رغم معارضة الأثريين.. بدء أعمال هدم فيلا عفيفي التراثية بالإسكندرية
فوجئ أهالي منطقة ستانلي شرق الإسكندرية، ببدء أعمال هدم الأرضيات والنوافذ لفيلا عفيفي التراثية الكائنة برقم 72 شارع مسجد الهدايا، رغم مناشدات المبادرات المهتمة بالتراث المعماري لمحافظ المدينة، هاني المسيري، عدم هدمها حفاظا على المباني التراثية.
وبدأ عُمّال البناء بإزالة الأرضيات وجميع المنافذ من الفيلا، التي تحاصرها القمامة والتي تحولت إلى خرابة بعد الإهمال، تمهيدًا لهدمها في غياب من الأجهزة التنفيذية للمحافظة.
وقال الحاج أحمد السيد، حارس إحدى العقارات المجاورة، "إن الفيلا مهجورة وكان عليها خلاف بين المالك والآثار، وتركت لسنين وبعد ما خرجت من التراث أصبحت خرابة والقمامة تحاصرها، وفوجئنا بالبدء في أعمال الهدم عن طريق خلع الشبابيك والأبواب والأرضيات".
وناشدت مبادرة أنقذوا الإسكندرية، المهتمة بالتراث المعماري، هاني المسيري، محافظ الإسكندرية، بمنع هدم فيلا عفيفي التراثية خاصة وأنها كانت مدركة في قائمة التراث المعماري المميز بكود رقم 1208 قبل خروجها.
وأكدت المبادرة في بيانها، أن القمامة والإهمال تحاصر الفيلا وهناك مساعي في حي شرق التابعة له الفيلا لإصدار رخصة للهدم لأحد ملاك هذه الفيلا التراثية، وذلك بعد خروجها من مجلد التراث المعماري في عام 2013.
وقال المهندس محمد أبو الخير، أحد أعضاء المبادرة، لـ "الوطن" إن المبادرة تطالب المسيري بالتدخل الفوري والشخصي العاجل، لمنع هدم هذا الفيلا التراثية التي خرجت من مجلد التراث المعماري، حفاظًا على التراث المعماري للمدينة الذي مازال في خطر، واستخدام رؤساء الأحياء الضبطية القضائية في وقتها.
يذكر أن فيلا عفيفي، كانت مدرجة في قائمة التراث ضمن المباني ذات الطابع المعماري المميز، كود رقم 1208، وتابعة لرئاسة الجمهورية، كما أنها تقع في منطقة حفاظ على التراث "رقم 6055" مما يعني وجوب الحفاظ على التناسق المعماري والعمراني للارتفاعات والعناصر المعمارية بالمنطقة.
وتقدم ملاك الفيلا بتظلم لحذفها من مجلد التراث المعماري، والذي تم رفضه من قبل لجنة الحصر وأكدت اللجنة ضرورة الإبقاء على العقار في سجلات الحصر مع رفض التظلم المقدم عنه، إلا أنه تم حذفها من القائمة بموجب قرار وزير الإسكان رقم 577 لسنة 2013، والمنشور في الوقائع المصرية في 14 ديسمبر 2013.
كانت مبادرة أنقذوا الإسكندرية، أرسلت عريضة حول أزمة التراث المعماري في المدينة إلي المحافظ فور توليه المنصب، وذلك لمحاولة إنقاذ التراث المعماري التي خرجت من مجلد التراث، عرضت الحلول المقترحة للقضاء على هذه الأزمة نهائيًا.
وأكدت "المبادرة" في بيان صدر عنها، أنه لا يوجد أي رد أو استجابة لما تضمنته العريضة من حلول، ولا تزال نفس الملابسات تتكرر بتفاصيلها دون اتخاذ ما يلزم لحماية المدينة ومقوّماتها التراثية التي لا تعوض من الاندثار، منوهين على أن ما تخسره الإسكندرية من التراث العمراني الذي حدد طابعها ومعالمها عبر السنين لا يمكن تعويضه.