يسألونى أينما حللت..البلد مش هاتتغيَّر؟..وأرد..فى تقديرى أن مصر "لن تتغير"..وإن شئنا التفاؤل أقول لن تتغيرلا للأحسن ولا للأسوأ..وأغلب ظنى أن حالها سيبقى على ماهو عليه حتى إشعار آخر..متى موعده؟ الله أعلم..وعندى الأدلة. دعونى أستدعى كلام الراحل حجازى أحد علامات فن الكاريكاتير المصرى،فى معرض تبريرقراره بالاعتزال والاعتكاف ببلدته بطنطا..قال اعتزلت لأننى منذأربعين عاماً أنتقد فى رسومى أوضاعاً اكتشفت بعدأربعةعقود أنها نفس المشاكل،فشعرت أننى لن أقدم أى جديد.. وهذا منذ أربعة عقود..تعالوا الآن نطل على مصر منذ نحوثمانين عاماً سنكتشف وياللعجب..أن البلد كما لوكانت فى حالة جمود تام!.
منذ أكثر من سبعين عاماً كتب العم الكبير بيرم التونسى ناقداً كل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية..لم يترك مجالاً إلاوقد رسم كل ملامحه شعراً..يكتب عن الاسعار والغلاء فى ذلك الوقت،فتشعر أنه يعيش اللحظة بيننا ويمشى معنا بالأسواق يقول: يادى الغلا اللى وَرَانا بالخرزانة/ والمَقْرَعَة لَمَّا هَرَانا وبقيناحمير..ويكتب عن جشع وغش التجار فتكتشف أن عِرْق الجشع والغش دَسَّاس يقول : الأكل والشرب فى إيد اللومانجية/ والطماعين اللى غَلُّوا الملح والميَّه/..حتى طفح المجارى الذى انتهى من كل بلاد العالم مازال الآن بمصركماكان من 70سنة، يقول بيرم..حارتنا زينة المجارى/ فى وسطها نهر جارى/بفَضْل مجلس بلدنا/ وفَضْل فِيض المجارى..كتب أيضاً فى الرشوة والمحسوبية والتسيب والانفلات الأخلاقى،ويكاد يكون صورة بالكربون مما نعيشه ونعانيه الآن.
دعونى أصحبكم إلى ختام خفيف برباعية من النوع"المسجَّل خَطَر" لعمنا بيرم.. يكشف فيها سفه الجبايةوالإنفاق الحكومى،بكرباج على قفا المجلس البلدى بالاسكندرية ..يقول: يامجلس اسكندرية طال عليك صَبْرى/ أكلمك بالرُّومِيكا وللا بالعِبْرى؟ / تاخُد فلوس الناس تبعتَر فيها عَ الكوبرى؟/ بَدَل ماتاخُد فلوس الناس تعالى خُد "كوبرى"!!!.