كلمة «واضربوهن» اللى فى القرآن اللى الزوج فاهمها بقفاه هى حجة عديم الرجولة فاقد الإنسانية اللى بيقنع نفسه بيها إنه مش غلطان وإنه راجل عارف ربنا والشريعة مبهدلاه لما يمد إيده على مراته.
لكل زوج معتقد إنه بيقيم شرع الله لما «بيضربوهن».. أرجوك حاول تفهم كلامى.. عايزاك تعرف إن مراتك بتبقى كارهاك إنت بالنسبة ليها بتبقى شىء منتهى الصلاحية حاجة كده زى «نص اللمونة» اللى فى رف التلاجة، بنخاف نرميه بس فى نفس الوقت مبنستخدمهوش لأننا بنقرف منه.. ضربك وإهانتك لمراتك بيخليك تنتهى من حياتها بتبقى اخترت لنفسك خانة «فراغ» فى قلبها وعينها. آه، بتفضل مراتك بحكم أن أهلها بيقنعوها بأن كل الرجالة كده! وبيقولولها «استحملى يا بنتى وهو الجواز كله كده وبكرة ربنا يهديه ده كمال جوز خالتك كان كده وخالتك صبرت واهو ربنا هداها واتعودت»، هى اللى ربنا هداها واتعودت! إنما هو لا من العشرة المبشرين بالجنة لأنه راجل مصرى!
للشىء اللى بيهين مراته.. خلينى أوريك الصورة كاملة يمكن تحس! مراتك اتخانقت معاك وصوتها على، إنت اتعصبت فضربتها.. نمت إنت أما هى ففضلت تعيط من وجع الضرب ومن وجع حزنها.. خلص الليل ورن المنبّه قامت مسحت دموعها بإيدها اللى بتترعش وخبت الكدمات اللى مالية وشها بـ«ميك أب»، لبست الإسدال عشان تدارى زرقان جسمها وجريت تصحى الولاد وتلبسهم وتوصلهم وتروح عالشغل تستحمل تلميحات زمايلها عن أنها شكلها واخدة «علقة سخنة»، وترجع تاخد الولاد من المدرسة وتكمل يومها وتفضل عايشة بتحاول تلاقى مكان لابتسامة فى وشها اللى الكدمات بتزاحم بعضها فيه عشان ولادها ميزعلوش على زعلها وعشان أهلها لما يشوفوها ميزعلوش من ظلمهم ليها بقرارهم إنها «تستحمل وتصبر».. يخلص اليوم وتعشى الولاد ويناموا.. ترجع إنت بقى برنس فى نفسك وتقرر تعتذر لها مش لأنك ندمان! لا إطلاقاً، لأنك عايز المضروبة ترتدى «البيبى دول التركواز»! طبعاً لو حصل ورفضت اعتذارك تتهمها بأنها نكدية وخسارة فى أبوها إنك تصالحها.. ففى الغالب بتقبل اعتذارك وبيخلص اليوم بأنها تتمكيج وتلبس الحتة التركواز، وقتها بيبقى الحزن قابض روحها بتبقى شبه ميتة لما بتحس بإيدك اللى ضربتها بتلمس كل حتة فى جسمها والبق اللى شتمها يبوسها ويهمس لها بكلمة بحبك!
عايزاك تفهم أن رجولتك بتبان فى ضحكة مراتك.. فى انبساطها.. فى أن الدموع متعرفش لعينها طريق.. على قد ما مراتك تكون مبسوطة على قد ما إنت نجحت فى إنك تبقى «راجل».. وعلى قد ما مراتك بتبكى وحزينة وموجوعة على قد ما إنت بتتنازل عن رجولتك وقبلها عن إنسانيتك.. أما بالنسبة لعقابك فهو إنك كده.. إنك تعيش مع زوجة مش شايفاك ولا ليك مشاعر فى قلبها.. إن وجودك فى حياتها يتوصف بـ«ابتلاء» وفى بيتها وكأنه «رف» مكسور مبترميهوش بس مبتستخدموش.. إنت عقابك إنك كده.
حبيبتى مش هزايد وأمثل وأقول عليكِ إنك سلبية ومعندكيش كرامة لأنى عندى يقين أن حزنك وعينك اللى بتلمع فيها الدموع ده أكتر انتقام من رجولته.. عايزة أقول لك اكرهيه أكتر وأكتر.. عاقبيه بصمتك وسكونك، أنا فاهمة إنك مش قادرة تثورى عليه بس وحياة ربنا صمتك وحرمانه من مشاعرك أكبر ثورة عليه.. متتكسفيش من نفسك وتحسى إنك شمال ومعيوبة خالص حبيبتى الدموع والحزن اللى فى عيونك وقلبك عيب فيه هو اللى عيل شمال.. لما ييجى يضربك أو يهينك بصى له فى عينه قوى وقولى له بطلت أخاف ومبتوجعش منك لأنك «هوا»، إنت «فراغ» ميوجعش بضربه ولا يؤلم بشتيمته، عمرك شفت حد اتوجع أو اتألم لما الهوا بيمر من جنبه أو لما يسمع صوت الهوا!