أزهريون تعليقاً على تصريحات "جمعة": "السيسى" فى مكانة "الأمير"
أعرب عدد من علماء الأزهر عن تأييدهم لتصريحات الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، التى قال فيها إن «الرئيس السيسى فى مكانة الأمير وعصيانه يعد عصياناً للرسول عليه الصلاة والسلام»، مستشهداً بقول النبى: «من أطاعنى فقد أطاع الله ومن عصانى فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعنى، ومن عصى الأمير فقد عصانى»، باعتبار أن لفظ «الأمير» أطلق قديماً على مَن يتولى شئون الحكم و«السيسى» فى مكانة الأمير، حسب «جمعة».
من جانبه، قال الدكتور أحمد على عجيبة، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن طاعة ولى الأمر واجبة فى إطار ما أمر الله ورسوله به، بحيث لا يكون مخالفاً لمنهج الله تعالى وتعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام، مصداقاً لقول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم».
وأضاف «عجيبة» لـ«الوطن» أن طاعة الحاكم واجبة ما دامت فى معروف وتتماشى مع تعاليم الإسلام السمحة ولا تتعارض مع الدين، وهناك مقولة سديدة فى هذا الأمر وهى: «لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق».
فيما قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الطاعة للحاكم واجبة ما دام يقوم على مصالح البلاد والعباد، لكن الحاكم يجتهد فى إصدار القرارات وإقرار المشاريع وقد يصيب أو يخطئ، فهو ليس معصوماً مثل الأنبياء، وبالتالى لا يجوز وضعه فى مرتبة الرسل والأنبياء، فالحاكم يجب عليه التشاور والنقاش مع أهل الاختصاص والخبراء فى أمور السياسة والاقتصاد وغيرها من المجالات، خصوصاً أن هناك مشاريع تتطلب التفاف الجماهير حول الحاكم ومنها قناة السويس الجديدة وشبكة الطرق والمواصلات الحديثة وخلافه.
واعتبر «الجندى» أن «ما ذهب إليه الدكتور على جمعة، من تشبيه السيسى بالأمير، وأن طاعته من طاعة الرسول يأتى استناداً لقوله تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)، وطاعة الحاكم واجبة شريطة أن تكون فى معروف، وليس فى معصية لله ورسوله، وفى الوقت الحالى ينبغى العمل على تكاتف الجميع ونبذ الخلافات جانباً، فالبلد لن ينهض إلا بسواعد أبنائه، وحتى تتحقق المشاريع القومية لا بد من العمل والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة».
وحذر «الجندى» من «خطورة الشائعات التى يروجها تنظيم الإخوان ضد الدولة، وخاصة فى سياق التقليل من أهمية المشاريع التى تبنى حالياً مثل قناة السويس الجديدة، فهم يريدون جر البلاد إلى الخلف، ولذلك جاء تشبيه الدكتور على جمعة للرئيس بالأمير الذى يجب طاعته للنهوض بالبلاد وتجنيبها ويلات الهلاك والدمار وإراقة الدماء». من جهته، قال الشيخ محمد البسطويسى، نقيب الأئمة، إن «طاعة ولى الأمر أو الحاكم واجبة طالما لم يأمر بمنكر أو ينهى عن معروف، كما أن الدكتور جمعة له كل الاحترام والتقدير، فما قاله نابع من غيرته على وطنه وأمته»، مشيراً إلى أنه «على العلماء دور كبير فى دعوة الناس للعمل والإنتاج وإيقاظ الضمائر، والابتعاد عن تأليه الحكام، فالرئيس السيسى يعمل ولا ينتظر وصلات إشادة أو مديح، وعلى العلماء دور كبير أيضاً فى تقديم الصالح العام على الخاص والدعوة للرئيس بأن يسدد الله تعالى خطاه ويرزقه البطانة الصالحة». من جانبه، قال الدكتور حامد أبوطالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن «تصريحات المفتى السابق صحيحة من الناحية العلمية، فالله تعالى أمرنا بطاعته وطاعة رسوله وولى الأمر ما دام لم يأت بأمر محرم أو يحلل حراماً أو يحرم حلالاً»، محذراً ممن سماهم «الموتورين»، ممن يفهمون النصوص وفق أهوائهم وليس بناء على الأحكام العلمية، فهؤلاء مرضى القلوب، وأنا أتوقع منهم تأويل تصريحات المفتى وإخراجها عن هدفها العلمى بغرض تشويه صورة رموز الدين وعلماء الأزهر، فضلاً عن خدمة مخططاتهم الشيطانية التى لا تمت للدين بأى صلة.
وقال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، إن «طاعة السيسى واجبة شرعاً لأنه يبنى البلاد ويقيم مشاريع قومية لخدمة المواطنين ورقى الوطن، فضلاً عن كونه غيوراً على دينه».
وأشار «مهنا» إلى أن «هناك حديثاً آخر للرسول يقول: (من أطاع أميرى فقد أطاعنى، ومن آذى أميرى فقد آذانى)، وفى موضع آخر يقول رسول الله: (أطيعوهم إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان)، ومن هنا فلا يجوز تعكير صفو الحكام ما داموا يرضون الله ورسوله، وليس أدل على ذلك من قيام سيدنا عثمان بن عفان بنقل الصحابى أبوذر الغفارى من أحد البلاد بعد شكوى معاوية بن سفيان من أنه يعكر صفو العباد، وأن عليه أن يحتفظ برأيه لنفسه». ولفت «مهنا» إلى أن «النبى يقول: (اسمعوا وأطيعوا ولو وُلى عليكم عبد حبشى)، ونحن نؤيد السيسى لأن آثاره تدل عليه، ونهنئه بافتتاح قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم، ولو لم يفعل إلا هذا لكفاه شرفاً، وعلينا أن نصبر معه ونجاهد فهو جعل لمصر سمعة عالمية، علاوة على اهتمامه بالأديان ورفض الأخلاق المبتذلة أو اعتداء أى إنسان على الدين، فلا اعتداء على كنيسة ولا مسجد وهذا ما أتى به الإسلام الصحيح».
ونوه «مهنا» بأن «الرئيس السيسى دعا مراراً إلى تجديد الخطاب الدينى من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، فى عصرنا الراهن، وتكرار تلك الدعوات لا ينم إلا عن رئيس محب لدينه ويريد نصره».