة الفترة الراهنة، حسب قول عدد منهم، ولكون البلد فى حاجة إلى الاستقرار، قائلين «المسألة مش فلول ولا إخوان إحنا عايزين واحد ينظم البلد وما ينفعش غير شفيق»، فيما انتخبت نسبة قليلة من بينهم حمدين صباحى.
على هذا المنوال، أكدت مصادر مطلعة باتحاد العمال أن غالبية العمال قرروا بعد مناقشات طويلة انتخاب شفيق، باعتباره الأصلح والأقدر على أن يتجاوز بمصر المرحلة الراهنة، ويتضح ذلك فى اكتساح الفريق فى محافظة الغربية، وفى القلب منها مدينة المحلة التى تلقب بمدينة العمال والمصانع. لكن لم يمنع هذا الاتفاق عددا من القيادات العمالية المستقلة، فى اتحاد العمال الحر، من منح أصواتها لحمدين؛ إيمانا منهم بأن فكره الناصرى الأنسب لتوجهات العمال.
وكشف قيادات بوزارة الدولة لشئون البيئة اختيارهم شفيق، باعتباره مرشح «الاستقرار»، حسب قولهم، بينما انحاز العاملون بالوزارة لصباحى وأبوالفتوح. ولم تختلف وزارة الدولة للبحث العلمى فى قليل أو كثير، بعض القيادات -رفضوا ذكر أسمائهم- يؤكدون أنهم منحوا أصواتهم للفريق ضماناً لاستقرار الأوضاع فى البلاد، بينما قال العاملون إنهم انحازوا لحمدين وأبوالفتوح.
وكان مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى المفضل لدى مهندسى الكهرباء، فى الوقت الذى أشار فيه بعضهم إلى محاولة قيادات شركات الكهرباء السيطرة على المهندسين ودفعهم بشكل غير مباشر لانتخاب شفيق، بدعوى إعادة الأمن لمحطات الكهرباء، ووقف نزيف السرقات بها، ومنع البلطجية من مهاجمة العاملين. التفاف عمال شركات الكهرباء حول حمدين دفعهم لإصدار بيان مع قرب إعلان النتائج النهائية، جاء فيه: «المناضل حمدين صباحى مرشح الثورة الذى لم يتاجر يوما بالثورة ولا بالثوار، ربما يكون قد خرج من السباق لكنه سيظل فى قلوبنا، نحترم إرادة الشعب ونحترم ما ستسفر عنه نتائج الصناديق». وقال وائل عقل رئيس النقابه المستقلة للعاملين بالكهرباء لـ«الوطن» إن أعضاء النقابه أعطوا أصواتهم لصباحى، ولن يسمحوا بأن يحكمنا فرعون آخر أو رئيس ينحاز لفصيل بعينه، مستدركا: إن حدث ذلك فميادين مصر موجودة.
وجاءت الكتلة التصويتية لموظفى وزارة الموارد المائية والرى لصالح مرسى وأبوالفتوح. يقول الدكتور خالد وصيف بالوزارة إن مرسى هو أنسب المرشحين لأننا لا نريد مرشحا تختلف أهدافه مع أهداف البرلمان فندخل فى دوامة وتضارب المسئوليات والسياسات، بينما يرى محمد مصطفى بإدارة مراقبة ومتابعة الزيارات بوزارة الرى أن أبوا لفتوح أفضل المرشحين، لأننا نحتاج إلى تطبيق الشريعة، على حد قوله.
وفى وزارة الصحة كشف مصدر لـ«الوطن» توجه القيادات والإداريين لاختيار «شفيق»، فيما تفرقت أصوات الأطباء بين موسى وصباحى وأبوالفتوح. واختلفت توجهات العاملين بوزراة التأمينات والشئون الاجتماعية، حيث أدلى العديد من وكلاء وموظفى الوزارة بأصواتهم لصالح صباحى، بينما اختار صغار العاملين أبوالفتوح. وأكدت مصادر بالوزارة أن نسبة التصويت لصالح شفيق كانت ضئيلة جدا، حيث يرفض العاملون أن يتولى إدارة البلاد رمز للنظام السابق.
وقالت مصادر مطلعة بوزارة التعليم العالى إن أغلب أصوات العاملين بالوزارة ذهبت لعمرو موسى بسبب قناعتهم بخبرته السياسية وكونه «رجلا دبلوماسيا»، وإن كان بعض العاملين صوتوا لصباحى وشفيق.
وفى وزارة التربية والتعليم، تنوعت اتجاهات تصويت العاملين بديوان عام الوزارة، بين شفيق وأبوالفتوح وصباحى، وقال مصدر بالوازرة تعبيرا عن هذا التنوع: شفيق رجل هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد، وأبوالفتوح قادر على التغيير، وصباحى سيحقق الحرية والعدالة بين جميع فئات الشعب.