أخيراً.. انتهاء مأساة 97 أسرة عاشت 5 سنوات على "الرصيف"
معاناة تمتد لخمسة أعوام عاشتها 97 أسرة فى حى شرق شبرا الخيمة فى محافظة القليوبية، فهذه سيدة مسنة تبلغ من العمر الـ90 ربيعاً ولا أحد يعرف اسمها لكنهم يراعونها، وأسر لم تقدر على مواجهة غلاء الأسعار وزيادة تكلفة إيجار الشقق التى تسكن بها فلم يكن أمامهم سوى الشارع ليجلسوا به وسط عدم وجود إمكانيات لدى الدولة حينها لعلاج أزمتهم ليراعيهم مسئولو محافظة القليوبية بين الحين والآخر ببعض المساعدات، إلا أن الحقيقة أنهم افتقدوا الخدمات وسط عيشهم فى «خيام إيواء» أقامتها المحافظة لهم بعد لجوئهم إليها، والآخرون عاشوا فى دار ضيافة تابعة لها، فيما اضطر آخرون للعيش داخل «حمامات» لعدم وجود مكان يسكنون فيه.
تلك المأساة الإنسانية رفضت الحكومة استمرارها فشرعت المحافظة ببناء شقق سكنية لهم داخل حيز خيام الإيواء التى يعيشون فيها لتسعى حالياً للانتهاء من «تشطيب» عمارتين خاصتين بهم بعد الانتهاء من بنائهما، مع البدء فى بناء عمارة جديدة، إلا أن العمارات الثلاث لم تكن كافية لتستوعب كل من يعيشون فى خيام الإيواء، خاصةً أن بعض الخيام لم تكن تحتوى على أسرة واحدة بل امتد الأمر فى بعض الأحيان لتقطن بها أسرتان أو ثلاث، وهكذا كان الحال أيضاً لأهالى دار الضيافة.
لم تتوقف تحركات الدولة بعد عدم كفاية العمارات الثلاث لاحتواء السكان، فانطلقت محادثات مكثفة بين المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، والدكتورة ليلى راشد إسكندر، وزيرة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائيات، لبحث إمكانية معاونة «أسر الخيام» على العيش بحياة كريمة، إلا أن المفاجأة كانت عدم اختصاص الوزارة ببناء الوحدات لصالحهم لعدم إدراجهم ضمن الخريطة القومية للمناطق العشوائية ليتم تصعيد قضية الأهالى إلى أعلى المستويات بالدولة حتى وافق المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، على بناء الوزارة لـ3 عمارات من ميزانيتها الخاصة لصالح هؤلاء الأهالى. «لم يكن بإمكاننا الصمت على رؤية معاناة بعض المواطنين نتيجة عدم وجود مسكن يعيشون فيه، ونظراً لأننا نتحرك وفقاً لمبدأ أن الإنسان هو محور التطوير رأينا أن من مسئوليتنا التحرك لرفع المعاناة عن هؤلاء المواطنين»، هكذا تحدثت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات، عن سبب تحرك الوزارة لمعالجة مشكلة الأسر رغم عدم اختصاص الوزارة، مشددة على أن رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب أكد ضرورة سرعة الانتهاء من تنفيذ مشروع بناء العمارات لصالح الأهالى فى أسرع فترة زمنية ممكنة.
أضافت وزيرة الدولة للتطوير الحضرى والعشوائيات، فى تصريح لـ«الوطن»، أن بدء تنفيذ المشروع سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن يتم الانتهاء منه خلال 9 أشهر من تاريخ بدء تنفيذه بتكلفة نحو 7 ملايين جنيه، مؤكدة أن رفع المعاناة عن كاهل المواطنين متى توفرت الإمكانيات اللازمة لذلك هى مسئولية الدولة تجاه مواطنيها. وأوضحت «إسكندر» أنها وقعت اتفاقية عامة مع محافظ القليوبية، واتفاقية لبناء 3 عمارات سكنية لصالح تلك الأسر يوم 30 أبريل الماضى، موضحة أن الخيام تقع داخل الحيز العمرانى للمدينة، وأن الوزارة ستبنى العمارات الثلاث الجديدة جنباً إلى جنب مع العمارات التى بنتها المحافظة.[SecondImage]
وأشارت وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات إلى أن منطقة خيام الإيواء تقع داخل أرض ورش البلاط فى منطقة بهتيم، وأن دار الضيافة التى يقطن بها عدد من المواطنين الذين يستهدفهم المشروع تقع فى عزبة سليم، موضحة أن كلتا المنطقتين تتبع حى شرق شبرا الخيمة التابع لمحافظة القليوبية.
وأوضحت أن سبب عيش عدد من المواطنين فى الخيام ودار الضيافة يرجع لارتفاع أسعار إيجار بعض الوحدات السكنية التى عاشوا فيها وبالتالى لم يستطيعوا سدادها ليعرضوا الأمر على المحافظة لتوفر لهم الخيام منذ عام 2011، موضحة أن بعض هؤلاء المواطنين صدر بحقهم قرارات إزالة للعمارات التى كانوا يعيشون فيها ليكون إجمالى عدد الأسر فى خيام الإيواء فى بهتيم هم 31 أسرة.
ولفتت إلى أن عدد من يقطنون فى دار الضيافة هم 66 أسرة، موضحة أن تلك الدار عبارة عن 6 أدوار كل دور به عنابر أشبه بالفصول المدرسية يعيش بها هؤلاء الأسر، وأن كل دور به حمام واحد مشترك، موضحة أن هؤلاء المواطنين يعيشون فى دار الضيافة منذ 5 أعوام.
وأكدت «إسكندر» أن فريق عمل الوزارة قام بتنفيذ عدة زيارات ميدانية لموقع الخيام ودار الضيافة ليتم التواصل مع الأهالى لمعرفة احتياجاتهم، ورصد الأمر على أرض الواقع بعد التواصل مع قيادات المحافظة، موضحة أنها تدخلت لتنفيذ المشروع رغم أن الحالتين تقع خارج نطاق المناطق العشوائية المدرجة فى الخريطة القومية للعشوائيات بهدف رفع المعاناة عن كاهل الأهالى، مشددة على أن الوزارة تسعى جاهدة من خلال مشروعها لتحسين المستوى المعيشى لهؤلاء المواطنين.
وأوضحت أن تمويل الوزارة للمشروع من ميزانيتها الخاصة يأتى تأكيداً على تحركاتها لخدمة المواطنين بما يحقق الأمن والكرامة، موضحة أن الوزارة ستتحمل تكلفة الإنشاءات وتنفيذ كل وحدة سكنية لتكون «أوضتين وصالة»، موضحة أنه بعد التواصل مع الأهالى بخصوص بناء العمارات لهم أبدوا سعادتهم البالغة من اهتمام الدولة بمشكلتهم.
ولفتت «إسكندر» إلى أنه سيتم تنفيذ المشروع خلال أيام ليتم الانتهاء منه بعد 9 أشهر من بدء تنفيذه، على أن تكون بالعمارات الثلاث المنتظر إنشاؤها مرافق كاملة من مياه وكهرباء وصرف صحى، بالإضافة لدهان الواجهات الخارجية والداخلية للعمارات.
من جانبها، قالت المهندسة سعاد نجيب، مدير وحدة متابعة مشروعات تطوير العشوائيات بالقاهرة الكبرى والصعيد بالوزارة، إن زيارة فريق عمل الوزارة للأهالى فى منطقة خيام الإيواء، ودار الضيافة، رصدت احتياجاتهم، موضحةً أن الأهالى قالوا لهم: «عايزين سكن آدمى»، مشيراً إلى أن الوزارة استجابت على الفور واتخذوا الإجراءات اللازمة للبدء فى تنفيذ المشروع. أضافت مدير وحدة متابعة مشروعات تطوير العشوائيات بالقاهرة الكبرى والصعيد بالوزارة، فى تصريح لـ«الوطن»، أن زيارة فريق العمل رصدت ضعف الخدمات التى يعيش عليها هؤلاء المواطنون، والوضع السيئ لدورات المياه التى تخدمهم، ومن ثم تم التحرك لرفع المعاناة عن كاهلهم، موضحة أنه سيتم بناء محلات فى الدور الأرضى بالعمارات الثلاث المنتظر إنشاؤها تخصص للأهالى من قبل المحافظة بأجر رمزى لزيادة دخلهم ليعاونهم ذلك على مواجهة صعوبات الحياة.