من مريضة إلى رحّالة.. «صباح» كعب داير على المستشفيات
انقلبت حياتها رأساً على عقب، من مستشفى إلى عيادة حكومية، كل يوم فى محافظة جديدة، أملاً فى وسيلة للعلاج من سرطان الكلى، تحصى أيامها فى الدنيا، وتنتظر الموت فى كل لحظة متمنية لو يأتيها أمر ربها وهى وسط أبنائها داخل بيتها بمحافظة البحيرة، بعيداً عن الرحلات المرهقة والشاقة إلى مدن ومحافظات بعيدة. «صباح محمد الجناينى» أنهت مدة إقامتها فى مستشفى الإسكندرية، بقرار من الأطباء لاستئصال الرحم، التشخيص الخاطئ دفعها للبحث عن مكان جديد للتشخيص والعلاج: «رحت مستشفى أسوان، ومستشفى تانية فى دمياط، بعدها أصبت بمياه فى القدم وعلى الصدر بسبب الحقن الغلط»، «صباح» مصابة بسرطان الكبد وتبحث عن علاج منذ 3 سنوات، اللجوء إلى أبواب معهد الأورام بدمنهور، حيث الرعاية العاجلة بحسب ما سمعت من دائرة أقربائها، كان خاطئاً إلى حد كبير: «بعد سنة ونصف من الانتظار بلغونى مفيش علاج لحالتى لأنه مش عندى تأمين صحى». السيدة الأربعينية سئمت من البحث، وباتت تدمن البقاء فى عنابر المستشفيات، من تعدد رحلاتها حسب وصفها: «لفيت من الإسكندرية لأسوان، 3 سنين بدور على علاج أو مستشفى يستقبلنى، لأن مش عندى أى تأمين صحى، لأنى مش موظفة وزوجى بيورنش أحذية، ويوم بيشتغل و10 من غير شغل»، نفقات العلاج الخاص بعيدة عن قدراتها: «مطلوب منى 3 جلسات كيماوى و5 أكياس دم، تكاليفها غالية جداً، بتمنى أموت أحسن من البهدلة دى».