بروفايل| ماهينور المصري.. "النور مكانه في السجون"
ماهينور المصري
"عمر السجن ما غير فكرة، عمر القهر ما أخر بكره"، ليس شعارا أو تنفيسا عن ظلم طالها، لكنه مبدأ دافعت وتدافع عنه حتى النفس الأخير، هتفت من خلف القضبان مرارا وتكرارا ورد عليها مؤيدوها، سعت لمساعدة عشرات المعتقلين، وهي تجمع لهم من كل يد فتات كي تدفع ثمن حريتهم، ووقعت اليوم في القفص بعدما أفلتت منه عدة مرات، عام و3 أشهر، تقضيهم ماهينور المصري "صوت الثورة النسائي" بين جدران السجن، في قضية "أحداث قسم الرمل" في الإسكندرية.
ماهي نور، بنت "المارية" التي ولدت فوق أرضها، وتعلمت الثورة من البحر وثارت على الظلم، في الوقت الذي نال الإحباط أقرانها، سعت الفتاة العشرينية إلى مساندة من تحتضنهم السجون، وارتفع صوتها وهي تحشد لوقفات ومسيرات تجوب شوارع الإسكندرية، وتردد بصوت جلل "ثورة ثورة حتى النصر، ثورة في كل شوارع مصر".
صاحبة الـ29 عاما، درست المحاماة، وحملت حقوق العمال على عاتقها، كانت صوتهم الذي ينهش في سراديب العدالة الاجتماعية كي يعيد حقوقهم، التي خرجت ثورة يناير تنادي بها، والتي وقفت ماهينور في صفوفها الأولى، حيث انطلقت شعلتها من الإسكندرية، وظهرت في عصر مبارك دون خوف أو رهبة، كانت موجودة دائمًا في الوقفات التي كان المشاركون بها من السهل إحصاؤهم على أصابع اليد.
ماهينور التي ألقي القبض عليها مرارا في عهد مبارك، ولم تقض ليلة واحدة في زنزانة، حبست لأول مرة في سجن برج العرب، في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، على خلفية قضية "خالد سعيد"، حيث صدر ضدها حكمًا بالسجن عامين و50 ألف جنيه غرامة، لتظاهرها مع بعض النشطاء أثناء إحدى جلسات محاكمة قتلة خالد سعيد.
تعرضت للحبس مرة أخرى، أثناء تضامنها مع محاميين معتصمين داخل قسم الرمل بالإسكندرية في مارس 2013، وقبض عليها مع آخرين، قالوا إنهم تعرضوا للاعتداء من قبل قوات الأمن المركزي، إضافة إلى الضرب والتحرش بالفتيات، ثم اعتقلوا بعدها وأُحيلوا للنيابة التي أخلت سبيلهم، ليحكم عليها القضاء اليوم بالسجن عاما و3 أشهر. كعادتها، لم تهدأ حتى في سجنها، ظلت تنادي بالإفراج عن المعتقلين، اهتمت بشؤون من عاشرتهن في السجون، طالبت بالاهتمام بالغارمات، وخاضت معركة "الأمعاء الخاوية" من أجل حريتها، وتضامنت معها السجينات في العنبر، حيث كانت السند لهم في السجن، في الوقت الذي نسيهم فيه الكثيرين.
تنظر لبلدها بـ"عيون الحرية"، مصممة على السير في طريق النضال، ففي الوقت الذي خمدت فيه آمال الجميع في أن تطفو ملامح ثورة يناير على السطح ثانية، تبقى ماهينور تدافع عن المظلومين، وفي الوقت الذي تعتقلها بلادها مع نشطاء آخرين، اختارتها لجنة جائزة "لودوفيك تراريو"، لتفوز بجائزة "الدفاع عن احترام حقوق الإنسان" لعام 2014.
ابنة "الاشتراكيين الثوريين"، رأت في مقتل شيماء الصباغ ابنة "التحالف الشعبي الاشتراكي"، دافعًا لاستمرار مسيرتها، ارتفع صوتها ثانية تملؤه حسرة الدماء وقهر الشباب، وهي تردد "المجد للشهداء والنصر للثورة"، وعقب سجنها اليوم، تحتاج ماهينور إلى كل من انتفضت لتعيد حريتهم، بعد أن باتت حبيسة السجون، هي التي قالت "إحنا مبنحبش السجون.. بس مش بنخاف منها".