دراسة: واشنطن لن تستطيع منع إيران من امتلاك تكنولوجيا نووية
ذكرت دراسة صادرة عن المركز الإقليمي بالقاهرة، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى إجراء تغيير في سياستها الخارجية باتجاه التعايش مع أزمات الإقليم، لا سيما في ظل تشابك المشهد الإقليمي وتداخله وبروز تهديدات عابرة للحدود فضلًا عن التغير في أنماط التنظيمات الإرهابية وارتفاع كلفة الأدوات التقليدية على غرار الخيار العسكري.
وقالت "بدون شك، فإن هذا التوجه الجديد ربما يساهم في إنهاء إرث التدخلات العسكرية الأمريكية في المنطقة، والسماح بأدوار محددة لقوى إقليمية أو دولية أخرى، دون المساس بنفوذها في المنطقة".
وأوضحت الدراسة، الصادرة في نهاية أبريل الماضي، أن ثمة مؤشرات عديدة تكشف عن اتجاه واشنطن نحو التعايش مع أزمات المنطقة، فمن ناحية، تتجه واشنطن نحو قبول التعايش مع إيران كقوة نووية، رغم المخاوف التي تنتاب حلفائها في المنطقة، على غرار إسرائيل، وهو ما يبدو جليًا في التفاهمات الأخيرة التي تم التوصل إليها بين إيران ومجموعة "5+1" في 2 أبريل 2015، والتي تشير إلى أن واشنطن باتت مدركة أنها لن تستطيع منع إيران من امتلاك التكنولوجيا النووية، بعد أن حققت الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في هذا السياق خلال الأعوام الأخيرة، وأن الخيار الوحيد المتاح أمامها هو تقييد قدرات إيران النووية ومحاولة منعها من الوصول لامتلاك القنبلة النووية.
وأشارت الدراسة إلى أن إدارة أوباما سعت إلى مواجهة الانتقادات التي وجهت إليها من جانب الكونجرس وإسرائيل، بالتأكيد على أن انخراطها مع إيران في مفاوضات شاقة منذ أكثر من عام ونصف بهدف تقييد قدراتها النووية هو أفضل خيار متاح، لا سيما أن الخيارات الأخرى تبدو تكلفتها عالية ولن تحقق النتائج نفسها، في إشارة إلى الخيار العسكري والعقوبات .
ولفتت الدراسة، إلى أنه بالرغم من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن خطته لمواجهة تنظيم "داعش" منذ سبتمبر 2014، إلا أن الحرب التي شنها التحالف الدولي ضد التنظيم لم تنجح حتى الآن في تحقيق أهدافها الرئيسية وفي مقدمتها القضاء على التنظيم، لا سيما أنها ما زالت معتمدة على الضربات الجوية، بشكل أضعف التنظيم لكنه لم يؤد إلى إنهاء قدرته على تشكيل تهديد للولايات المتحدة الأمريكية ودول المنطقة، وهو ما يعني أن المواجهة مع التنظيم سوف تستغرق وقتًا ليس قصيرًا، خاصة في ظل اعتماد واشنطن على الوكلاء المحليين في تحرير الأراضي العراقية، على غرار قوات الحشد الشعبي وميلييشيا البيشمركة والقوات العراقية.