"طفل فان بيرسي" الداخلي يدله على "التحدي الأكبر في "أولد ترافورد"
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/46009_660_1553530.jpg)
قد يكون الانتقال من فريق إلى آخر صعبا للغاية بالنسبة للغالبية العظمى من اللاعبين، لاسيما إذا أمضوا الفترة كالتي أمضاها الهولندي روبن فان بيرسي مع آرسنال، لكن يبدو أن "ار في بي" لم يغير سوى القميص بانتقاله من "المدفعجية" إلى الغريم مانشستر يونايتد لأنه حافظ على المستوى الذي قدمه في الموسم الماضي بشكل خاص، وتمكن من لعب دور مهم جدا في المباريات التي خاضها مع "الشياطين الحمر" حتى الآن.
شهد يوم أمس الأربعاء الفصل الأخير من مسلسل العروض المميزة التي يقدمها فان بيرسي مع مانشستر هذا الموسم، وذلك بعد أن مهد الطريق أمام فريق المدرب الأسكتلندي أليكس فيرجسون لبلوغ الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا بتسجيله هدف التعادل أمام براجا البرتغالي قبل أن يتمكن واين روني والمكسيكي خافيير هرنانديز من إضافة هدفي الفوز 3-1، والأهداف الثلاثة جاءت في الدقائق العشر الأخيرة.
شكك الكثيرون بقدرة فان بيرسي، 29 عاما، على النجاح في مغامرته الجديدة مع مانشستر وعلى تكرار ما حققه الموسم الماضي مع آرسنال حين سجل 38 هدفا في جميع المسابقات، ما جعله بين أفضل 5 هدافين في القارة العجوز، إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والكولومبي راداميل فالكاو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
لكن النجم الهولندي الذي دافع عن ألوان آرسنال منذ 2004، لم يتأخر في الرد على المشككين من خلال تسجيله 11 هدفا في 14 مباراة خاضها حتى الآن بقميص "الشياطين الحمر"، أحدها السبت الماضي في مرمى فريقه السابق آرسنال، 2-1، حين افتتح التسجيل في الدقيقة 3، وبينها ثلاثية في مرمى ساوثمبتون، 3-2، وثنائية في مرمى كلوج الروماني، 2-1، في دوري الأبطال. وتشير الإحصائيات إلى أنه لولا الأهداف الثمانية التي سجلها فان بيرسي في الدوري المحلي لكان مانشستر يحتل حاليا المركز الثاني عشر، ما يدل على أهميته بالنسبة لفريقه.
"كان مذهلا بالنسبة لنا منذ وصوله. تحركاته واختراقاته مذهلة. يتطور من مباراة إلى أخرى"، هذا ما قاله فيرجسون عن فان بيرسي، مضيفا "من الصعب دائما أن تتعاقد مع لاعبين جدد لكن فريقا كبيرا، مثل مانشستر، لا يمكنه أن يبقى مكتوف الأيدي. عندما علمنا الصيف الماضي بأنه لن يمدد مع آرسنال قمنا بكل ما هو ممكن من أجل التعاقد معه، وقد ترك أثره سريعا".
ولم يكن فان بيرسي بحاجة إلى الكثير من الوقت لكي يتأقلم مع شريكه في خط الهجوم واين روني، وقد ذكر التفاهم الحاصل بين اللاعبين بأيام الثنائي آندي كول والترينيدادي دوايت يورك الذي قاد يونايتد لثلاثية تاريخية عام 1999 حين توج بلقب الدوري المحلي والكأس المحلية ومسابقة دوري أبطال أوروبا.
"يذكراني بهما، لكننا نملك أيضا هرنانديز، وداني، ويلبيك، الذين بامكانهم أن يخلقوا الفارق أيضا"، هذا ما قاله فيرجوسون في هذا
الموضوع، مضيفا "لم نتعاقد مع فان بيرسي من أجل ان يخلق الفارق وحسب، أو من أجل أن يقدم للفريق موهبته الهائلة، بل لتوفير النضوج في خط الهجوم".
ومن جانبه، أكد فان بيرسي بعد إعلان خبر تركه لآرسنال والانضمام إلى "الشياطين الحمر" مقابل 32 مليون يورو، أن الطفل في داخله هو الذي أقنعه بالانتقال إلى "أولد ترافورد": "ماذا أراد؟ كان ذاك الطفل يصرخ مطالبا بمانشستر يونايتد".
ويبدو أن هذا الطفل كان مصيبا، لأن النجم الهولندي يستمتع باللعب أمام جمهور "أولدترافورد" وقد نجح حتى الآن في التحدي الأكبر في مسيرته، حسب وصفه، "في بعض الأحيان نختلف على الأمور، والآن أنا هنا وأتطلع إلى تحد كبير في حياتي الكروية، التحدي الأكبر. مانشستر يونايتد يتنفس كرة القدم. إذا نظرت إلى اللاعبين، الملعب، المدرب.. كان قراري متخذا في وقت مبكر في ذهني بناء لهذه الأمور".
أثبت فان بيرسي لمدربه فيرجوسون أن المجهود الذي قام به الأخير حين اتصل بغريمه اللدود الفرنسي أرسين فينغر للبحث في مسألة انتقال الهولندي من آرسنال، لم يذهب سدى، لأن المدرب الأسكتلندي حصل على لاعب يقدم حاليا أفضل مستوياته الكروية، وقد لعب دورا مفصليا في تأهل فريقه الجديد إلى الدور الثاني من دوري الأبطال وإلى التربع على صدارة الدوري المحلي.