بروفايل| "الوزير" مهندس برتبة مقاتل
«مش عاوزك تسيب المكان هنا إلا لمّا المشروع ده يخلص فى سنة واحدة مش 3 سنين».. كان هذا أهم التكليفات التى تلقاها طيلة حياته العسكرية، ولم يرد سوى بجملة واحدة: «عُلم وينفذ يا فندم».. شق قناة موازية لقناة السويس فى عام واحد مهمة صعبة جداً، ولم يجد اللواء كامل الوزير أمامه سوى الموافقة بدون تردد؛ هكذا تربى داخل المؤسسة العسكرية التى تدرج داخلها فى المناصب حتى وصل لمقعده رئيساً للهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
فى 6 أغسطس 2014، كان التكليف، واليوم هو على بُعد خطوات من تحقيق مراده، بعدما أشرف على عمل شاق، قاده الرجل العسكرى بالتزام، وقف على كل التفاصيل بنفسه، ولم يبرح موضعه بموقع الحفر حتى الانتهاء من المشروع، وشاهد أمامه السفن وهى تعبر ذلك المجرى الذى لم يكن قبل عام سوى صحراء جرداء.
18 ساعة يومياً اعتاد «الوزير» أن يقضيها وسط العمال والرمال والكراكات وسيارات النقل.. كان يقاسم العمال طعامهم وشرابهم ليرفع من روحهم المعنوية، بخبرة تعدت الـ30 عاماً، فالرجل عمل فى سلاح المهندسين العسكريين وساهم فى الكثير من المشروعات التى أقامتها القوات المسلحة فى المحافظات المختلفة.
«الوزير»، الذى يحلو للبعض أن يصفه بأنه «مهندس بدرجة مقاتل»، تخرج فى الكلية الفنية العسكرية الدفعة ١٧ فى الأول من يوليو عام ١٩٨٠، وتخصص فى الإنشاءات وتدرج فى العمل داخل الهيئة الهندسية والتحق بجميع الوظائف القيادية فى سلاح المهندسين بالقوات المسلحة إلى أن وصل إلى مدير سلاح المهندسين، واستمر فى العمل به ٣ سنوات حتى تم تكليفه برئاسة أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
اتخذ «الوزير» من منطقة الحفر بيتاً له، عاش فيها وسط العمال كما اعتاد فى كل المشروعات التى شارك فيها خلال خدمته بالقوات المسلحة، أو أشرف عليها خلال قيادته لأركان الهيئة الهندسية، لم يفارق موقعه فى مكان الحفر، كجندى لم يترك جبهته حتى النصر، حاول تذليل كل العقبات التى وقفت أمام المشروع، فاستطاع إزالة الألغام التى كانت تقابل العمال خلال الحفر، وتوفير الأمان والحماية لآلاف العمال وسط تلك الصحراء. ويومياً كان يستقبل «الوزير» اتصالاً من عبدالفتاح السيسى ليطمئنه فيه على سير الأوضاع فى حفر القناة الجديدة.
كان اللواء كامل الوزير «بوصلة» الالتزام فى موقع الحفر، سواء الالتزام المالى تجاه العمال والمهندسين، أو الالتزام فى التسليم والتسلم، والإشراف العام على عمليات الحفر، وتوفير كل سبل العمل دون هوادة ودون خوف فى ظل العمل فى صحراء سيناء على بعد خطوات من الحرب على الإرهاب. أمام «الوزير» فرصة كبيرة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه عندما يتم الإعلان عن إنشاء مشروع العاصمة الجديدة عقب افتتاح القناة.