رغم كل ما يمكن أن يقال، ورغم التشكيك والتنكيت، ورغم حملات تكسير المجاديف، ورغم هواة صنع الفتنة، ورغم المأجورين والتابعين لقوى أخرى.. نستطيع القول: إن «اتحاد العرب» قوة وتماسكهم يُغضب الأعداء و«اجتماعات العرب» ترعب المغرضين و«بيانات العرب» تربك حسابات أهل الهوى و«موقف العرب» ما زال له تأثير ولو كره الكارهون.
صدقونى، إن «اتحاد العرب» يقلب موازين القوى، ولا تصدقوا من يسخر من «اتحاد العرب» ويقلل من شأنه، لا تقفوا أمام هؤلاء الذين يهيلون التراب على دور العرب فى إحداث توازن فى الشرق الأوسط، لا تصدقوا من يخرج علينا صباح كل يوم للنيل من الدور العربى فى دعم القضية الفلسطينية وهو مأجور ومدفوع ومعلوم ذلك للكافة على مدار سنين طويلة.
لا تصدقوا من يقلل من الدور الرائد الذى تقوم به مصر للدفاع عن القضية الفلسطينية والتى تعتبرها قضية العرب المركزية الأولى، «مصر» تتمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وتطالب بها ولا تألو جهداً فى الدفاع عنها دبلوماسياً ولدى كافة المحافل الدولية، «مصر» بثقلها السياسى ومكانتها الكبرى عربياً وإقليمياً ودولياً وتحركاتها المحسوبة بالمسطرة ودورها القيادى فى هذا الشأن وموقعها الجغرافى وأهميتها وقوتها العسكرية ومهابتها وهيبتها.. و«السعودية» ذات الثقل الكبير لدى الدول الإسلامية ولدى دول الشرق الأوسط والعالم أجمع وتأثيرها الاقتصادى وأهميتها ومكانتها ودورها لدى القوى الكبرى، سواء الأمريكان أو الروس أو الصين.. و«الإمارات» ذات الوجود الكبير فى المحافل الدولية والقوة التى تظهر عليها ودورها الاقتصادى والسياسى وتأثيرها لدى دول العالم.
لكل دولة عربية أهمية خاصة ودور خاص فى قوة العرب، فـ«الكويت» لها دور لا يمكن أبداً إغفاله، و«الأردن» لها دور سياسى حقيقى كبير، و«البحرين» تستطيع بكل ما لديها من تحركات على الصعيد الدولى أن تؤثر وتُحدث تغييراً فى المواقف الدولية بانضمامها إلى موقف مصر والسعودية والإمارات والكويت والأردن، طبعاً هذا الاتحاد قوة لنا جميعاً وسند للعرب ولقضاياهم ولرؤاهم ولخططهم المستقبلية، طبعاً هذا الاتحاد يعتبر قوة ضاربة فى المنطقة ورأس حربة -مهم جداً- فى الدفاع عن القضايا العربية وفى القلب منها القضية الفلسطينية وقضية التدخلات الأجنبية.
نتحدث هنا عن اتحاد العرب لإحداث توازن فى المنطقة ورفض أى هيمنة من قوى أخرى على مقدرات الدول العربية ورفض تقسيم بعض الدول العربية وضرورة الحفاظ على الجيوش الوطنية ورفض وجود أى ميليشيات مسلحة مدعومة من الخارج داخل بعض الدول العربية وضرورة مساندة المؤسسات الأمنية للدول العربية والعمل على تقويتها، باختصار «اتحاد العرب» يرسل رسالة مفادها الآتى: «مصير الدول العربية يحدده شعوبها فقط».
لا بد أن ننظر نظرة تفاؤلية لما يحدث حولنا، لا نتشاءم ولا نتوتر ولا نهتز، نثق فى قوتنا ومقدراتنا ومكانتنا وما لدينا من أوراق ضغط، نزيد من تأثيرنا باتحادنا، نزيد من هيبتنا بمواقفنا المعبرة عن مصالح الشعوب العربية دون النظر إلى مصالح الغرب أو مصالح الشرق.. لدىَّ ثقة فى أن القادم أفضل للعرب، ولدىًّ ثقة -أكبر- فى نجاح العرب فى إجهاض مخططات تستهدف إضعاف وتفكيك القرار العربى، لكن الثابت أن اتحاد العرب يقلق ويجهض مآرب المغرضين.