شيخ الفدائيين: "عبرت القناة مرتين.. ولم تصلني دعوة لحضور الاحتفال"
"محمد محمد خليفة".. أحد أبطال حفر قناة السويس، اشتهر في المحافظات المطلة على شط القنال بـ"شزام" كناية عن اسم بطل خارق في أحد الأفلام الإنجليزية القديمة، ولكونه أحد هؤلاء الخارقين في نظر أصدقائه أطلقوا عليه هذا الاسم.
بدأت وطنيته منذ نعومة أظافره في الرابعة عشر من عمره، فأثناء مروره بشارع السلطان حسين أحد أكبر الشوارع بمدينة الاسماعيلية، فوجئ بجنديين إنجليزيين يعتديان على امرأة، وفي لحظة مشاهدته للموقف، نهرته السيدة لعدم دفاعه عنها.
"فار الدم في عروقي وقتلت الجنديين وبعدها وهبت نفسي للدفاع عن الوطن" هكذا وصف "شزام" لحظة انطلاقه نحو فداء الروح والدم للوطن، وما أن ثار على الذل الذي كان يلاقيه أبناء بلده حتى لُقِبَ بـ"كوماندوز".
ومع اللواء 120 مشاة، حارب "كوماندوز" في 3 حروب؛ في حرب 1948 و1967 و 1973"، "عبرت القنال مرتين"، يقول "كوماندوز".
ولم يفت "شزام"، صاحب الـ91 عامًا المشاركة في تأميم القناة كموظف داخل هيئة قناة السويس، كما اشترك في جميع الافتتاحات التي شهدتها القناة.
بعث له محمود يونس، أول رئيس لهيئة قناة السويس ليكرمه بمكتبه الخاص على بطولاته، وكافأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بوظيفة داخل مبنى الإرشاد التابع لهيئة القناة دون طلب لهويته، وحينما سأله "كوماندوز" على السبب، رد ناصر قائلًا: "هويتك كمحارب تكفي".
وأسهب "شزام - كوماندوز" في سرد بطولاته قائلًا: "في فترة حكم الرئيس السادات وبالتحديد سنة 1975 افتتحنا القناة بعد ما طهرناها وعمقناها، وشاركت في العملية دي من خلال عملي بمبنى الإرشاد".
انتظر "كوماندوز" دعوته هذه المرة لحضور افتتاح هذا الإنجاز التاريخي، لكن "في الحرب مدعو بدافع حسه الوطني وفي الاحتفالات والمراسم الرسمية منسي".
"ما وصلتنيش دعوة لحضور الاحتفال بالقناة الجديدة" قالها "شيخ الفدائيين" بنبرة حزن ليعاتب بها الرئيس السيسي على عدم دعوته وعدم مكافأته لما قدمه من بطولات تشهد لها كل حبة رمل بسيناء وكل نقطة مياه في القناة.