ملف خاص| "الوطن" في دنيا أهل "الفول" و"العدس".. تعيش يا أكل الغلابة
ملف خاص| "الوطن" في دنيا أهل "الفول" و"العدس".. تعيش يا أكل الغلابة
مواطنون
وأنت سمحت إزاي يغلوا العيش.. وسبت أهل النهب والتكويش
ناسك لو انصرفوا هيفضى الكون.. لو ناديت مش رح يرد سؤال
الفقراء ضاعوا لا مدد ولا عون.. كأنما الثورة خيال في خيال
كلمات دونها الراحل عبدالرحمن الأبنودي، شاعر الناس الغلابة في كراسه، وصدح بها صوته، لا يخشى أحدًا، وكأنه كان يفضل أن تكون رسالته الأخيرة في الدنيا، مرسال ضمير يوقظ حاكمًا ليأخذ بيد الغلابة من أبناء شعبه، ويلتقطهم من مستنقع مظلم، ويثور بهم ضد فساد وغلاء خنق رقابهم.
"الوطن" عاشت مع أهل "الفول" و"العدس" يومهم، يخرجون كالنمل من جحورهم أفواجًا بعد الفجر، يقرأون تعويذة الرزق، وتكالهم على الله، رب أسرة بسيط، وجهه شاحب من الشقا، وملابسه بسيطة شبه بالية، يخرج ليدبر أمور بيته، قرر أن يداوي أمعاءه الخاوية بـ"شقة فول" من العربة التي تعج بالبسطاء أمثاله، تأتيه الصدمة بتسعيرة جديدة، حسرة الرجل مع الفول لم تدوم كثيرًا، فيقرر أن يكمل مشواره، وباله مشغول بـ"عشا ولاده"، يذهب لعمله، ويدور في سقيته لساعات طوال في رجاء يومية تقل يومًا بعد يوم، لأزمات لا يعرفها سوى صاحب العمل، تدق صافرة الرحيل، فيغادر الرجل لـ"السوق"، و"حسبة برما" تدور في دماغه، "5 عيال وأمهم هياكلوا إيه النهاردة".
جولة "رحال" للرجل البسيط من أجل البحث عن "غموس" أولاده، بضاعة مكدسة على جانبي السوق، وحركة بيع وشراء لا تتوقف، ولكنه لا يرى حوله سوى "لافتات أسعار تنطق بالغلاء"، ولا تسمع أذنيه سوى كلمة "الأسعار نار"، و"الدنيا ولعت"، فيرفع يديه للسماء مستغيثًا: "ياااارب".
تابع باقي موضوعات الملف المرفقة بالأسفل.