"الحرس الثوري".. عقيدة قتالية مختلفة و"الجعفري" كلمة السر
"الحرس الثوري".. عقيدة قتالية مختلفة و"الجعفري" كلمة السر
الحرس الثوري
هو كيان يمزج بين عمل أجهزة المخابرات والقوات المسلحة والميليشيات التى تتحرك بحرية على الأرض، إلا أن قلة الدراسات الجادة المتاحة عنه، مضافاً إليها مبالغات الغرب، ودعايته هو نفسه لحجم قوته وخطورته، قد جعلت من الحرس الثورى الإيرانى منطقة غامضة، شائكة، لا نعرف فيها شيئاً عن رجاله، كيف يفكرون؟ ما الاستراتيجية التى يتحركون بها؟ كيف يخططون لحماية مصالحهم وضرب مصالح غيرهم على الأرض؟ ما مدى قوتهم؟ والأهم ما نقاط ضعفهم؟ كانت تلك الأسلئة هى محور دراسة صدرت عن كلية الحرب الأمريكية حملت عنوان: «نقاط ضعف يمكن استغلالها لدى الحرس الثورى الإيرانى».تقول الدراسة: «الأهم أن فى قلب عقيدة الحرس الثورى الإيرانى تكمن فكرة الاعتماد على الحروب غير التقليدية، وغير المألوفة للجيوش النظامية الأخرى، لتعويض النقص فى القدرات التكنولوجية والقدرات القتالية التى تعانى منها إيران فى مواجهة جيوش الدول الأخرى، خاصة فى حالة حدوث أى مواجهات مباشرة من الناحية التقليدية بين إيران ودولة أخرى، وتتلخص هذه الفكرة الإيرانية عن الحرب غير التقليدية فى قهر إرادة الطرف الأقوى، وتقليل حماسه للاستمرار فى القتال، بدلاً من مواجهته عسكرياً بالطرق التقليدية».وتواصل الدراسة: «ولتحقيق ذلك يمكن لإيران أن تعتمد على عدم وجود قيادة مركزية موحدة لقواتها، وتوزيع وحداتها على الأرض للتغلب على التفوق الجوى المعتاد لأعدائها، وأن تعتمد على الأساليب غير التقليدية، خاصة العمليات الإرهابية للرد على أى هجوم ضدها، ثم تركيز كل قدراتها وضرباتها ضد نقاط الضعف الاستراتيجية لدى العدو، التى لا قد لا تكون عسكرية بالضرورة».وتتابع: «يعتمد الحرس الثورى الإيرانى أيضاً فى حربه على شن هجمات ضد العدو خارج ميدان المعركة، واستهداف ضرب الدعم والتأييد الشعبى للعدو فى داخل بلاده نفسها، من خلال حرب المعلومات والترويج لأخبار وشائعات تؤدى لهذا الغرض. وأخيراً، الاعتماد على التطرف الدينى وحس الاستشهاد لدى مقاتليه، وفى مايو ٢٠٠٤، لخص «حسين عباسى» رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية العقائدية فى الحرس الثورى بجامعة الإمام الحسين، فلسفة الحرس الثورى فى استخدام وتوظيف الإرهاب قائلاً: «إن العالم الإسلامى بحاجة للتفجيرات الانتحارية، أنا أحد من يضعون نظريات الإرهاب والعنف، نحن فخورون بالإرهاب الذى يجعل قواعد الكفر تهتز، لقد وضعنا يدنا على نقطة ضعف الولايات المتحدة وقمنا بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية، لقد تسببنا فى انهيار نمو الاقتصاد الأمريكى وسوف نتسبب فى انهياره تماماً».وتواصل الدراسة: «يعد كل من «حسن عباسى» و«محمد على جعفرى» مهندسى العقيدة القتالية الإيرانية التى تعتمد على الحروب غير التقليدية، وكان وصول «جعفرى» إلى قمة قيادة الحرس الثورى ودعم سلطته ونفوذه السياسى منذ ٢٠٠٩ دليلاً على دعم القائد الأعلى للثورة الإسلامية لطريقته وأساليبه فى المواجهة والقتال، ومن أجل تطبيق هذه العقيدة باستخدام هذه الأساليب، يحتاج الحرس الثورى الإيرانى إلى بسط نفوذه على الشعب الإيرانى باستخدام أساليب غير عسكرية لدعم قوته على المستوى القومى الداخلى، لا بد أن يحافظ الحرس الثورى أيضاً على قدرته لجر أى نزاع أو صراع مع دولة أخرى خارج حدود إيران من خلال اللجوء للأساليب غير التقليدية التى يجيدها، ويمكن القول إن أشهر وحدات الحرس الثورى، وهى «فيلق القدس»، هى أداة أساسية لتحقيق ذلك الهدف، ولدعم نفوذ الحرس الثورى بشكل عام خارج حدود إيران».