محمد إبراهيم سليمان.. "وزير خلف القضبان الحديدية"
محمد إبراهيم سليمان.. "وزير خلف القضبان الحديدية"
محمد ابراهيم سليمان وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية
تلميذ جمال مبارك النجيب واختيار سيدة مصر الأولى لسنوات عديدة سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق حسني مبارك، الرجل الفولاذي الصارم الذي بدا أنه لم يهزه قلم أو ترعبه أزمة أو يزحزحه تغيير وزاري وإنما أقصاه فساد يديه، محمد إبراهيم سليمان الملقب بـ"الوزير المتهم".
تناولته الأقلام كثيرا منذ تركه منصبه كأستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس، حتى توليه منصبه الوزاري بوزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية عام 1993 إلى أن طالته يد التغيير في 2005 بعد 12 عاما شهد خلالها اتهامات جمة تكشفت مؤخرا، جاءت أبرزها قضية "أرض سوديك" والتي اتُهِمَ فيها بتخصيص أرض لشركة "سوديك" المملوكة لرجل الأعمال مجدي راسخ، بالمخالفة لإجراءات التخصيص القانونية على نحو تسبب في إهدار ملايين الجنيهات من المال العام.
وعلى الرغم من إلصاق تهم الفساد بوزارة الزراعة وحدها، إلا أنه بوصول "سليمان" لمنصب وزير الإسكان، كان الاستيلاء على المال العام في انتظار أهم وأخطر الوزارات المصرية والتي تتحكم وحدها في آلاف الكيلو مترات من أفضل وأجود وأغنى الأراضي بامتداد حدود مصر مترامية الأطراف.
وفي حين وجود الكثير من البلاغات المقدمة ضد سليمان في فترة توليه منصبه الوزاري، إلا أن قضيتي "الحزام الأخضر" و"أرض سوديك" كانتا قاسمة الظهر لفساده واليد التي نزعت ورقة التوت الأخيرة عن عورات "الوزير".
وكانت قضية "أرض سوديك" والتي قضت محكمة جنايات القاهرة اليوم عليه بالسجن المشدد 3سنوات، هي أول حجر يًلقَى في بحر فساد الوزارة، فبمجرد إلقاء الضوء عليها، استطاعت نيابة الأموال العامة العليا أن تقرر حبس إبراهيم سليمان 15 يوما على ذمة التحقيقات، بعد أن ألقت أجهزة الأمن القبض عليه من أحد قصوره، وإحالته للتحقيق في اتهامه للتربح للغير وتسهيله استيلاء شركة "سوديك" التي يملكها رجل الأعمال مجدي راسخ، والد زوجة علاء مبارك نجل الرئيس السابق على المال العام، حيث كشفت التحقيقات أن سليمان خصص لشركة "سوديك" قطعة أرض فضاء، بسعر يقل عن سعرها الحقيقي، ما تسبب في إهدار 600 مليون جنيه من المال العام، كما أن راسخ لم يقم بسداد 13 مليون جنيه قيمة رسوم التنمية المفروضة على الأرض.
"الوزير المتهم" من مواليد حي باب الشعرية، عاش في منزل مجاور لقسم باب الشعرية، والذي امتلك والده فيه محل موبيليا أمام مدرسة "خليل أغا" الثانوية، هكذا تحدث عنه محمد سعد خطاب الكاتب الصحفي في إحدى مقالاته بعد ثورة يناير بـ3 أشهر.