بروفايل| الوزير.. لكل مهمة مستحيلة.. رجل
بروفايل| الوزير.. لكل مهمة مستحيلة.. رجل
رئيس أركان الهيئة الهندسية، المشرف على أعمال مشروع القناة الجديدة
«مش عاوزك تسيب المكان هنا إلا لما المشروع دا يخلص فى سنة واحدة مش 3 سنين».. كان هذا أهم وأخطر التكليفات التى تلقاها ولم يرد عليها سوى بجملة واحدة: «عُلم وينفذ يا أفندم».. المهمة انتحارية بمعنى الكلمة وتحتاج إلى رجل من طراز خاص تعلّم وتربّى فى مؤسسة لا تعرف المستحيل فلم يجد أمامه سوى الموافقة دون تردد.. التكليف كان فى 6 أغسطس 2014 من رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى. وبالأمس وقف مَن تم تكليفه على قدميه معلناً أنه كسب التحدى المستحيل، اللواء كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، المشرف على الأعمال الهندسية لمشروع قناة السويس الجديدة، هذا القائد العسكرى ذو الملامح المصرية الأصيلة الذى قبل التحدى بلا تردد، حتى منحه ذلك التحدى الدخول إلى قائمة التاريخ الخاص بقناة السويس، التى احتفلت بها مصر فى حفل كبير شهده العالم كله.
«الوزير»، هو مهندس بدرجة مقاتل تخرج فى الكلية الفنية العسكرية الدفعة ١٧ فى الأول من يوليو عام ١٩٨٠، تخصص فى مجال الإنشاءات، وتدرج فى العمل داخل الهيئة الهندسية، والتحق بجميع الوظائف القيادية فى سلاح المهندسين بالقوات المسلحة، إلى أن وصل إلى مدير سلاح المهندسين، واستمر فى العمل به ٣ سنوات، وتم تكليفه رئيساً لأركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
رئيس أركان الهيئة الهندسية، المشرف على أعمال مشروع القناة الجديدة، أثبت أن المقاتل المصرى قادر على تحدى الصعاب، وأن السواعد المصرية تستطيع بناء بلادها بكل عزم وجهد، فمنذ أن حصل على التكليف بالإشراف على المشروع الجديد لم يتوانَ فى عمله أو ترك موقعه، اتخذ من موقع حفر القناة الجديدة بيتاً له، قضى عمله وحياته كلها يعمل أكثر من 18 ساعة يومياً يقضيها وسط العمال والرمال والكراكات وسيارات النقل، فالابتسامة لا تفارق وجهه، لا فرق بين عامل أو فنى أو مهندس، الجميع عنده سواء، فريق واحد يعمل لتنفيذ هدف ومشروع واحد، كانت سعادته الوحيدة عندما يتم حفر وإزالة متر من الرمال ليحل مكانه مياه القناة الجديدة.
كل يوم كان يستقبل اتصالاً من رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى ليطمئنه فيه على سير الأوضاع فى حفر القناة الجديدة، وفى كل مرة كان يثبت للرئيس أن اختياره كان فى محله، وكان «الوزير» يستقبل كل مكالمة من رئيس الجمهورية لتزيده إصراراً وعزيمة على إنجاز المشروع فى المدة المحددة وبأكمل وجه، ومن أهم أسباب نجاح «الوزير» فى مهمته التواضع والشعور بمن حوله من المشاركين فى المشروع، فكان يقاسم العمال طعامهم وشرابهم، كان دائماً ما يرفع روحهم المعنوية، وكان يخطب فيهم قائلاً: «احنا بنعمل إنجاز وطنى غير عادى وشرف لكل واحد فينا إنه يشارك فى مشروع كبير زى قناة السويس الجديدة، وكل واحد هيكون فخور باللى بيعمله».
الخبرة الهندسية التى تجاوزت 30 عاماً للواء كامل الوزير، الذى عمل فى سلاح المهندسين العسكريين ومساهماً فى الكثير من المشروعات التى أقامتها القوات المسلحة فى المحافظات المختلفة، فاده ذلك كثيراً ومنحه الكثير من الخبرات فى كيفية تطويع المعدات المشاركة فى حفر وإقامة القناة الجديدة ليحقق الإنجاز فى أقل من عام.
على أنه يبدو أن لـ«الوزير» بوابة أخرى للتاريخ وتحدياً جديداً سوف يخوضه، وهو ما أعلن عنه بنفسه، عن البدء فى العمل على إقامة العاصمة الجديدة، التى من المقرر البدء فيها خلال القريب العاجل، وكل ما يتمناه «الوزير» فقط هو «ساعتين راحة» ليبدأ العمل والإشراف على المشروع الجديد.