تجمهر أهالي 9 قرى بالبحيرة بسبب انقطاع المياه منذ 2011
تجمهر أهالي 9 قرى بالوحدة المحلية بسيدي غازي، بالبحيرة، أمام سيارة المياه "فنطاس"، والتي تنقل المياه بعد انقطاعها منذ عام 2011.
ونشبت العديد من المشاجرات بين الأهالي بسبب أولوية الحصول على المياه، مؤكدين أن السيارة التي من المقرر تواجدها يوميًا بالقرية تأخرت عن موعدها 3 أيام ما اضطرهم إلى استخدام مياه الترع والمصارف في الاستحمام، وشراء مياه معدنية بأسعار باهظة للشرب.
وأشار الأهالي الذين يتجاوز تعدادهم 10 آلاف نسمة، إلى أنهم تقدموا بالعديد من المذكرات والشكاوى إلى المسؤولين بالمحافظة وشركة مياه الشرب والصرف الصحي، لزيادة نسبة المياه التي تختفي منذ شهر أبريل حتى شهر نوفمبر من كل عام، مرجعين السبب إلى عدم وجود محطة رفع تضخ المياه داخل المواسير الرئيسية الموصلة للقرى.
واشتكى أهالي قرى "الربعمائة البحرية، دُرنيس، مرتانة، شارلو، ناصر، العمرية، شارلو الكبرى، الربعمائة القبلية، شارلو الصغرى" التابعين للوحدة المحلية لسيدي غازي، من نقص المياه لأكثر من شهر في العام، بسبب زيادة السحب على المياه في شهور الصيف، مؤكدين أن الأزمة زادت مع بداية شهر رمضان من هذا العام، ما دفع الأهالي إلى شراء "جراكن" مياه الشرب من المدن المجاورة، وهو ما يكلفهم مبالغ باهظة ويزيد العبء على كاهلهم، وكثيرًا ما تحدث مشاجرات أمام سيارة نقل المياه التي ترسلها شركة مياه شرب البحيرة.
وقال مصطفى النجار، محام، "بدأت الأزمة منذ عام 2011 حينما تقدمنا بشكوى من ضعف المياه خاصة في فصل الصيف، وبناءً عليه قامت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالبحيرة، بالشروع في ربط خط المياه الخاص بسيدي غازي بخط أبو المطامير، لتوفير وهو ما يوفر المياه بغزارة بالقرى المذكورة، وأثناء ذلك اعترض عدد من أهالي مركز أبو المطامير على أعمال التوصيل، ورشقوا فريق العمل المُكلف من قبل شركة مياه البحيرة بالحجارة، واحتجزوا الحفار الخاص بالشركة، ونظرًا للظروف التي كانت تمر بها البلاد في ذلك الوقت من قيام الثورة وما أعقبه من انفلات أمني وتخبط بجميع الأجهزة بالدولة، فبقي الوضع على ما هو عليه حتى الآن، وننتظر حل الأزمة التي منعت وصول المياه إلى جميع المنازل في فصول الصيف".
وقال عبده أبو المكارم، موظف بالمعاش، "تسبب انقطاع المياه في انتشار الأمراض بين الأهالي بالقرى المذكورة، بالإضافة إلى حالة الشلل التي أصابت الوحدات الصحية، والمخابز والمطاعم الموجودة بها، ونفوق الطيور وانتشار الأمراض بين المواشي بسبب استخدام مياه المصارف المختلطة بالصرف الصحي، وهو ما انعكس على صحة المواطنين".
وتابع: "زادت الأزمة مع حلول شهر رمضان، ونشبت العديد من المشاجرات بين السيدات اللاتي يتزاحمن أمام سيارة نقل المياه الخاصة بشركة مياه الشرب "الفنطاس"، كما تحدث حالات إغماء بسبب شدة الزحام، لافتًا إلى أن الأهالي اضطروا إلى استخدام مياه الإرتوازي والطلمبات الحبشية التي لا تصلح للشرب.
وقالت عائشة مبروك، ربة منزل، نعيش في العصور الوسطى بسبب انعدام المياه، ونطالب محافظ البحيرة، والجهات الأمنية، التدخل السريع لحل الأزمة التي لحقت بكل منزل بالقرى المذكورة، مشيرة إلى أن الأطفال أصيبوا بالأمراض الجلدية بسبب ندرة المياه واستخدام مياه الترع في الاستحمام، وهو ما يلجأ إليه الأهالي بعد تأخر سيارة المياه، التي هي المصدر الوحيد لمياه الشرب، والتي يقوم الأهالي بدفع قيمتها مقدمًا لشركة مياه الشرب، التي استبدلت خدمة توصيل المياه للمنازل عن طريق المواسير، بهذه السيارة التي من المفترض أن تحتضر يوميًا لسد احتياجاتنا من المياه، إلا أن تأخرها يخلق أزمة جديدة، بالإضافة إلى المشقة والعناء التي يتعرض لهم سكان سيدي غازي.
وقال مصادر لـ"الوطن" أن شركة مياه الشرب بالبحيرة، خاطبت الجهات الأمنية بالمحافظة بتاريخ 3 سبتمبر 2013 للمطالبة بتمكينها من تنفيذ الربط المذكور، إلا أنها لم توفر التأمين المطلوب للتنفيذ، كما صدر خطاب من الوحدة المحلية رقم 222 بتاريخ 23 فبراير 2014 بتمكين شركة مياه الشرب من ربط الخطين محل الأزمة، وأخطرت الجهات المختصة لتنفيذ ذلك ولم يتم التنفيذ حتى الآن، وأكدت المصادر أن مديرية أمن البحيرة رفضت تأمين تنفيذ القرار الخاص بحل الأزمة معللة الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد.