■ حينما تسمع كلمات وتعليقات الإخوان ومواليهم ومتعاطفيهم وتابعيهم من كل ملة على أحكام الإعدام الصادرة بحق مرسى وقياداتهم فيما عُرف بقضيتى الهروب من سجن وادى النطرون والتخابر لصالح تركيا وقطر، وحينما ترى أفعالهم المؤكدة لما صدر من أحكام -من تفجير وقتل وترويع- لا تقل إلا اللهم لا تجعل مصيبتنا فى عقولنا وبصائرنا وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه. فالسادة لم ينتظروا درجات التقاضى الأخرى ليثبتوا للعالم -الأعمى- إرهابهم قولاً وفعلاً، فمارسوا فجورهم المؤيد بالتاريخ ووقائعه وأعادوا إنتاجه بنفس المستوى الردىء، دون أن يستوقفهم عقل ولا بصيرة ولا لحظة تفكر وتدبر من أن إرهابهم لن يوقف قطار الدولة ولن يعيدهم لمقدمة الصورة التى خرجوا منها بأمر الشعب ولن يعودوا.
■ وحينما تسمع تعليقات واشنطن واستشعارها القلق من أحكام الإعدام على مرسى وجماعته فلا تنفعل وذكّرهم واسألهم، هم وتابعيهم من الممولين أياً كانت ملتهم من المرددين أن ذلك مخالف للقانون الدولى: ألم تستشعر واشنطن القلق من قتلى العراق واليمن وليبيا وسوريا؟ ألم تستشعروا القلق من وجود 4 ملايين لاجئ سورى مشردين فى مناحى البلاد؟ ألم يكن مخالفاً للقانون الدولى قيام أمريكا بقتل بن لادن دون محاكمة فى دولة أخرى اعتدت على سيادتها، ونقل وتصوير وقائع القتل على الهواء ثم إلقاء جثمانه فى مياه البحر ليموت مع أسراره عنها؟ أين كان القلق وقتها وأين كان القانون الدولى، وأين كانت حقوق المتهم فى محاكمة عادلة حتى لو ثبتت إدانته؟ ألا لعنة الله على كل مضلل وكل فاجر قائد وتابع.
■ وحينما تسمع تصريحات حزب النور ببكّاره ومخيونه عن أحكام إعدام مرسى وجماعته بأنهم حذروا الدولة من التصعيد وأن ما حدث يضر بسمعة مصر دولياً، فتيقن أن هؤلاء استنساخ ماسخ من إخوان صهيون، اعتادوا أداء ما يُطلب منهم من أدوار ولن يتراجعوا عن فكر الاتجار بالدين فكلهم سواء خنجر فى ظهر الوطن لن ننجو منه إلا بنزعه وإلقائه بعيداً.
■ وحينما تستمع لتصريحات العريفى عن أحد متهمى قضية عرب شركس الستة الذين تم إعدامهم أمس الأول وتعاطفه معهم، فاعلم أننا ما زلنا فى حرب تُمول من كل جهة وتُستعمل فيها كل أنواع الضغوط. وتذكّر استمرار تمويل السلفيين حتى يومنا هذا من كل حدب وصوب ليواصلوا سعيهم القمىء فى مصر.. ولكن الله غالب، ويقينى به لا حدود له.
■ وحينما ترى كل هذا الهراء المعنون بأكثر من عنوان فى وطن يصارع من أجل البقاء، ويقاتل من أجل الحماية، فتمسك ببقائك فى قطار بلادك مهما كانت الأخطاء، وأياً كانت التحديات، ومهما بلغت التهديدات، فالأعمار واحدة والأقدار محسومة، والأفعال مكتوبة. فعش صادقاً ومت بطلاً وافعل ما يُرضى ضميرك مهما تكاثر حولك الضباع. وتيقّن أن يوم الحساب آت لا محالة فاسعَ للقاء وجه كريم بقلب صادق.