سامى عبدالعزيز: تغطية «الإعلام» افتقدت للإحساس الوطنى وتقدير خطورتها
قال الدكتور سامى عبدالعزيز، الخبير الإعلامى وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الإحساس الوطنى وتقدير خطورة ونوعية المعارك الإرهابية الدامية التى شهدتها سيناء، صباح الأربعاء الماضى، غابا عن تغطية وسائل الإعلام فى مصر، خاصة لاعتمادها على مصادر أجنبية.. وإلى نص الحوار:
■ ما وصفك للتغطية الإعلامية لأحداث سيناء الأخيرة؟
- التعجل والتسابق فى نشر أخبار دون التأكد من صدقها ومن مصادرها الرسمية شىء يدعو للحزن، خاصة أن لدينا إعلاماً عسكرياً ينقل الحقيقة للشعب فى الوقت المناسب، وبمعلومات مؤكدة وموثقة، وغاب عن التغطية الإعلامية لمواقعنا الإخبارية، وصحفنا، ومختلف وسائل الإعلام، الإحساس الوطنى وتقدير خطورة ونوعية هذا النوع من المعارك الإرهابية للجماعات التكفيرية التى تستهدف جيشنا وبلدنا.
■ ما تعقيبك على نقل الكثير من المواقع الإخبارية الأحداث من وسائل إعلام أجنبية؟
- اللجوء للمواقع الأجنبية الممولة التى تستهدف ثقة الشعب المصرى كان خطأ مهنياً ومتعمداً من البعض، نظراً لأن معظمها اعتمد على معلومات مفبركة وصور قديمة غير حقيقية ومفتقدة للدقة، وحينما جاءت الصور الحقيقية وإعلان الشئون المعنوية التابعة للقوات المسلحة مقتل ما لا يقل عن 100 إرهابى وتدمير عدد كبير من العربات التى كانوا يستقلونها أثناء هجماتهم الإرهابية، أسكتت كل الألسنة. وما حدث خطأ كبير، ودرس أرجو ألا يتكرر وعلينا تأكيد الثقة فى الإعلام العسكرى والاعتماد على البيانات الرسمية كمصدر أساسى لنشر معلوماتنا وأخبارنا.
■ وماذا عن الأخبار المتضاربة والمستمرة التى كانت عن أعداد الشهداء من الجنود المصريين؟
- بدءاً من الساعة الثامنة مساء يوم الأربعاء الذى شهد تلك الأحداث الإرهابية، ومع اتضاح الحقيقة وإعلانها من قبَل قواتنا المسلحة، وسيطرة الجيش المصرى، ونشر الأعداد الحقيقية للشهداء، أصبحت الصورة أكثر وضوحاً، وتأكدت النتيجة المبهرة للجيش المصرى ضد الإرهاب.
■ ما ملاحظاتك على التغطية الإعلامية للأحداث؟
- فى وقت الحروب لا بد أن يتعلم الإعلام الانضباط ويصبح الالتزام المهنى ضرورة، ونشر قواتنا المسلحة لأصوات الاستغاثة للإرهابيين، وتوضيح الضربات القاتلة لهؤلاء أسكت الإعلام العالمى الذى افتقد الدقة والمهنية، بما يستهدف النيل من جيش مصر، كما أن الموقع الرسمى لوزارة الدفاع نشر تسجيلات مع الجنود المصريين المصابين فى أحداث سيناء الأخيرة، تروى بطولاتهم وبطولات زملائهم الشهداء فى مواجهة الجماعات الإرهابية التكفيرية وتكبيدهم خسائر ضخمة، وتأكيدهم عزمهم على العودة لسيناء.
■ وما الحل لعدم تكرار ما حدث من قبَل وسائل الإعلام خاصة أن الجيش مؤسسة تتسم بالحساسية؟
- الحل يكمن فى القانون، ثم القانون، وتطبيقه بصرامة وبمنتهى الحزم ضد أى وسيلة تتناول أى معلومات عن المؤسسة العسكرية دون الرجوع إلى الجهة المسئولة، وما حدث فى سيناء مؤخراً كان حرباً من نوع خاص، وتطبيق القانون بكل حذافيره على وسيلة إعلامية تنشر أخباراً غير موثقة أياً كانت، وعلى الجميع مراعاة الضمير المهنى ولو للحظات يستيقظ فيها حرصاً على أمن ومستقبل هذا الوطن، وكذلك الدعوة إلى تنظيم ندوة بين الشئون المعنوية ووسائل الإعلام المختلفة لشرح مفاهيم الإرهاب فى مقابل الحروب التنظيمية.