بعد نفوق "جاموسة الأورمان".. السجن يهدد أرامل أسيوط
يعيش عدد من الأرامل بقرية "عرب القداديح" التابعة لمركز أبنوب في أسيوط، حالة من الحزن واليأس الشديد بعد أن أصبحوا مطاردين من الشرطة وقوات تنفيذ الأحكام عقب صدر أحكام قضائية ضدهم بالحبس وغرامة تصل إلى 10 آلاف جنيه بسبب القضايا التي رفعتها ضدهم جمعية الأورمان لنفوق "جاموسة الخير".
وأكدت غيطة مهدي أحمد حسن، أرملة، أن الجمعية تحولت من كونها عونا للأرامل إلى سبب في حبسهم، مشيرة إلى أنها كانت إحدى الحاصلات على "جاموسة" من الجمعية.
وتابعت: "حلمت بالسعد والهنا لكن الواضح أن الفقري يفضل طول عمره فقرى ..فبعد أن استلمت الجاموسة وكان الاتفاق أن أقوم بإطعامها والحفاظ عليها حتى تلد، حيث سيكون الوليد الصغير من حقي، وبعد مرور 3 سنوات تصير الجاموسة ملكا لي، ويمكنني التصرف فيها بالبيع والشراء حسبما أريد، وشاءت الأقدار بعد أشهر قليلة أن تمرض الجاموسة وتموت".
وأضافت غيطة: "أبلغت الجمعية متوقعة أن يرأفوا بحالتي ففوجئت بهم يقاضوني وصدر ضدي حكم بالحبس سنة في القضية 1504لسنة 2014م جنح أبنوب وللأسف تم تأييد الحكم بالحبس وأنا الآن مطاردة من الشرطة ولا أعلم ماذا أفعل وأين أذهب".
وأضافت "سلمين منصور أحمد منصور" 45 عاما، "أنا مطلقة ولدي 3 أبناء معاق وكل ما أتمناه أن أعيش وأرعى أولادي، مشيرة إلى أن جمعية الأورمان منحتها رأسي ماشية وشب حريقا بشهادة أهل القرية أتى على كل شيء، فأحضروا لي بديلا لهما فرفضت استلامهما ولكنهم أقنعوني بحجة استفادة الصغير المعاق من لبنها وسمنها على الأقل، ولقد توفيت واحدة بعد مرور شهر من استلامها، فقامت الجمعية بتحرير محضر ضدي حمل رقم 1139 لسنة 2014م لتتحول للقضية رقم 500 لسنة 2014م وصدر ضدي الحكم بالحبس 3 أشهر، وهم حاليا يساومونني بدفع مبلغ قدره 15 ألفا للتنازل.
وتابعت باكية: "أنا مطاردة واضطر إلى الهرب والمبيت داخل إحدى المدارس خشية القبض علي".
وأضاف "محمد علي خلف الله أحمد" من قرية القداديح في مركز أبنوب، "حصلت على جاموسة ونتيجة للحر الشديد نفقت وعلى الفور أبلغت "الشحات" مسؤول الجمعية بما حدث إلا أنني فوجئت دون سابق إنذار بصدور حكم ضدي بالحبس سنة ودفع غرامة 9 آلاف في القضية رقم 4615 لسنة 2014م جنح أبنوب.
وتابع: "ذنبي إيه في موتها ده الإنسان بيموت وأتحبس في جاموسة ماتت".
وأضحت هدى محمد أحمد الخرقاني، محامية تبنت الدفاع عنهم، أن هناك أكثر من 20 حالة بأسيوط ومراكزها صدرت ضدهم أحكام من قبل جمعية الأورمان، مشيرة إلى أن مثل هذه الحالات ستخفض من رصيد الجمعية في الشارع.
وطالبت الغارمات الرئيس عبدالفتاح السيسي والمهندس إبراهيم محلب بالوقوف بجوارهن وحل مشكلتهن مع الجمعية.
من جانبه، قال العميد حسن الشاذلي، مدير جمعية الأرمان بأسيوط، أنه عند تسليم الماشية للمستفيدين يتم التأمين عليها من قبل الطب البيطري للكشف الدوري وصرف العلاج لها، مع التنبيه عليهم بأن هذه الماشية صدقة جارية، ويجب عليهم رعايتها والاهتمام بها كأولادهم، غير أن بعض المستفيدين يهمل في رعاية هذه الرؤوس وآخرين يبيعونها، مشيرا إلى انتشار هذه الحالات في قرى بعينها دون أخرى مشيرا إلى أنه في حالة تساهل الجمعية مع المستفيدين المهملين يرفض الطب البيطري التأمين على الماشية، وأضاف أنهم رصدوا قبل ذلك حالة قامت بذبح رأس الماشية وباتفاق مع الطبيب البيطري استخرجت تقرير نفوق الماشية إثر مرضها.
وأوضح أنه عند تسليم الماشية يتم صرف بدل تغذية قيمته 400 جنيه لمدة 8 شهور حتى ولادة الماشية، ويستمر بعد الولادة بشهرين صرف مبلغ 230جنيه لتغذية "العجل الصغير" ويصبح بعد ذلك العجل ملك للمربى، وذكر أنه بالنسبة لحالة "غيطة" فهي قامت بشراء جاموسة بديلة للنافقة وبدأت في إجراءات الاستئناف وسيتم التنازل قريبا.
السجن يهدد أرامل وفقراء أسيوط بعد نفوق "جاموس" الأورمان
السجن يهدد أرامل وفقراء أسيوط بعد نفوق "جاموس" الأورمان
السجن يهدد أرامل وفقراء أسيوط بعد نفوق "جاموس" الأورمان
السجن يهدد أرامل وفقراء أسيوط بعد نفوق "جاموس" الأورمان
السجن يهدد أرامل وفقراء أسيوط بعد نفوق "جاموس" الأورمان