أهالى شهداء البدارى ومنفلوط: "ولادنا راحوا فدا مصر"
رغم استشهاد ابنه فى سيناء خلال المعارك التى خاضها الجيش ضد عناصر تنظيم بيت المقدس الإرهابى، فإن والد الشهيد المجند مصطفى بهجت حسن، وقف قوياً معتزاً بنجله البطل. وقال الأب بهجت حسن إبراهيم، والد الشهيد مصطفى من قرية قاو النواورة، مركز البدارى، إنه تلقى منه اتصالاً هاتفياً الأسبوع الماضى، وطمأننا بقوله: «سيبوها على الله وكل واحد بياخد نصيبه»، وأضاف: علمت بخبر استشهاده من مجلس مدينة البدارى بعد أن أبلغتهم المحافظة بالخبر، وتلقيته محتسباً وصابراً وراضياً بقضاء الله، وكلنا فداء الوطن، وكل ما أطلبه أن يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسى والجيش محاربة الإرهاب لعودة الأمان إلى مصر، وأطالب القوات المسلحة بأن تساعدنى فى السفر لأداء عمرة لنجلى برفقة والدته خلال شهر رمضان، وإطلاق اسم ابنى على مدرسة النواورة للتعليم الأساسى والتى تلقى تعليمه الإعدادى بها.
وقال محمد أبوعين، أحد أقارب الشهيد، إن الشهيد كان يتمتع بالخلق الحسن، ومحبوب وسط أقرانه بالقرية وجميع أهل القرية يشعرون بالفخر، ويحب الخير لجميع الناس ووالده رجل مؤمن وخلوق، مطالباً الرئيس السيسى بتلبية أمنيات والده وبأن يواصل الجيش والشرطة محاربة الإرهاب وتطهير سيناء الحبيبة، مختتماً حديثه: «نموت جميعاً وتحيا مصر».
وفى قرية بنى عدى التابعة لمركز منفلوط، سادت حالة من الحزن بين أهالى القرية لاستشهاد المقدم «أحمد عبدالعليم دردير العياط»، فيما انتظر الأهالى وصول جثمان الشهيد للصلاة عليه ودفنه بمقابر الأسرة.
وقال أحمد العياط، نجل عم الشهيد، إن الشهيد متزوج ولديه طفل «عمر»، 5 سنوات، وهو يعيش فى القاهرة، ووالده يعيش فى إسنا بمحافظة قنا، ولكنه لم ينقطع عن القرية بالزيارات أبداً، مشيراً إلى أن آخر زيارة له للقرية كانت منذ 6 أشهر، وكان دائماً فى نهاية أى زيارة يسلم علينا كأنه يودعنا وكان يقول إن الوضع غير مستقر، وربنا يكتبنا من الشهداء، ويضيف أن والده ذكر أنه اتصل به قبل استشهاده وأخبره بقلقه عليه، فطمأنه وكانت روحه المعنوية مرتفعة جداً وطلب منه أن يدعو له ولبلادنا مصر.
أما عمر نجل الشهيد، والذى لا يزال طفلاً، فقال: «بابا وحشنى، واستشهد وهو صايم وأنا مش بخاف، أنا بحب بلدى وهطلع ظابط زى بابا».
من جانبه قال عبدالحكيم العياط، عضو مجلس الشورى السابق، ونجل عم الشهيد، إن الشهيد كان محبوباً من أهالى القرية، وكانت مقولته الشهيرة أن يؤدى رسالة فى الدنيا ليس أكثر، والشهيد هو الأوسط بين أشقائه حيث لديه اثنان من البنين، و3 من البنات ومتزوج ولديه ابنه الوحيد «عمر» ووالده يعمل مهندساً زراعياً بمحافظة قنا. وفى السياق ذاته، قال المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، إن شهداء المحافظة المجند مصطفى بهجت حسن إبراهيم من مركز البدارى، والشهيد المجند عماد سعد محمد على من مركز القوصية، والشهيد المقدم «أحمد عبدالعليم دردير العياط» من مركز منفلوط، الذين راحوا ضحية العملية الإرهابية التى استهدفت عدداً من الأكمنة بالشيخ زويد ورفح أمس الأول، هم فخر وعزة لمصر كلها، ولأسيوط التى أنجبتهم وستظل تضحياتهم أحرفاً من نور تسطر فى تاريخ مصر وشعبها العظيم.
وأكد المحافظ أن بابه مفتوح لكل أسر الشهداء فى أى وقت، مشدداً على أن الدولة لن تنسى لشهدائها الأبرار من رجال القوات المسلحة والشرطة تضحياتهم فى سبيل وطنهم الغالى، والذين ضحوا بأرواحهم من أجله.
وقال المحافظ إن حق الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن سيأتى بعزيمة رجال مصر البواسل إخوانهم فى القوات المسلحة وسيقتص رجال جيشنا العظيم من كل الإرهابيين الذين يتطاولون على مصر، ويريدون ترهيب أهلها، وأعرب المحافظ عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الشهداء والدعاء بأن يتغمدهم الله بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.