"الإهمال وصل لسابع جار".. "ياسمين" و"ثريا" طريحتا الفراش منذ الولادة
أصيبت سيدة في أوائل العقد الثاني من عمرها، بشلل نصفي وخلل بالأجهزة العصبية بالجسم، بعد إجراء عملية "ولادة قيصرية" بإحدى العيادات الخاصة، بمركز شبراخيت، بالبحيرة.
وعلل الأطباء إصابتها لخطأ طبيب التخدير الذي حقنها بمركز النخاع الشوكي، وما كان من الطبيب مالك العيادة وإلا ونقلها لإحدى المستشفيات الخاصة بمركز الرحمانية، وسافر بعدها مباشرة لأداء مناسك العُمرة.
وشهدت نفس القرية بمركز شبراخيت، واقعة مماثلة بالمستشفى العام بالمركز، بعد أن دخلت سيدة لإجراء عملية "ولادة قيصرية"، وقامت طبيبة أطفال بإعطائها حقنة التخدير، ما أدى لإصابتها بضمور بالمخ، وترقد حاليًا بمستشفى الصدر بدمنهور داخل قسم العناية المركزة تصارع الموت، فيما هربت الطبيبة المتسببة في الواقعة من المركز، خوفا من فتك الأهالي بها، خاصة بعد تجمهرهم وتحرير محضر ضدها بمركز الشرطة.
"الوطن" انتقلت إلى قرية "أورين" بمركز شبراخيت، ورصدت مدى المعاناة التي عاشتها الحالتين السابقتين، حيث أنهما جارتان في شارع واحد، وتعرضتا لنفس الإهمال الطبي.
وقال وليد عصران عبدالكريم طه، "تزوجت شقيقتي ثريا 21 عاما، منذ عام تقريبًا عاشت خلال هذه الفترة تحلم بالطفلة التي تملأ حياتها وتكمل فرحتها، وتمنت من الله أن تنجب طفلة في أول ولادة لها، وتحقق حلمها بعد أن كشفت أشعة السونار أن المولود أنثى".
وأضاف: "كانت تتابع أثناء فترة الحمل مع الطبيب "ب.م" والذي يملك عيادة خاصة بمركز شبراخيت، وقبل الولادة أخبرنا أنها تحتاج إلى عملية قيصرية، وعليهم أن يحضروا إلى مقر العيادة مبكرًا لإجراءها، معللًا ذلك بصدور قرار من وزارة الصحة، يمنع إجراء أي عملية داخل العيادات الطبية الخاصة، وأخبرنا أنها ستكون بأمان أكثر من المستشفى العام، خاصة وأن واقعة مماثلة حدثت لجارتها داخل المستشفى العام تسببت في تعرض حياتها للموت".
وتابع "وليد" "بالفعل ذهبنا في الساعة السادسة صباحًا بصحبة زوجها، لإجراء العملية المقررة، وعقب الولادة خرجت شقيقتي فاقد الوعي تمامًا، وهو ما أثار الشكوك لدينا، ولم نعرف ما جرى من طبيب التخدير، وقال لنا الطبيب عليكم أن تنقلوها إلى مستشفى خاصة لتلقى العناية المركزة بداخلها، نظرًا لمرضها، ولم يخبرنا في بداية الأمر عن سبب مرضها، بالفعل تم نقلها إلى مستشفى خاصة بمركز الرحمانية.
وأضاف: "الأطباء أصدروا تقريرا طبيا يوضح ما تعرضت له "ثريا" أثناء الولادة، وكانت المفاجأة حينما ورد بالتقرير إصابتها بميكروب شديد في الرئة، بسبب عدوى تعرضت لها داخل العيادة، وهو ما زاد ألمها ومعاناتها".
واستكمل "وليد" كلامه قائلًا: "قمنا بتحرير محضر ضد الطبيب المعالج وطبيب التخدير، برقم 3239 إداري مركز شرطة شبراخيت، وذكرنا الواقعة كاملة بالمحضر وأرفقنا التقرير الطبي الخاص بالحالة، وكانت المفاجأة عندما عرفنا أن الطبيب المذكور سافر إلى السعودية لأداء مناسك العُمرة، تاركًا الحالة التي تسبب في شللها تصارع الموت.
وفي منزل "ياسمين عاطف موسى المرشدي" 20 عاما، ضحية الإهمال الطبي بمستشفى شبراخيت العام، قال "محمد أبو خشبة" زوجها، "لم أترك شيئًا من أثاث منزل الزوجية إلا وقمت ببيعه للإنفاق على زوجتي التي دخلت المستشفى العام لإجراء عملية ولادة قيصرية، وخرجت منها بضمور في المخ وورم بجميع أجزاء الجسم.
وأضاف: "طبيبة الأطفال أعطتها حقنة التخدير، كما لو أن نسائنا أصبحن فئران تجارب، وبعد الحادث قمنا بنقلها إلى إحدى المستشفيات الخاصة أملًا في الشفاء السريع، وعندما طال الأمر أكثر من 10 أيام، بعت خلالهم كل ما أملك طلبت تحويلها إلى مستشفى حكومي، بالفعل تم تحويلها إلى مستشفى الصدر بدمنهور، وحتى هذا الوقت وزوجتي في غيبوبة بسبب إصابتها بمياه على الرئة وتحت الجلد وضمور في المخ وشلل في الأطراف، وعلى الرغم من تعاطف جميع الأطباء بالمستشفى العام معنا إلا أن مديرية الصحة لم تعط الضحية حقها، فالطبيبة المتسببة في الواقعة كانت تمارس عملها بالمستشفى، وتغيبت بعد ملاحقة أهالي القرية لها لتكون بعيدة عن الأنظار، وقمنا بتحرير محضر بمركز الشرطة رقم 3073 إداري مركز شبراخيت.