مع كل طلعة شمس، تلوح فى الأفق تحديات جديدة ومخاطر جديدة أمام «مصر»، وعلى «مصر» مواجهة هذه التحديات والتصدى لهذه المخاطر، ويجب أن تكون عمليات المواجهة والتصدى سريعة وفاعلة.. والسؤال: هل أحد منا سأل نفسه وقال: مَن الذى واجه وتصدى؟ أو بصيغة أخرى: مَن الذى سهر وتعب وفكر وخطط ليواجه ويتصدى بالشكل الأمثل حتى ينعم الشعب المصرى بالأمن والاستقرار؟.. أعلم -تمام العلم- بأن هذا السؤال شائك لكنى أحاول جاهداً -ومتجرداً من أى هوى وغرض ومآرب شخصية- أن أعطى الحق لأصحابه، خاصة إذا كان أصحاب هذا الحق هم أبناءنا الذين نعتبرهم «صقور الوطن».. نعم، صقور الوطن الشرفاء الأمناء والذين يصلون النهار بالليل حتى يحموا الوطن من شرور الأعداء.
«مصر» وطننا الغالى، وأمنها واستقرارها هو السمة التى تتميز به دون أى بلد آخر، يأتى إليها السياح وأول شىء يرونه هو الآية (٤٦) من «سورة الحجر» والمكتوبة على جدران مطار القاهرة (ادْخلوها بسلامٍ آمنين)، ومن نعم الله علينا أنه جعل حب الوطن مغروساً بداخلنا، وهو حب يجرى فى عروقنا، حب مخلوط وممزوج بدمائنا، فنحن الشعب الذى نغنى لوطننا ونقول: يا حبيبتى يا مصر.. فحب الوطن مسيطر علينا، وسلامة الوطن نحرص عليها دائماً، واستقراره هو المرتجى، وآمنه هو المبتغى، وأى محاولة للنيل من كل هذا مرفوضة تماماً.
ذات يوم عصيب -أثناء الفوضى العارمة التى شهدتها مصر (عام ٢٠١٢)- سألت أحد المسئولين الكبار: إلى أين نحن سائرون فى ظل وجود متطرفين فى الشوارع يحملون السلاح وفى ظل خروج الإرهابيين من السجون وفى ظل وجود أناس يضعون جماعتهم فى كفة والوطن فى كفة أخرى ويريدون الانتصار لجماعتهم على حساب الوطن؟ رد علىّ وقال لى: «الرهان على وعى الشعب، الشعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، التاريخ يقول إنه فى أى معضلة تحدث لمصر تكون الغلبة دائماً للشعب ولإرادة الشعب، وهذا الشعب العظيم قادر على رفض ولفظ كل هؤلاء».
ما أقصده، وما أريد التأكيد عليه أن «مصر» عنوانها الأمن والأمان مهما مرت عليها كبوات ومهما شهدت أحداثاً دامية ومهما تكالب عليها الأعداء ومهما خطط لها من مكائد ومهما حاول المتطرفون كسرها.. وما أريد التأكيد عليه أيضاً أنه فى هذه الأوقات العصيبة يخرج أبناؤها الشرفاء الذين يحملون هموم الوطن على أكتافهم ويضعون هذه المسئولية فى عيونهم ليكون أمن الوطن همهم الأول مهما سهروا وعانوا وضحوا، المهم أن يظل الوطن آمناً ويعيش أهله فى أمان ولا يقترب أحد من ثرواته ومصالحه.
«وحدة الجبهة الداخلية» هدف رئيسى لكى تكون «مصر» آمنة، وإجهاض أى محاولات خارجية لإحداث فتنة داخلية هدف يسعى إليه دائماً أبناؤنا صقور الوطن، واستقلال القرار المصرى النابع من مصلحة الوطن والمحافظة على مكتسبات الشعب هو الذى نشعر به الآن ونفتخر به ونثمّنه ونصفق له، وبصراحة: «الرئيس السيسى» يقود سفينة الوطن باقتدار وتمكن وحكمة وعقلانية رغم الأمواج العاتية التى تحاصرنا، لأنه بطل ووطنى وأمين ومقدام وعلى قدر المسئولية، ومعه رجال أوفياء أشداء فى الدفاع عن الوطن ولديهم عزيمة قوية بأن هذا الوطن لن ينال منه عدو طالما لدينا جبهة داخلية موحدة وقائد وطنى وبينهما ثقة لا حدود لها وحتى تصل سفينة الوطن لبر الأمان.