كلنا عبدالفتاح السيسى

قلنا «مؤامرة».. قالوا إننا «مرضى»، وظلوا على موقفهم حتى بعد أن تساقط الإقليم دولةً وراء الأخرى، وأفلتت مصر بمعجزة: بشعبها المعاند وجيشها المقدس، وخلاصة الاثنين.. عبدالفتاح السيسى.

قلنا إن مصر تخوض حرباً شرسة ضد دول عظمى ودول تافهة، وضد أجهزة مخابرات، وضد ميليشيات كافرة، وضد عملاء داخليين.. فقالوا إنها حجة البليد، الفاشل، وظلوا على موقفهم حتى أصبحت مصر كما ترى على حافة هاوية، ولم يعد خافياً على أحد أنها مستهدفة، ولن تهنأ باستقرار.

فى الأشهر القليلة الماضية زادت حدة الانتقادات للرئيس السيسى، وكانت كلها تتعلق بأوضاع الداخل، وبلغت حدة هذه الانتقادات ذروتها فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إذ قيل فى تفسير عزوف الناخبين إن شعبية الرجل تتراجع بصورة مقلقة. كان السؤال المحير حول ذلك التفاوت الهائل بين أداء الرئيس فى الملفين الخارجى والداخلى!. كان لغزاً بحق، ولم يكن فى مقدور أحد أن يفهم سر اهتمام الرئيس بالملف الخارجى، فيما اكتفى الرئيس نفسه بإشارات وتلميحات يفهم منها أن المسألة الاقتصادية جوهر هذا الاهتمام.

الحقيقة أن الرئيس كان مدركاً أكثر منا جميعاً أن مصر تواجه «مؤامرة» شرسة، بسبب إفشال مخطط التقسيم الذى بدأ فى 25 يناير 2011. وكان يحاول بكل طاقته -متحملاً انتقادات الداخل وإهاناته أحياناً- أن يقطع الطريق على أطراف هذه المؤامرة.. أن يذهب إليهم فى عقر دارهم.

حقق الرئيس نجاحات لا تخطئها عين فى هذا الصدد، وشهد له الجميع بأنه أدار معركة الخارج بكفاءة، ومن دون أى أخطاء تقريباً. لكن «الخارج» لم يستسلم، ويبدو أنه لن يستسلم. لقد قرر الغرب وحلفاؤه الإقليميون أن يواصلوا ضغوطهم على مصر؟!. ابتكر سبلاً وتكتيكات جديدة لمواصلة حربه الضارية ضد الدولة المصرية وكسر شوكتها. واصل دعمه لعصابة الإخوان الإرهابية، وسلط إعلامه القذر لتشويه صورة مصر، وشن حملات ضارية ضد نظام الرئيس السيسى باعتباره «نظاماً قمعياً». بل لم يتوقف عن تبنى عملائه فى الداخل والدفاع عنهم. لكن المؤامرة تجلت بوضوح فى حادث الطائرة الروسية التى تحطمت مؤخراً فى سيناء. تعامل الغرب مع الأمر وفى نيته ضرب ما تبقى للسياحة المصرية من موارد، لذا شدد فى تقديره لأسباب انفجار الطائرة على احتمالية أن يكون هناك «عمل إرهابى»، وأقام الدنيا ولم يقعدها، حتى إن روسيا نفسها قررت تعليق رحلاتها الجوية، وهو ما أصاب المصريين بصدمة، إذ ليس بعد «بوتين» صديق لمصر.

لا ينبغى أن نُصدم لمواقف الغرب الجائرة ضد مصر. ففى عام 1999، أى قبل أن تكون المؤامرة واضحة كل هذا الوضوح، تم إسقاط طائرة مصر للطيران (الرحلة رقم 990) فى مياه المحيط خلال رحلة عودتها من نيويورك إلى القاهرة. كان على متن الطائرة 219 من أكفأ الضباط المصريين، بينهم «الحبشى والبطوطى»، إضافة إلى خبراء فى الذرة والبترول، ولم يخفَ على أحد وقتها أن الإدارة الأمريكية متورطة، أو ربما متهم رئيسى فى الحادث، وحتى الآن لم يتم إجراء أى تحقيق، فلماذا لا تطالب الإدارة السياسية فى مصر بفتح ملف هذا الحادث؟. وقبل خمسة أشهر تقريباً سقط 38 سائحاً برصاص الإرهابيين فى «سوسة» التونسية، ولم ترد أوروبا بمثل هذا الموقف. أرجوك يا سيادة الرئيس.. افتح تحقيقاً فى حادث طائرة مصر للطيران، فـ«العيار اللى ما يصيبش يدوش». افعل ذلك ونحن فى ظهرك. ثق فى شعبك وثق أننا ساعة الجد سنكون جميعاً «عبدالفتاح السيسى».

آن لعملاء الداخل أن يخرسوا إلى الأبد، وآن لمن ينتقدون الرئيس ويرونه مقصراً، أن يسكتوا قليلاً، وآن للطيبين وأصحاب الحق فى هذا البلد أن يدركوا جيداً أن مصر تواجه حرباً شرسة، قد تطيح ببلدهم وتحولهم إلى لاجئين وسبايا، وأن الخيار أمامهم: «السيسى.. أو الكارثة». انتقاد السيسى فى هذا الظرف الحرج.. «خيانة» لاختيار توافقنا عليه. ننتقده لنحميه، ونناضل لكى ندفع شرور المتربصين وأذاهم عن بلدنا.. وعنه. أرجوكم.. لا تتوقفوا عن حب هذا الرجل ودعمه، ولا تلتفتوا إلى أكاذيب النخبة وسفسطاتها. قفوا كل صباح أمام مراياكم وقولوا: «كلنا عبدالفتاح السيسى».