سر المعبد
بداية أهدى هذا الكتاب لكل مثقف ليبرالى تخيل للحظة أو داعبته أحلام يقظة لمجرد ثانية أنه باقترابه من الإخوان سيسمحون له بدخول قدس الأقداس الإخوانية والتعرف من قرب على شفرة الجماعة، من يفعل ذلك فهو رجل واهم مضحوك عليه يعانى من ألزهايمر لا شفاء منه، كتاب «سر المعبد» للمحامى المنشق عن الإخوان ثروت الخرباوى وثيقة لا غنى عنها لكل من يريد معرفة هذا الكيان الغامض المسمى بالإخوان المسلمين، تجربة رجل احترم عقله وأنقذ ضميره أو بالأصح أنقذه ضميره فى اللحظة المناسبة. الكتاب لغته أدبية وأسلوبه قصصى سلس يأخذك إلى هذا العالم الصادم ويضعك أمام هذه الأسرار المرعبة لجماعة تستخدم الدين لأغراض سياسية، ولتنظيم يعتبر التفكير فيروساً لذلك «يفرمت» عقل المنتمين إليه للتخلص من هذا الفيروس ليجعلهم «اسطمبة» فى قالب السمع والطاعة.
استطاع الخرباوى هتك أسرار هذا المعبد بعد أن تعرف على الكهنة من قريب وافتضح أمرهم أمامه، بعد أن اكتشف أن الكذب عقيدة والخداع مبدأ والمراوغة جين وراثى، زلزلته الصدمة حين اكتشف كذب كبيرهم حين أنكر ما قاله فى معرض الكتاب بأنهم يتقربون إلى الله بالتنظيم الخاص، واكتشف كم الخداع المنظم المؤسسى حين عرف أنهم شطبوا هذه العبارة من تفريغ الكتاب ومن أشرطة الكاسيت والتصوير أيضاً لدرجة أنه ظن أنه يهذى وأنه قد سمع هلاوس وخيالات إلى أن اهتدى إلى شريط يؤكد صدق ما سمعه، هنا انتبه إلى قدرة الإخوان الفذة على تنفيذ وصية ميكافيللى «الغاية تبرر الوسيلة» مهما تلوثت هذه الوسيلة بالكذب والخداع.
سياحة الخرباوى فى دروب ومسالك هذا المعبد الذى تسكنه الخفافيش سياحة ممتعة على قدر الرعب الذى يكشفه لك المرشد السياحى ثروت الخرباوى، بالطبع مختلف عن المرشد بتاع المقطم. ستعرف ما هى خطة التمكين؟ وكيف اخترق الإخوان الأجهزة الحساسة فى الدولة؟ وما هو دور شكرى مصطفى زعيم التكفير والهجرة فى صياغة وجدان وعقل الإخوان الجدد؟ وما هى العلاقة الفكرية بين حسن البنا والفكر الوهابى عند نشأة مملكة عبدالعزيز؟ وما هى علاقة الماسونية بالتنظيمات السرية ومنها الإخوان؟ ماذا كان الإخوان يفعلون فى النقابات؟ ماذا حدث بعد وفاة عمر التلمسانى وكيف صعد هذا الجيل الذى يحكم الإخوان حالياً؟ وما هو سر الرضا الأمريكى السامى عن الإخوان وماذا فعلوا عبر قنوات متشعبة للحصول على هذا الرضا؟؟...إلخ.
حادثة قتل الإخوانى سيد فايز بيد الإخوان تلخص الحالة وترصد الجوهر، علبة حلوى بداخلها قنبلة قتلت الإخوانى الخارج المرتد من وجهة نظرهم، والأكثر بشاعة أنها اغتالت ابنته الطفلة الزهرة البريئة التى تصورت أن الإخوان من الممكن أن يهدوها علبة الحلوى، هل سيكون مصيرنا مثل مصير هذه الطفلة البريئة إذا صدقنا أن الحداية من الممكن أن تلقى بالكتاكيت والمن والسلوى وعلب الحلوى فيفاجئنا الديناميت الساكن فى حلاوة المولد اللى صاحبه غايب، أقصد اللى صاحبه غالب؟!.