اسم "الرحمن".. "رحمته سبقت غضبه ووسعت كل شيء"
"الرحمن".. اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على أن الله سبحانه موصوف بسعة الرحمة، التي طوت جميع الوجود ووصلت إلى كل موجود ، فحيثما أشرق شعاع من علمه المحيط، أشرق معه شعاع من رحمته بحسب ما تقتضيه علمه وحكمته، وخص المؤمنين منها بالنصيب الأوفر والحظ الأكمل، قال تعالى: "ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون"، وبهذا يثني عليه الخاصة من ملائكته، وقال :"رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم".
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله، وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أرحم بعباده من هذه بولدها "، رواه مسلم.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة"، رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: "ولما خلق الخلق كتب في كتابه فهو عنده: إن رحمتي سبقت غضبي"، رواه البخاري ومسلم، فهي كالعهد لكل الخليقة بالرحمة لهم والعفو عنهم، والتروِّ والإمهال لهم .