بروفايل| نيلسون مانديلا.. زعيم الحرية الأسمر
بروفايل| نيلسون مانديلا.. زعيم الحرية الأسمر
مانديلا
"رمز الحرية الأسمر" تميز ببشرة داكنة، وابتسامته العريضة التي رغم قوتها، لكنها تخفي ورائها شخصية مناضل حارب الاستعباد والتمييز بكل ما أوتي من قوة، ولم يخش لومة لائم، فضل حرية شعبه على حرته الشخصية، قضى أكثر من 20 عامًا في السجون ليظفر بحقوق شعبه من الظالمين.
المناضل "دوليهلاهلا" أو نيلسون مانديلا وهو الاسم الأشهر له، ولد في 18 يوليو 1918، سلك مسلك النضال منذ الصغر، وقرر أن يمحي فرة الاستعباد نهائيًا في بلاده، وأرسى مبادئ المعاملة وفق الشخص نفسه دون الأخذ في الاعتبار بشرته أو جنسه، وأطلق عليه اهالي قريته اسم "دوليهلاهلا" بمعنى "المشاغب".
ترعرع "محامي السلام" في قرية "مفيزو" بمنطقة ترانسكاي في جنوب إفريقيا، حتى بلغ مبلغ الشباب وأدرك من حينها أن الله ألقى على عاتقه مهمة تحرير عبيده من التمييز الأعمى، وكانت أهم القضايا التي شغلت عقل "مانديلا" هي التمرد للتخلص من نظام "الأبارتايد"، وهو ما يعني "الفصل العنصري"، فالسلطة في بلاده كانت محظورة على السود، وأن يتمتع بتقلدها أصحاب البشرة البيضاء فقط.
حقق "مانديلا" حلمه الذي تمناه منذ نعومة أظافره، والتحق لدراسة القانون في جامعة ويتواترسراند، وتدرج في المراحل التعليمية حتى أصبح محاميًا، وبدأ مشواره السياسي من خلال العمل في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، المعارض لسياسة التمييز العنصري عام 1944، وبعد مرور 8 سنوات، تولى مسؤولية جناح الشباب للحزب، وحينها افتتح أول مكتب محاماة يدافع عن ذوي البشرة السوداء في جنوب إفريقيا عام 1952، وهو نفسه العام الذي أصبح فيه نائبًا لرئيس الحزب.
حمل مانديلا شعار "حملة التحدي"، ليواجه التمييز العنصري، فيأتي رد الحكومة البيضاء بمنعه من مغادرة "جوهانسبرج" لمدة 6 أشهر، ما جعله يضطر إلى اللجوء للسلاح، خصوصًا بعدما تعرض متظاهرون سلميون سود للقتل أثناء تظاهرهم ضد العنصرية.
تولى "نيلسون" رئاسة الجناح العسكري لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وثارت احتجاجات في جنوب إفريقيا نتج بعدها حكم بالسجن 5 سنوات بتهمة التدبير للإضراب والسفر غير القانوني، ثم يواجه حكم آخر عام 1964 بالسجن مدى الحياة بتهمة الخيانة العظمى، والتخطيط لعمل مسلح، إلا أنه استطاع أن يحقق لشعبه الحرية الكاملة حتى تولى هو رئاسة جنوب إفريقيا ليصبح أول رئيس إفريقي لهذه الجمهورية، في مثل هذا اليوم، 5 سبتمبر عام 1994.